محليات

تطابق سعودي أمريكي في الرؤى تجاه القضايا.. الجبير: نتشاور بشأن القمة الخليجية إذا استمرت الأزمة القطرية

الرياض – واس
أكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير أنه جرى خلال الاجتماع الأول للمجلس التنسيق السعودي العراقي الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ ودولة الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء جمهورية العراق في قصر اليمامة بالرياض، التوقيع لإنشاء مجلس سعودي عراقي، بحضور معالي وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون، عادا المجلس خطوة أولى ومهمة جدا وتاريخية ستسهم في تعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق الشقيقة، في كل المجالات عن طريق فرق العمل التي أسست لذلك، والتطلع لـمزيد من التعامل والتنسيق بين المملكة والعراق .

وبين معاليه أنه خلال زيارة معالي وزير الخارجية الأمريكي للمملكة التي التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله -، بالإضافة إلى اجتماع مطول معه ، بحث خلالها موضوعات عديدة أهمها عملية السلام بالشرق الأوسط والوضع في سوريا والخطر الإيراني على المنطقة والأوضاع في اليمن . جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير ، بنظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، في قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض امس حيث أوضح معاليه أن الاجتماع بحث الأزمة القطرية والإرهاب والتطرف سواء في سوريا والعراق ومنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، مؤكدا تطابق رؤى المملكة وأمريكا في معظم هذه القضايا دون الدخول في التفاصيل بالنسبة لموقف البلدين لأنها واضحة جدا .
وأشار معاليه إلى أنه جرى كذلك بحث موضوع كوريا الشمالية، والتأكيد على أن موقف المملكة يتطابق تماما مع موقف الدول العشرين الذي يدعو إلى إقامة منطقة لا توجد فيها أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية، كما عبرنا عن موقفنا بأننا نعتقد أن أي إجراء أو تحركات استفزازية من قبل كوريا الشمالية لا تخدم الوصول إلى حل هذه الأزمة .
• علاقات استراتيجية
ونوه الجبير بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة وحرص البلدين عبر العقود الثمانية الماضية في تعزيزها وتكثيفها في كل المجالات، معبرا عن فخره بهذه العلاقة وما انجزته في كل المجالات، أبرزها المجال السياسي والعسكري والمجال الأمني والمجال الاقتصادي والمجال التعليمي وغيرها من المجالات .
من جهته أوضح معالي وزير خارجية الولايات المتحدة أن زيارته هذه تعد الزيارة الثالثة للرياض بصفته وزيرا للخارجية الأمريكية مما يؤكد طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، معبرا عن سعادته بانطلاق مجلس التنسيق السعودي العراقي ، واللقاء بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده أيدهما الله ، ولمعالي وزير الخارجية لبحث تطورات الأحداث وتبادل الأفكار . وأكد تيلرسون أن التعاون في مسألة التنسيق السعودي والعراقي يشكل خطط مهمة لاستقرار ومستقبل العراق، كما يحقق أهمية من أجل البلدين معاً في سياق انتقال العراق نحو المستقبل، متطلعا إلى حالة من إحداث استقرار متطور وتعزيز قدرة الحكومة العراقية لمقاومة أي تأثير خارجي قد تتعرض له، بحيث يكون بمقدورها الوقوف على قدميها، لافتا النظر إلى أن هذا الأمر يتطلب تأهيل وتجديد تلك العلاقة التاريخية بين العراق ودول الجوار ، التي تعرضت إلى حالة من القطيعة في الفترة العقدين الماضيين .
وأفاد أن هذه العلاقة مهمة للشعب العراقي بجميع أطيافه بحيث يستطيعون أن يشعروا الآن بحالة من التكامل مع دول الجوار ، لا سيما المملكة العربية السعودية، وبقية دول الخليج العربي، مؤكدا أن تطور العلاقة بين البلدين ستفيد المملكة في سياق رؤيتها 2030، بحيث تعزز التعاون الاقتصادي وتقوي أواصر الروابط الاقتصادية بين البلدين .
• الخطر الإيراني
وبين وزير الخارجية الأمريكي أن مسألة تطور العلاقات بين البلدين تعد في غاية الأهمية لكل من الدولتين، متطرقا خلال لقاءاته المكثفة مع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد إلى سياسة الرئيس دونالد ترامب الجديدة إزاء إيران، حيث عبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن مصادقته الشديدة لتلك السياسة، بسبب سلوكيات إيران في المنطقة وبسبب ما أقدمت عليه إيران ممثلة بالحرس الثوري الإيراني من زعزعة الأمن في المنطقة، آملا معاليه من الشركات الأوربية أن تنضم إلى هذه السياسة التي نراها بالإضافة إلى هيكلية العقوبات التي من شأنها منع إيران والحرس الثوري من العمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وجعلها على غرار ما قامت به إيران في سوريا واليمن .
وأكد أنه تم خلال لقاءاته مناقشة الأزمة في اليمن والتطرق إلى جمل من القضايا الإقليمية بما في ذلك سوريا، حيث أشار خادم الحرمين الشريفين أيضا إلى مشاكل أخرى في المنطقة، كما أشار إلى ما تطرق له وزير الخارجية الجبير من الشعور بالقلق إزاء مسألة ما أقدمت عليه كوريا الشمالية، حيث تعير الولايات المتحدة أهمية خاصة لما خلصت إليه القمة الأمريكية السعودية، التي تمخضت عنها قرارات عديدة، وما شكلته القمة يعد دليل على عمق العلاقة التي تجمع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في مجالات عديدة منها الأمن والدفاع وملفات أخرى، منوها بالاتفاقيات التي من شأنها تحقيق الكثير من الأمن في المنطقة، متمنيا في ظل الشراكة القوية مع المملكة تحقيق الانجازات في المستقبل .
• الأزمة القطرية
وعن جهود أمير دولة الكويت لعقد القمة الخليجية في وقتها المحدد في الكويت، أشار معالي الأستاذ الجبير إلى مشاركة المملكة بجانب دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين إذا ما استمرت الأزمة القطرية، مؤكدا أن المشاورات قائمة الآن بين الدول وسيعلن عنها. وحول الجهود الهادفة من خلال مجلس التنسيق السعودي العراقي إلى إحداث أي نفوذ وتأثير على إيران، أكد تليرسون أهمية أن يصبح العراق قادرا على الوقوف من تلقاء نفسه، وقال ” نسعى إلى بناء الاقتصاد العراقي والبنى التحتية إلى حد كبير، وفي هذا السياق نعمل على تعزيز الحركة الاقتصادية بشكل كامل، وكما قال خادم الحرمين الشريفين اليوم، بأنه من مقدور العراق أن يقف بنفسه لكنه قد يواجه بعض التحديات الخارجية مثل التأثير الإيراني” .
وأضاف أن الميليشيات الإيرانية في العراق التي تحارب ضد داعش الإرهابي لابد لها أن تعود إلى موطنها ولا مبرر لوجودها في العراق والأمر الآن متروك للشعب العراقي لاستعادة زمام المبادرة بنفسه في المناطق المحررة والسماح للشعب العراقي أن يستعيد حياته ويبنيها بالتعاون مع دول الجوار، والحديث هنا عن مجلس التنسيق الذي يشكل أهمية كبيرة للتنسيق في هذا المجال، وبهذا ستوطد العلاقات بين العراق وبقية الدول العربية . وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية عادل الجبير ” إن المملكة والعراق لديهما روابط جغرافية واقتصادية واجتماعية فضلا عن علاقة الجوار القوية ولدينا طموحات مشتركة، وهذا الأمر مهم أن يكون لهاتين الدولتين النفوذ الأكبر في تحديد التوجهات المستقبلية، مشيرا إلى أن العراق قد عاش فترة حكمه حزب راديكالي متطرف حزب البعث تعرض لشن أكثر من حرب فضلا عن الحرب التي شنها على الكويت في مطلع القرن الماضي والآن بعد عقد من الزمن لابد للعراق أن يستعيد ما فقده في مجال الاقتصاد.
وأكد أهمية الاستفادة من الأواصر الاجتماعية والأصول المشتركة التي تربط بين الدولتين والعلاقات الضاربة في التاريخ، والسعي من خلال هذا المجلس للعمل على بناء أفضل العلاقات التي من شأنها أن تمهد الطريق للمستقبل، والعمل المشترك بالتعاون مع الولايات المتحدة، والتطلع في هذا السياق إلى تطوير العلاقات الثنائية بين المملكة والعراق في مجالات عدة والارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أعلى، لتكون جزءًا من تاريخنا المشترك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *