شيكاجو – رويترز:
ظلت شركة التأمين التي يتعامل معها بوب كليج تدفع لسنوات حوالي ثلاثة آلاف دولار شهريا لتغطية نفقات زيارات الاطباء والادوية والاجهزة الطبية اللازمة لعلاج المشاكل الصحية الناجمة عن بدانته.
وفي سبتمبر 2007 عندما وصل وزنه إلى 172 كيلوجراما خضع كليج لجراحة لتدبيس المعدة فاختفت متاعبه الصحية كآلام المفاصل وضيق التنفس أثناء النوم ومشاكل المريء كما اختفت الفواتير الطبية.
لكن على الرغم من أن الجراحة نجحت في توفير أموال كليج لدى شركة التأمين فإنه اضطر إلى دفع مبلغ 20 ألف دولار من جيبه الخاص لاجرائها. ويزن كليج في الوقت الحالي 108 كيلوجرامات.
وقال كليج البالغ من العمر 54 عاما \"لم نتحدث عن جراحة المعدة إلا عندما قال لي الطبيب إن ضيق التنفس أثناء النوم بلغ حدا يجعل من اللازم التفكير بجدية في تدخل جراحي بادخال أنبوب في القصبة الهوائية لتحسين التنفس… وكانت المفارقة هي أن التأمين يغطي تكاليف ادخال أنبوب في القصبة الهوائية ولكنه لا يغطي جراحة المعدة.\"
وتشير تجربة كليج إلى الصعوبات التي تواجه الولايات المتحدة في حربها مع تفشي البدانة والمشاكل التي تواجه الرئيس الامريكي باراك أوباما العازم على جعل التأمين الصحي يشمل المزيد من الامريكيين في وقت تخرج فيه النفقات عن نطاق السيطرة.
وقد تبدو تجربة كليج عادية إلا أنه كان في منصب يؤهله لاحداث بعض التغييرات.
فبصفته عضو في مجلس شيوخ ولاية نيوهامبشير نقل كليج ما يعرفه عن البدانة وتكاليف علاج الامراض المزمنة التي تتسبب فيها وتقدم بمشروع قانون في يناير كانون الثاني عام 2008 يطلب فيه من جهات التأمين إدراج الجراحة كخيار علاجي مثلما يفعل برنامج المساعدة الطبية للفقراء (ميديكيد) في الولاية.
وبينما تدرس ولايات أخرى لا يغطي بعضها أي علاج للبدانة في الوقت الحالي الاتجاه الذي تسير فيه ولاية نيوهامبشير فإن خبراء يقولون إن الاقتصاد سيوجه السياسة بشكل متزايد في وقت تعاني فيه الميزانية الامريكية من العجز.
ويعاني نحو ثلثي البالغين الامريكيين من زيادة الوزن أو السمنة مما يجعلهم عرضة بشكل متزايد لخطر الاصابة بداء السكري وزيادة التوتر وأمراض القلب والتهاب المفاصل والجلطات والمرارة وضيق التنفس أثناء النوم ومشاكل التنفس بل وبعض أنواع السرطان.
وأفاد تقرير صحي صدر عام 2000 بأن التكاليف المباشرة وغير المباشرة للبدانة تصل إلى 117 مليار دولار سنويا.
وقالت كريستين فيرجوسون وهي أستاذ مساعد بكلية الصحة العامة بجامعة جورج واشنطن ومديرة تحالف (اوقفوا البدانة) إن ما يمنع الحكومة من التعامل مع الازمة هو الحرج المرتبط بالبدانة والاعتقاد أنها ليست مرضا.
وأضافت \"الحقيقة هي أن الناس ما زالوا يواجهون مشكلة حقيقية ويعتقدون أن البدانة أمر يتعلق بقوة الارادة فحسب.\"
ويقول بيير إيف كريميو وهو باحث في شركة (أناليسيس جروب) الاقتصادية الاستشارية إن شركات التأمين بإمكانها تعويض تكاليف جراحات تقليل الوزن في غضون ما بين عامين وأربعة أعوام.
وقاد كريميو دراسة أظهرت أن الجراحة تحسن صحة المرضى وتؤدي في النهاية إلى توفير في النفقات.
وألقى كليج باللائمة جزئيا في الصعوبة التي واجهت تمرير مشروع القانون الخاص به على انحياز المجتمع ضد البدناء. ومرر مشروع القانون في نهاية الامر في يونيو حزيران وقبل ستة شهور من ترك كليج مجلس شيوخ الولاية في ديسمبر.
وتواجه ولايات أمريكية أخرى صعوبات مماثلة مثل يوتا حيث يسعى جيف هاجا إلى حمل الولاية على إلزام شركات التأمين بتوفير غطاء أفضل لمشاكل البدانة.
وقال هاجا الذي يعاني شخصيا من البدانة بشكل مرضي \"ليتنا نستطيع فقط أن نجعل أعضاء مجلس الشيوخ يفهمون مثلما حدث في نيوهامبشير.\"
وأضاف \"تغطي شركات التأمين نفقات الاشخاص الذين يعانون من البدانة المرضية بشكل أو بآخر سواء كان الامر عن طريق الجراحة أو إبقائنا على قيد الحياة باستخدام الادوية.\"