عدن ــ وكالات
أطلق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان تقريره السنوي الثالث، حول حالة حقوق الإنسان في اليمن لعام 2017.
ووثق التحالف من خلال تقريره الذي أصدره على هامش انعقاد الدورة الـ37 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في مدينة جنيف السويسرية، آلاف الجرائم بحق اليمنيين المدنيين ارتكبتها مليشيا الحوثي الإيرانية وحلفاؤها.
وأكد المدير التنفيذي للتحالف مطهر البذيجي في الندوة التي نظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان “رصد” بالتعاون مع منظمة “CISA”، إن التحالف وثق التقرير خلال 2017.
وتوزعت الانتهاكات في 20 محافظة بمقتل 2260 شخصاً وإصابة 2780 آخرين، بسبب الهجمات وسلاح القناصة وزراعة الألغام وعمليات الإعدام غير المشروعة، والموت تحت التعذيب والقتل بوسائل أخرى، بينهم 337 قتيلاً و544 مصاباً من الأطفال، و140 قتيلاً و283 إصابة من النساء، و128 قتيلاً و179 مصاباً من المسنين.
وأضاف البذيجي “قتلت مليشيا الحوثي وحلفاؤها خلال عام 2017 (1324) وأصابت 2295 آخرين، بينما انفردت مليشيا الحوثي وحدها خلال شهر ديسمبر من العام نفسه بقتل 206 وإصابة 227 آخرين”.
وأشار إلى أن أخطر المناطق اليمنية التي رصدها “تحالف رصد” وسجل فيها ارتفاعاً في ارتكاب الانتهاكات، والتي كانت مسرحاً للصراع المسلح هي مناطق واسعة في محافظة تعز ومناطق في محافظات الجوف وحجة وصنعاء ومأرب وشبوة وصعدة والبيضاء والضالع ولحج والحديدة.
وذكر أن عام 2017 شهد تزايداً في جرائم الاعتداء على الحياة والسلامة الجسدية في عدد من المحافظات اليمنية، كان أبرزها محافظات تعز وأب وأمانة العاصمة والضالع والحديدة وصعدة وعدن وشبوة والبيضاء، مشيراً إلى أن مليشيا الحوثي مسؤولة عن زراعة الألغام في عدد من المناطق اليمنية، وبالمخالفة لحظر استخدام هذا السلاح المجرم في قوانين الحرب.
وأشار إلى توثيق هجمات متكررة وعشوائية وغير متناسبة على عدد من الأحياء والتجمعات السكانية والأسواق التجارية والمناطق والأعيان والمنشآت المدنية في عدد من المحافظات اليمنية، أبرزها محافظة تعز التي سقط فيها 341 قتيلاً والحديدة 92 قتيلاً وصعدة 84 قتيلاً ومأرب 76 قتيلاً والضالع 64 قتيلاً، فيما توزع بقية الضحايا بين عدد من المحافظات.
وأكد مسؤولية مليشيا الحوثي الإيرانية عن كثير من تلك الهجمات، حيث استخدمت فيها سلاح مدفعية الهاون والهاوزر وصواريخ الكاتيوشا وسلاح الدبابة وصواريخ “بي 10” ورشاشات متعددة العيارات والقدرات التدميرية.
وقال إن التحالف اليمني وثق اغتيال 157 ناشطاً ومعارضاً وعسكرياً في عدد من المحافظات اليمنية، أبرزها تعز بـ78 ضحية وحضرموت بـ27 ضحية وعدن بـ9 ضحايا وأب بـ8 ضحايا وأمانة العاصمة بـ7 ضحايا وشبوة بـ6 ضحايا، فيما توزع بقية الضحايا بين الضالع والبيضاء وصنعاء ومأرب وعمران ولحج وذمار والجوف وأبين.
كما رصد التحالف الحقوقي اغتيال 80 من إجمالي الضحايا برصاص مجهولين في محافظات تعز وعدن وحضرموت ومأرب وأمانة العاصمة، و41 ضحية سجل مقتلهم على يد أفراد تنظيمات متطرفة، مثل القاعدة في محافظات حضرموت وتعز وعدن وأبين، و36 سجل مقتلهم ضد مليشيا الحوثي وحلفائها وفي مناطق سيطرتهم، مشيراً إلى استهداف الإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، وأن إجمالي الانتهاكات ضد السياسيين والصحفيين والنشطاء الحقوقيين بلغت نحو 1433.
وطالب التقرير اليمني السنوي مجلس الأمن بالضغط على المليشيا بتنفيذ قرارات المجلس المتعلقة باليمن، خاصة القرار رقم 2216، والالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان، والوقف الفوري للهجمات العشوائية ضد السكان والأعيان المدنيين، والتوقف فوراً عن زراعة الألغام بمختلف أنواعها، والتوقف عن ممارسة الجرائم المتعلقة بالاغتيالات والتصفيات والإعدامات الميدانية وحماية الأطفال والنساء، وإطلاق سراح جميع المحتجزين تعسفياً والمختفين قسرياً.
الى ذلك يتواصل مسلسل الاغتيالات في صفوف مليشيا الحوثي بسقوط قيادي جديد في مديرة عتمة غربي محافظة ذمار برصاص مجهولين
ووفقا لوسائل إعلام يمنية محلية فإن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم، صوب القيادي الحوثي المكنى بـ”أبورصاص”، مشرف المليشيات في عزلة الشرم، ما أدى إلى مصرعه فورا وإصابة أحد مرافقيه.
ونقل موقع، “المصدر أون لاين”، عن مصادر لم يسمها، أنه من المرجح أن المدعو “أبورصاص” قتله مسلحو المليشيا، حيث تشهد المنطقة خلافات بين قياداتها حول أعمال نهب أموال وسطو على الأراضي التي استحوذوا عليها خلال المعارك، وتصل تلك الخلافات إلى الاشتباكات المسلحة، التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في ذات المحافظة “ذمار” خلال وقت سابق.
فيما رجحت وسائل إعلام محلية أخرى، أن يكون الاغتيال رد فعل على الممارسات الإرهابية التي تنتهجها مليشيا الحوثي في المنطقة بحق السكان، مثل فرض الجبايات ومداهمة المنازل والملاحقات.
ومن أبرز الاغتيالات في صفوف مليشيا الحوثي اغتيال عبدالله المرتضى برصاص مجهولين في صنعاء، واغتيال راجي حميد الدين الأكاديمي في جامعة صنعاء يناير الماضي.
وكان العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي لـقوات التحالف العربي، أشار إلى هذا الأمر في مؤتمر صحفي عقده في الـ28 من فبراير الماضي، قائلا إن هناك اغتيالات تحصل بين مليشيات الحوثي لتتقاسم المكاسب والتصفية.
فيما استهدفت طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن بعدة غارات مخازن ومخابئ أسلحة وذخائر وتجمعات لعناصر ميليشيات الحوثي في جزيرة كمران شمال غرب مدينة الحديدة.
وفي جبهة نهم القريبة من العاصمة صنعاء، والتي تشهد معارك متواصلة، أفادت مصادر عسكرية أن القيادي الحوثي علي حميد علي القيز لقي مصرعه، وعدد من مرافقيه في مواجهات مع الجيش الوطني، كما قُتل القيادي يحيى عبدالله الرزامي المكنى “أبو زيد” وعدد من مرافقيه في الجبهة ذاتها.
وأوضحت المصادر أن يحي الرزامي كان مكلفاً بأعمال أركان حرب قوات الأمن المركزي بمحافظة عمران.
يأتي ذلك فيما قالت مصادر أمنية إن قيادة ميليشيات الحوثي في محافظة الحديدة أصدرت تعميماً لكل النقاط الأمنية في مديريات جنوب المحافظة الواقعة تحت سيطرتها بالقبض على أي عنصر من عناصرها الفارين من المعارك في جبهة الجراحي والإبلاغ عنهم لإعادتهم إلى الجبهات.
إجراء لجأت إليه الميليشيات لوقف الانهيارات التي تعاني منها في جبهة الساحل الغربي بعد فرار العشرات من عناصرها من جبهة الجراحي جراء استهداف مقاتلات التحالف لتجمعاتهم ومخابئهم وتعزيزاتهم.
وفى السياق اقتحم الجيش اليمني مديرية أرحب شمال شرق صنعاء؛ وخاض معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي الإيرانية. وذكر مصدر عسكري أن الجيش تمكن من التقدم إلى منطقة هران أرحَب، وسيطر على مواقع حاكمة على الطرق المؤدية إلى محافظة الجوف – أرحب ونهم – أرحب.
وأشار المصدر إلى أن المعارك أسفرت عن مقتل ثلاثة قيادات من ميليشيا الحوثي و17 من مرافقيهم خلال المعارك، ولفت إلى أن الميليشيا فرت من مواقعها أثناء الهجوم في اتجاه العاصمة صنعاء، تاركة وراءها الكثير من القتلى والعتاد.
وفي مديرية نهم شرقي صنعاء انتزعت قوات الجيش اليمني مواقع استراتيجية من قبضة ميليشيا الحوثي الإيرانية بعد معارك أسفرت عن مقتل 13 حوثيا، بينهم اثنان من القيادات الميدانية البارزة. كما شنت قوات الجيش هجوماً عنيفاً على مواقع الميليشيا في جبهة “ميمنة الميمنة” شمالي مديرية نهم، وتمكنت من تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية في سلسلة جبال الزلزال. وأكد الجيش أن قواته تواصل تقدمها لتحرير ما تبقى من المواقع شمال منطقة ضبوعة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع اشتداد وتيرة المعارك بين الجيش وميليشيا الحوثي خلال تقدمه باتجاه مديرية أرحب المجاورة شمال شرق صنعاء.
وفي تعز تمكن الجيش اليمني من تحرير مواقع جديدة في مقبنة غربي المحافظة. وأفادت مصادر عسكرية بتحرير نوبة الحصن وتبة الردمة ومواقع أخرى في عزلة القحيفة بمديرية مقبنة غربي تعز. وقد أدت المواجهات إلى مقتل أربعة من ميليشيا الحوثي الإيرانية وإصابة آخرين.
كما واصلت قوات الجيش اليمني تقدمها في مديرية ناطع شرقي محافظة البيضاء وسط اليمن، وحررت عدداً من المواقع في منطقة أعشار، وذلك عقب معارك ضارية مع ميليشيا الحوثي الإيرانية. وتمكنت قوات الجيش كذلك من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التابعة للميليشيا في المواقع المحررة.
يأتي ذلك غداة انتزاع الجيش جبل الحمراء الاستراتيجي ومواقع أخرى في مديرية ناطع من قبضة الميليشيا ليسيطر نارياً على طرق إمدادها عبر المديرية إلى جبهات أخرى.