أرشيف صحيفة البلاد

تغادر المنزل 6 صباحاً .. والذهاب والعودة 4 ساعات.. هناء القديحي .. نموذج نجاح للمرأة السعودية .. من مبيعات شركة محلية صغيرة .. لأكبر الشركات العالمية

جدة – البلاد

” النجاح ووضع بصمة مميزة “، يمكن إنجازه في وقت قصير بالإصرار والعزيمة” ، و” المرأة السعودية قادرة على بلوغ القمة وتحدي كل الصعاب ” ، كلمات عبرت هناء القديحي التي لم تتجاوز الـ 27 من عمرها ، أوضح تعبير عنها ؛ في أقل من عام ، تركت بصمة مميزة وأثراً كبيراً في نفوس فريق العمل والإدارة على حد سواء، بالشركة العالمية التي تعمل بها ،وأصبحت قدوةَ يحتذى بها .

الدراسة .. الشرط الوحيد

تتذكر القديحي عضو فريق عمل مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا المتخصص بحلول التصليح العالمية التي تقدمها “جنرال إلكتريك”، أنه رغم زواجها في سن صغيرة، إلا أنها كانت مصرة على متابعة دراستها، وكان هذا شرطها الوحيد ، وبالفعل نجحت في تحقيق حلمها، وتخرجت بشهادة في أنظمة معلومات الإدارة من جامعة الجبيل عام 2012.

 

الوالدة والمدرسات القدوة الحقيقية

وتؤكد القديحي أن والدتها ومدرّساتها كن القدوة الحقيقية لها، إذ عملت والدتها سابقاً كمدرّسة في الكويت قبل الزواج والانتقال للعيش في المملكة، وكانت أول من رسخ قيم أهمية التعليم في نفسها لتعمل بجد نحو التميز الأكاديمي. وفي الوقت ذاته، كان لمعلماتها دور جوهري في تعزيز ثقتها بنفسها وقدرتها على تحقيق طموحاتها، مهما بدت صعبة.

 

من المبيعات .. لـ “شركة عالمية”

تضيف القديحي : انضمت بعد التخرج إلى شركة محلية للعمل كمسؤول مبيعات، إلا أن الوظيفة لم تكن مشجعة ولم تترك لها مجالاً لتقديم أفكار جديدة، وشعرت أن مثل هذا العمل لا يلبي طموحاتها ، وقررت البحث عن وظيفة جديدة، وقتها قرأت في الصحف المحلية إعلانات عن وظائف شاغرة في شركة عالمية فتقدمت بطلب التوظيف لتُقبل ويتم ضمها إلى برنامج إدارة الخريجين.

4 ساعات ذهاب وعودة يوميا

وتسترسل القديحي : حتى خلال هذه المرحلة، لم تكن الطريق خالية من الصعوبات، فقد اضطررت إلى مغادرة المنزل كل يوم قبل الساعة 6 صباحاً للوصول إلى المركز، حيث تستغرق الرحلة ساعتين ذهاباً، وساعتين إياباً، وكانت تعود إلى المنزل بعد الـ 7 مساءً لتساعد أطفالها في واجباتهم المدرسية، ثم تبدأ بإعداد الطعام. لكن بالنسبة لها ؛الرحلة اليومية الطويلة كانت تضحية بسيطة مقابل مدى سعادتها في عملها.

رسالة للمرأة السعودية

وتنصح القديحي كل الشابات والسيدات اللواتي يخططن لمستقبلهن: “لا تسمحوا للخوف أن يكون عائقاً في طريقكنّ، فنحن جميعاً قادرات على تحقيق التوازن المطلوب بين النجاح في العمل والحياة الأسرية ؛ إذا تحليتنّ بالعزيمة والإصرار، وبذلتن الجهد بدأب والتزام، فإن النجاح سيكون ولا شك بانتظاركن”.