طهران – عواصم – وكالات
مع تصاعد موجات الغضب والانتقادات الحادة لفاشية نظام الملالي، وذراعه الوحشي الحرس الثوري ، خرج صوت الرئيس الإيراني روحاني، منتقدا للواقع المرير من هيمنة تلك القوى على أركان، ومفاصل الدولة الإيرانية؛ حيث خرج عن صمته في خطاب نقله التلفزيون الحكومي، السبت، متهما المسؤولين بعدم التحرك والمواجهة، قائلا: “يبدو أنهم نذروا الصمت”.
وانتقد روحاني عدم تحرك المسؤولين بشكل فاعل للرد على احتجاجات شعبية متزايدة؛ لأسباب منها تعرضهم للتهديد.
وشملت التحركات احتجاجات لمزارعين على نقص المياه في أصفهان، و رفض من السكان العرب على التمييز في معاملتهم بمحافظة خوزستان جنوبي البلاد، وأخرى على إصلاحات إدارية في مدينة كازرون المجاورة.
وقال روحاني أمام مسؤولين كبار في طهران: الناس لا يرون خططا، ولا أملا للمستقبل، لذلك يشعرون بالاستياء والغضب، وينزلون إلى الشارع ويصرخون”.
* سجل متضخم بالجرائم
على الصعيد الأمني، يتزايد سجل نظام طهران الإجرامي بالانتهاكات الحقوقية ضد مواطنيها في الداخل؛ عبر إعدامات مشتبه في عدالة محاكماتها وحالات التعذيب، وتتعدى جرائم النظام الداخل لتصل أذرعها إلى المساهمة في انتهاكات بالخارج عبر مليشياتها في اليمن وسوريا والعراق وغيرها.
ففي الداخل الإيراني، تتواصل انتهاكات نظام الملالي الفاشي لحقوق الإنسان، عبر عدم تقديم محاكمات عادلة للأفراد، وحالات اختفاء تقف الحكومة وراءها، والحجز التعسفي والسجن، والقيود الصارمة على استخدام الإنترنت، إلى جانب الفساد الحكومي، والإتجار بالبشر والقيود الحكومية على حقوق النساء والأقليات، وفرض سيطرة على الأحداث الثقافية والأكاديمية.
ورغم ذلك لم تتخذ حكومة طهران أية خطوات جادة للتحقيق وعقاب المسؤولين عن تلك الانتهاكات، إلا من بعض الاجراءات الشكلية في محاولة يائسة لامتصاص الغضب الداخلي المتزايد ، ولايزال الإفلات من العقوبات متفشيا بين جميع مستويات الحكومة وقوات الأمن.
وفي تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بشأن حالة حقوق الإنسان لعام 2017، تم الكشف
عن حالات الحرمان التعسفي من الحياة وغيرها من عمليات القتل غير القانونية أو ذات دوافع سياسية، التي ارتكبها عملاء حكوميون بحق مواطنين، من خلال تنفيذ إعدامات دون مراعاة اتخاذ الإجراءات القانونية الواجبة، فضلا عن وجود تقارير حول عمليات خطف بدوافع سياسية خلال العام منسوبة إلى مسؤولين حكوميين.
وعن حالات التعذيب، أشار التقرير إلى انتهاكات داخل السجون تضمنت تهديدات بالإعدام أو الاغتصاب والإجبار على إجراء فحوصات عذرية، إلى جانب الحرمان من النوم والتعرض لصدمات كهربائية، وحروق والتعرض لضربات متكررة.
* سوريا واليمن
وخارجياً، لفت التقرير إلى الدور الذي مارسته إيران في دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، عبر قوات الحرس الثوري، وما يسمى حزب الله (الإرهابيين) الموجودة هناك، ما أسفر عن إطالة أمد الحرب الأهلية، ووقوع مئات آلاف القتلى بين المدنيين.
وأوضحت الخارجية الأمريكية، أن إيران وفرت الأسلحة والأموال والتدريبات للمليشيات السورية، وجنّدت مقاتلين من العراق وأفغانستان وباكستان لدعم النظام القاتل لشعبه في سوريا، إلى جانب دور الحرس الثوري في تجنيد أطفال أفغان أعمارهم لا تتجاوز 14 عاما للقتال ، لافتة إلى مقتل 14 طفلاً على الأقل خلال القتال هناك. وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية، إيران على أنها “مُدانة أخلاقياً”؛ بسبب الانتهاكات المتواصلة على أراضيها لحقوق الإنسان.
وسبق أن اعتبرت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي أن “الوقت حان لكي يتصرف مجلس الأمن” ضد ايران، وذلك بعد نشر تقرير لخبراء أمميين أفاد بأن طهران انتهكت الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على إرسال أسلحة إلى اليمن.
وقال التقرير، الذي عُرض على مجلس الأمن الدولي مؤخرا: إن الخبراء “تعرفوا على مخلفات صواريخ مرتبطة بتجهيزات وآليات عسكرية جوية مسيّرة من منشأ إيراني، أدخلت إلى اليمن بعد فرض الحظر على الأسلحة” في 2015، وتستهدف سلامة المملكة العربية السعودية.
وقالت هايلي في بيان : إن هذا التقرير يسلط الضوء على ما قلناه منذ أشهر: إيران نقلت أسلحة بشكل غير شرعي، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن.