أ. محمد صالح بندقجي
إلهي مالي غير بابك مقصد
وما كان يوماً باب ربي يوصد
وليس معي ما يستر الحال من تقى
وخوفي أني حين آتيه أطرد
ذنوبي لا تحصى ولست بواثق
أناجٍ أنا أم أنني سوف أبعد
إلهي أنا الجاني أمامك خاضع
وليس له إلا جنابك ينجد
أسير الى رمسي أجرجر سوأتي
وقلبي مسلوب وروحي ترعد
وِفاضي خالٍ والتدارك فاتني
وليس معي إلا بأنك واحد
إذا لم تغثني يا لطيف برحمة
فإني سأبقى في العذاب أخلد
تجاذبني حالان نار وجنة
رجائي يدنيني ويأسي يبعد
لإن كنت من أهل الوعيد فبئس لي
وإن كنت موعوداً فنعم الموعد
أراني قريباً من لقائك خالقي
فكيف ألاقي والمسطر أسود
أعنَّي حتى اسلم الروح في رضاً
وجنبني الآلام والروح تصعد
إلهي وأحسن لي الختام تفضلاً
عطاؤك مبذول فدعني أحصد
إلهي إذا وسدت والجمع راحوا
وغادرني الأهلون فإني أوحد
فعطفك والرحمات تؤنس وحدتي
وتبعث في نفسي الأمان وأسعد
إلهي وثبِّت في السؤال مقولتي
فأهدى إلى حسن الجواب وأرشد
إلهي وأنزلني منازل من هم
أنيلوا رضاك وبالنعيم تقلدوا
إلهي واحشرني بزمرة سيدي
ومن سوف يشفع في الخلائق أحمد
إلهي ولا تجعل من القبر فتنة
وابدله جنات تريح وتسعد
وفي موقف الهول العظيم تولَّني
من الكرب تنجيني من النار تبعد
إلهي ليس لي رب سواك أمجّد
وأنت الذي لا غيره قط أعبد
إلهي أنت الواحد المتفرد
لذاتك معبودي أصلي وأسجد
ومالي من شيء اقدم خالقي
سوى أنني عبد وأني موحِّد
عرفتك ياربي فأصبحت مؤمناً
وما كنت ياربي بذاتك أجحد