أرشيف صحيفة البلاد

تمديد إعانة حافز بين العجز والمعجزة

هي أيام معدودة ويقف حافز والقائمون عليه أمام نهاية العام الأول من عُمر الإعانة المادية للباحثين عن عمل.. والتي أعتبرها الاختبار الحقيقي بل والمنعطف الأصعب لحافز كنظام.. فإما أن يثبت القائمون عليه عجزهم التام عن القضاء على البطالة ومشاكلها من خلال (إيقاف صرف الإعانة) أو تحقيق ما يسميه البعض بالمعجزة من خلال مخالفة التوقعات التي تتناقلها الألسن والأمر بتمديد صرف الإعانة لعامٍ قادم..!
فحافز ذلك النظام الذي شابته الكثير من المثالب التي تجلت في جبين صفحته الرئيسة من شروط يصنفها البعض على أنها تعسفية في حين يجد البعض الآخر أنها أشبه بمن يضع العديد من العقبات في طريق المتسابقين ليحد من عدد الواصلين لطريق النجاة ولمنعطف النهاية الذي يتوج الواصل إليه بمبلغ ألفي ريال مهددة بالخصم كل سبعة أيام على مدار السنة.
وعلى مدار الشهور الماضية والتي اقتربت من تمام السنة على انطلاق نظام حافز طالعتنا العديد من الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي كماً كبيراً من النقد لحافز (كنظام) حد أن أصبح النظام الذي يسير بقدم واحدة. ويتكئ على عكازٍ مكسور ومع ذلك رضي فيه من حالفتهم الحظوظ النادرة باستحقاق إعانة حافز..
ومتى ما أراد القائمون على حافز معالجة القدم المتضررة والتخلص من العكاز والسير سوياً على صراطٍ مستقيم والاستفادة من الإمكانات التي سخرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظة الله ورعاه.. وتحقيق الأهداف التي تتطلع لها حكومتنا الرشيدة فإن عليهم تمديد إعانة حافز بل وأجد أن كلمة تمديد تُبقي الخلل ولا تعالجه فالأصح أن تصرف الإعانة حد أن يصل المستفيد للعمر الذي تتوقف عنده الإعانة وهو خمسة وثلاثون عاماً كما نصت شروط حافز في بوابة القبول المبدئية للمستفيدين.
بل وأجد أن الأمر لا بد وأن يكون حضارياً بصورة أكبر في حال (وقف إعانة حافز) فلا بد من أن يستشار المستفيدون من حافز وإتاحة الفرصة لهم ليبدوا الرأي في قبول أو رفض أمر إيقاف صرف أو تمديد الإعانة.. فهم من يشعرون بالحاجة ليس القائمين على النظام…أما أن يُتخذ هكذا قرار من طرف الجهة التي تصرف الإعانة فقط فذلك أشبه بالتعسف والبحث عن الخلاص من الواجب ونفض الأكتاف من تحمل المسؤوليات وذلك آفة الفكر الإداري القاتل للكثير من الطاقات والمانع الأكبر للوصول لطرق التصحيح.
أخيراً لكل القائمين عن نظام حافز أتمنى أن يؤثروا مصلحة المواطن وأن يواجهوا أخطاءهم السابقة بوعي أوسع وبإدارك أشمل وأن لا يتجاهلوا إتفاق الكثير إن لم يكن الكل على العديد من ثغرات ومواطن الضعف والخلل في حافز كشروط ونظام والتي لابد من علاجها آجلاً من خلال تعديل بعض الشروط التعسفية في المستقبل… وأما إن أردنا العلاج الأسرع عاجلاً فإنه لا يتمثل إلا بالإسراع في تمديد إعانة حافز بدلاً من إيقافها.

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عتيق الجهني
.a0504393266@hotmail.com[/COLOR][/ALIGN]