الظهران – واس
صدر عن قمة القمة العربية في الظهران، وثيقة الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة ، وذلك خلال الجلسة الختامية للمؤتمر ، تلاها الوزير المفوض بوزارة الخارجية الدكتور عبدالعزيز بن صقر ، وفيما يلي نص الوثيقة:
نحن قادة الدول العربية، التزاما بمبادئ أهداف جامعة الدول العربية، ومعاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي وقرارات القمم العربية، ووفقاً لآليات العمل العربي المشترك في مختلف المجالات، واستذكاراً لميثاق التضامن العربي السابع عن قمة الدار البيضاء 1965م، ووثيقة عهد ووفاق وتضامن بين قادة الدول العربية الصادرة عن قمة تونس عام 2004م، وإعلان شرم الشيخ في مارس 2015 م، حول صيانة الأمن القومي العربي في مواجهة التحديات الراهنة وفي ضوء التحديات الخطيرة والتهديدات غير المسبوقة لأمتنا العربية والتي تعصف بدولنا وتنتهك مقدساتها وتهدد أمنها واستقرارها، واقتناعاً بأن الأمن القومي العربي وحدة مترابطة وغير قابلة للتجزئة، واستحضاراً لقيمنا العربية الأصيلة وتقاليدنا الحضارية العريقة، وعقيدتنا الوسطية السمحة وتراثنا الثقافي المتنوع ونسيجنا الاجتماعي الثري، ووعياً بأهمية تعزيز التضامن العربي الذى أصبح اليوم ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المشتركة وصيانة السلم والأمن والاستقرار في هذه المنطقة وفقاً لميثاق جامعة الدول العربية وميثاق منظمة الأمم المتحدة، فقد عقدنا العزم وآلينا على أنفسنا العمل على تعزيز التضامن بين دولنا وتنسيق مواقفها؛ من أجل رؤية عربية مشتركة تخدم المصالح العُليا لدولنا وتحقق الأمن والاستقرار لشعوبنا وتستجيب لتطلعات أمتنا نحو التنمية والازدهار والتقدم، ومن أجل ذلك فقد تعهّدنا في مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية التاسعة والعشرين المنعقدة في الدمام بتاريخ 15 إبريل 2018 بالعمل على ما يلى :
الاستمرار في تقديم الدعم والتأييد العربي اللازم لنصرة القضية الفلسطينية قضية أمتنا المركزية وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 م ، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وتحقيق السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط والوقوف صفاً واحداً ضد كافة المحاولات الرامية لتصفية قضية فلسطين وتهويد القدس الشريف ودعم صمود أهله بكافة الوسائل الممكنة.
تحصين أمتنا إزاء الخطر الداهم الذي يمثله الإرهاب والتطور العنيف لمجتمعاتنا وقيمنا والعمل على دعم وتطوير الاستراتيجيات والآليات العربية في مجال مكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي بكافة الوسائل الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية.
اليقظة إزاء الأفكار المحدقة بأمتنا جراء الأطماع والتهديدات الإقليمية التي تحتل وتستبيح أراضي الدول العربية وتستهدف عواصمها وثغورها ونسيج مجتمعاتها وهويتها الوطنية ومصادر حياة شعوبها والعمل على التصدي بحزم للتهديدات والتدخلات الإقليمية في الشؤون العربية.
دعوة دول الجوار الاقليمي العربي مجدداً إلى الالتزام بمبادئ حُسن الجوار وإلى احترام سيادة الدول العربية واستقرارها وسلامتها الإقليمية.
بذل كافة الجهود من اجل المحافظة على الدولة الوطنية العربية وصون سيادتها ووحدتها وسلامتها الاقليمية والتصدي لمحاولات تقويض سلطتها من قبل الأطراف الإقليمية والوكلاء والأحزاب والمليشيات التابعة لهم داخل الدول العربية وتجديد الدعوة للأطراف الإقليمية إلى الامتناع عن تزويد تلك المليشيات بالسلاح والعتاد والأموال لتهديد أمن الدول العربية واستقرارها.
الالتزام بتعزيز التضامن العربي والتأكيد على حق أي دولة عربية في الحفاظ على أمنها واستقرارها والدفاع عن نفسها وتقديم الدعم الممكن لها وفقا للمادة ( 51 ) من ميثاق الأمم المتحدة وفي إطار الشرعية الدولية والامتناع عن القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بالمصالح العليا للأمة العربية.
العمل على تسريع وتيرة آليات العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وتنفيذ الاستراتيجيات العربية في تلك المجالات بما يفضي إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف ربوع الوطن العربي.
تكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمتابعة تنفيذ مضامين هذه الوثيقة بالتنسيق مع الدول الأعضاء من خلال الاستراتيجيات والآليات المعمول بها في الإطار العربي للعمل المشترك بما في ذلك لجنة مبادرة السلام العربية، آليات التكامل الاقتصادي العربي الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، اللجنة الوزارية الرباعية المعنية لمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والله ولي التوفيق.
إثر ذلك، أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ الكلمة لفخامة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي أعلن عن ترحيب بلاده باستضافة أعمال القمة العربية الثلاثين , وتعهد فخامته بالعمل على إنجاح القمة المقبلة لتعزيز التضامن العربي المشترك والدفاع عن قضايا الأمة العربية .
بعد ذلك، أعلن معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تلقي القمة ثلاث رسائل من رؤساء جمهورية روسيا الاتحادية، وجمهورية الصين الشعبية، و جمهورية فرنسا, عبروا فيها عن تمنياتهم بنجاح أعمال القمة العربية التاسعة والعشرين، مؤكدين استعداد دولهم للمزيد من التعاون والتنسيق مع الدول العربية بما يضمن الأمن والاستقرار بالمنطقة .
إثر ذلك، أعلن خادم الحرمين الشريفين ـ رعاه الله ـ اختتام أعمال القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين (قمة القدس) .