أرشيف صحيفة البلاد

تقرير يرصد آلاف الانتهاكات المروعة للإنقلاب .. مؤامرة قطرية لتفجير الوضع بتعز

عدن ـ تعز ــ وكالات

بدأ القيادي الجديد في مليشيا الحوثي الانقلابية، مهدي المشاط، أولى مهامه كخليفة للصريع، صالح الصماد، بحوثنة مجلس الشورى، الذي يعد الغرفة الثانية للتشريع بعد البرلمان، وأقحم العشرات من أعوان الانقلاب أعضاء فيه.
وأصدر المشاط قرارا بتعيين ما يزيد على 30 عنصرا من عناصر المليشيا المسلحة، على رأسهم، عبد الكريم أمير الدين الحوثي، الذي يعد الحاكم الفعلي للمليشيا المسلحة، أعضاء في مجلس الشورى.

واحتوت القائمة، على شخصيات قبلية غالبيتها من محافظتي عمران وصنعاء، وجميعهم ساندوا الانقلاب في اغتيال الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، خاصة من قبائل طوق صنعاء.
ووفقا لما نشرته وكالة سبأ في نسختها الموالية للمليشيا، فقد شمل التعيين مشايخ من خولان، وبني مطر، والحيمتين وهمدان وأرحب وبني حشيش، ومحافظتي عمران ومأرب .

وتطمح المليشيا الانقلابية، إلى تفعيل مجلس الشورى؛ من أجل تمرير مشاريع القوانين التي يقترحها زعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي، وذلك بعد إصرار ما تبقى من أعضاء البرلمان في صنعاء على التمسك بحقوقهم الدستورية في رفض إجراءات الانقلابيين ببعض القوانين، وحرصهم على استجواب حكومة الانقلاب بين فترة وأخرى.

وقبل انتفاضة صنعاء في ديسمبر الماضي، كان حزب المؤتمر الشعبي العام، يقف حاجز صد لمليشيا الحوثي في عدد من القرارات، وعلى رأسها إعادة هيكلة مجلس الشورى وتوسيع قوامه، وكذلك إجراء حركة قضائية، لكن المليشيا بدأت بحوثنة جميع مؤسسات الدولة بعد بسط سيطرتها الكاملة على صنعاء.

إلى ذلك نجحت الجهود التي قادتها قوات التحالف العربي المرابطة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في إحباط مؤامرة قطرية لتفجير الأوضاع بمدينة تعز، ونزع فتيل التوتر، بعد أيام من اشتباكات دامية.
وكانت الخلايا القطرية تسعى لإدخال تعز في حرب شوارع لا نهاية لها واقتتال بين فصائل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، التي قاتلت ضد مليشيا الحوثي الانقلابية منذ أكثر من 3 أعوام.

وشهدت تعز، طيلة الأيام الماضية، اشتباكات دامية في أوساط المدينة المحررة من الانقلاب، قبل أن يتدخل التحالف العربي، ويرعى اتفاقا لنزع فتيل الأزمة التي نشبت على خلفية تسليم المقار الحكومية والمؤسسات الأمنية الواقعة في الجبهة الشرقية.
وسعت الخلايا الإخوانية الممولة من قطر، إلى تحريف توجيهات محافظ تعز، أمين أحمد محمود، وشيطنة كتائب أبو العباس المنخرطة ضمن قوات اللواء 35 التابع للجيش اليمني، والدخول معها في معارك.

ونصت توجيهات المحافظ على انتقال وحدات الشرطة العسكرية والأمن العام وقيادة المحور إلى مقراتها الرئيسية في منطقة “العُرضي” شرقي المدينة، ومحاربة الخلايا الإرهابية.
وأسفرت الجهود التي رعاها التحالف العربي عن توقيع اتفاق بين جميع القوات في تعز على تسليم المقار الأمنية، ووقف الاشتباكات الدائرة بشكل تام، فيما أقرت اللجنة الأمنية بتعز، آلية لتسليم المقار والمؤسسات الحكومية في الجبهة الشرقية لمدينة تعز.
ونصت التوجيهات على تسليم كل مؤسسات وإدارات وهيئات الدولة المدنية إلى المحافظ، وقائد قوات الأمن الخاصة بالمحافظة جميل عقلان، على أن تتسلم قيادة الشرطة العسكرية مقرات ومواقع الجيش الحكومية، إضافة إلى إلزام كل القوات الموجودة بالتحرك نحو جبهات القتال الرامية إلى تحرير المحافظة.

وفى السياق، رصد تقرير حقوقي ارتكاب ميليشيا الحوثي الإيرانية 4500 انتهاك بحق المدنيين في العاصمة اليمنية صنعاء خلال العام الماضي 2017.

ومن بين الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات الإيرانية نحو 66 جريمة قتل، فضلا عن 64 حالة إصابة، فيما جاء الاعتداء الجسدي بواقع 78 حالة، وحالات الاختطاف والاختفاء القسري والتعذيب الجسدي بواقع 1513 حالة. وذكر تقرير أطلقته منظمة شهود لحقوق الإنسان، أن 412 حالة تجنيد أطفال وزجهم في ساحات القتال، إلى جانب 451 حالة اعتداء على الممتلكات والمنشآت الخاصة والعامة، و1450 حالة عقاب جماعي مورس ضد المواطنين، منها تشريد الأسر وحالات التهجير القسري وحالات الاعتداء على قرى ومديريات المحافظة.

ويشير تقرير أشمل إلى أن الميليشيا قتلت في اليمن إجمالا عام 2017، 1324 شخصا وأصابت نحو 2200 شخص، فضلا عن انتهاكات بحق الناشطين الحقوقيين والصحفيين.
وذكرت تقارير سابقة أن ميليشيا الحوثي الإيرانية تسببت في مقتل وإصابة 43 ألف يمني في طول البلاد وعرضها خلال 3 سنوات، فضلا عن تهجير 18 ألفا قسرا.

وطالت الجرائم الحوثية وسائل الإعلام؛ إذ بعد أن سيطرت الميليشيا الانقلابية على العاصمة صنعاء عام 2014، جرى احتجاز أو إغلاق كثر من 80 بالمئة من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمكتوبة.

ولم تسلم المنظمات الدولية من اعتداءات الميليشيا الانقلابية، التي اختطفت 3 من العاملين بالأمم المتحدة.

ويقول التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان: إن حالة حقوق الإنسان في البلاد دخلت مرحلة غاية في الحساسية والتعقيد، بسبب انتهاكات الميليشيات.