دولية

تميم وروحاني بالأمم المتحدة .. توافق الخطاب الإرهابي

جدة ــ وكالات

كشفت كلماتان متعاقبتان خلال اجتماع الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة عن مدى العلاقات المترابطة في الرؤى التخريبية والتضليل ومحاولة إيهام العالم بين رئيسي قطر وإيران .خطابات لغسل السمعة السيئة التي انكشفت أمام العالم أجمع، من تمويل ودعم الدوحة وطهران للمليشيات المسلحة في المنطقة العربية والقرن الأفريقي.

فهذا امير قطر تميم بن حمد حاول في بداية خطابه بالأمم المتحدة، التسويق لمظلومية كاذبة حول الأزمة الخليجية، وتجاهل الأسباب الحقيقية للأزمة؛ وهي دعم الدوحة الجماعات الإرهابية وتمويل الفوضى في المنطقة العربية.

المظلومية القطرية، التي تسوق لها في جميع المحافل الدولية، أصبحت حسب محللين دون جدوى أو فائدة تذكر، حيث أكد محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، في تصريح صحفي أن قطر فشلت بقوة في الظهور بدور الضحية في أزمتها مع الدول العربية.

وأضاف حامد أن قطر دائماً تحاول غسل سمعتها السيئة من خلال الترويج لخطاب المظلومية واستخدام الألفاظ المجازية كحصار وحرب اقتصادية، لتشتيت الأنظار عن أساس الأزمة، وهو دعم الدوحة وتمويلها الجماعات الإرهابية وبث الفوضى والهجوم على جيرانها في الخليج العربي والشرق الأوسط.
فخطاب تميم بالأمم المتحدة تم تكراراه مرة أخرى على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي روج هو الآخر لمظلومية كاذبة حول فرض الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية حربا تجارية ضد طهران، وتلاشى روحاني الحديث عن سياسات بلاده التخريبية والطائفية التي تسعى إلى بث الفوضى.

هنا أكد حامد أن إيران تسعى بكل قوة لظهور هي الأخرى في دور الضحية، من أجل تشتيت الأنظار عن تجاربها النووية وخوضها حروبا بالوكالة وتهديد أمن جيرانها.
وزعم تميم بن حمد قيام الدوحة برفض كل أشكال الإرهاب بل أيضا مكافحته، الخطاب القطري لم يختلف كثيراً عن الخطاب الإيراني، الذي زعم محاربة تنظيم داعش والتصدي للمليشيات الإرهابية.

ثم ان المزاعم الإيرانية في خطاب روحاني مليئة بالتناقضات، حيث استنكر الرئيس الإيراني التدخل الأجنبي في سوريا، على الرغم من خوض طهران حربا بالإنابة في سوريا، وتتحمل مسئولية كبيرة في اشتعال الأوضاع.
وهنا قال الباحث في العلاقات الدولية، محمد حامد “الدوحة الآن تعيش على رئة تنفس إيرانية، ووسائل إعلامها أصبحت تروج وتدافع عن إيران والزيارات المتبادلة لا تتوقف، فإيران بوجهة نظر قطر دولة شريفة”.

وأضاف حامد أن الدولتين تكذبان، فقطر دعمت الإرهاب في سوريا واليمن والعراق ومولت جماعات متطرفة، في المقابل إيران نشرت بذور الطائفية في المنطقة وكونت مليشيات مذهبية متطرفة لإيذاء جيرانها وتكون درعا واقيا لها في مواجهة الآخرين.
وتابع حامد: “موقف الدوحة وطهران الدولي مأزوم ومتعثر، فهما أصبحتا عاريتان أمام المجتمع الدولي، بعد أن كشف الرباعي العربي المقاطع دور قطر في دعم الإرهاب وإيران بعد إلغاء الاتفاق النووي”.

ولم يخل خطاب تميم وروحاني من المتاجرة بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، حيث قال أمير قطر في كلمته: “لن ندخر جهدا لدعم الشعب الفلسطيني”، الجهد القطري الذي تحدث عنه تميم كان لتفريغ مضمون القضية الفلسطينية، فمنذ أيام كشف التلفزيون الإسرائيلي عن خطة أعدتها قطر كانت تهدف من ورائها إلى منع الفلسطينيين من الاحتجاج في يوم افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس المحتلة.

وأكدت القناة الإسرائيلية العاشرة أن قطر كانت تضغط بكل السبل لإقناع إسرائيل بخطتها، مرة عن طريق اقتراح مكتوب قدمه وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومرة أخرى عندما حاول تميم ووزير خارجيته الاتصال هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناعه.
وأضافت القناة العاشرة أن “وزير خارجية قطر حاول إرسال الرسالة في شهر مايو الماضي، من خلال وسيطين، لكن مستشاري نتنياهو رفضوا لقاءهما، ولم يتم الكشف عن الرسالة قط”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *