مقالات الزملاء

تظليل السيارات .. وفيلم كرتون

بخيت طالع الزهراني

 

1
تظليل زجاج السيارات عندنا .. هل صارت مشكلة خطيرة يتوجب مجابهتها بصرامة ..  أم أن المسألة  مجرد شيء عادي  ؟ .
بعبارة أخرى هل ” التظليل ” أمر مطلوب لحماية النساء من عيون الفضوليين .. وأيضا لاتقاء حرارة الشمس في بلد شديد الحرارة كبلادنا ؟ ..أم أنه تحول إلى حيلة من البعض , لحجب باطن السيارة عن العيون .. وبالتالي ممارسة بعض المخالفات فوق مقاعدها ؟
2
المسألة برمتها بدأت شرارتها منذ عام 2005 , عندما سمحت وزارة الداخلية بتظليل السيارات بشروط معينة , من بينها أن يكون التضليل لزجاج البابين الخلفيين للسيارة , وبنسبة شفافية 50 % . لكن الذي حدث بعد ذلك أن الشباب خصوصا , وأيضا بعض المشبوهين من الأكبر سنا صاروا يظللون جميع زجاج سياراتهم بشكل ” معتم ” أم بطريقة ” الكتم ” .حينذاك تتحول السيارة إلى صندوق مغلق , معتم , ومحجوب الرؤية , وذلك أمام اعين الناس الذين تتحرك تلك السيارة بينهم في الشارع , وهنا يبدأ الخطر أو قل الشك .
أي انسان عادي , لابد أن تستفزه سيارة ” مكتومة ” التظليل لزجاجها لحظة تمر من جانبه , وأظن أن هذه المخالفة أكبر من كونها مخالفة مرورية .
3
هل أن في سيارة – من هذا النوع – معتمة الزجاج , شخصا محتجزا ويسعى للاستنجاد بالمارة , فمن الذي سيراه حتى ينجده , أو على الأقل يلتقط رقم السيارة ليساعده ؟ .
وأظن أنه مرّ على الشرطة و” الهيئة ” قضايا غير سوية , كان شواخصها أناس لديهم سيارات زجاجها ” كتم ” .. وكان قد شجع أصحابها على اقتراف أفعالهم الجنائية ربما , شعورهم بالأمان خلف جدار تظليل السيارة .
4
هذه القضية العجيبة صارت في الواقع مثار حنق عدد من الناس , ولم تنجح معها محاولات رجال المرور عبر 10 سنوات لاقتلاعها , أو حتى تأثير الناس على التظليل الصحيح حسب نص القرار الذي سمح به .
إذن – بقي شيء واحد فقط .. أمام هذه القضية التي يقترب شكلها من ألعاب فيلم كرتون ومطارداته الطريفة .. وهو صدور قرار حاسم حازم بإلغاء التظليل من أصله .. ليكون بمثابة (آخر العلاج الكي ) .. فهل يحدث هذا ؟ .

One Response

  1. مقال جيد نشكر الكاتب وحبذا تفاعل ادارة المرور معه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *