الكويت – وكالات
يختتم المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق المنعقد في الكويت فعالياته اليوم ، وأعلن مسؤولون عراقيون أن إعادة إعمار العراق بعد حرب دامت لثلاث سنوات على تنظيم داعش الإرهابي ستتكلف أكثر من 88 مليار دولار مع إعطاء الإسكان أولوية خاصة.
وتعهدت منظمات غير حكومية بمبلغ 330 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في العراق، في مؤتمر مواز على هامش مؤتمر المانحين. فيما أعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن أملها، في أن يدعم مؤتمر الكويت العودة «الطوعية» للنازحين الذين فروا من منازلهم بسبب العمليات العسكرية ضد الإرهاب، والذين قدرت التقارير الدولية أن عددهم 5 ملايين عراقي.
وتستضيف الكويت أعمال المؤتمر على مدى ثلاثة أيام بحضور عشرات الدول ومئات الشركات ورجال الأعمال. وخصص اليوم الأول (الاثنين) للخبراء في مجال إعادة الإعمار وللمنظمات غير الحكومية، بينما خصص امس الثلاثاء للقطاع الخاص، واليوم الأربعاء لإعلان المساهمات المالية للدول المشاركة.
وأعلن الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي ، أن مؤتمر الكويت ينعقد بمشاركة أكثر من 74 جهة من دول ومؤسسات مالية ونقدية متخصصة، موضحا أن الجلسة الرئيسة للمؤتمر ستسبقها اجتماعات عمل، فضلا عن اجتماع مخصص لمؤسسات المجتمع المدني ومشاركة أكثر من 72 منظمة محلية وإقليمية ودولية. بدوره، أكد مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر في كلمته بافتتاح اجتماع (الخبراء رفيعي المستوى لبرنامج العراق لإعادة الإعمار ودور المؤسسات التمويلية) على ضرورة مساعدة العراق ودعم إعادة إعماره لزرع الأمل في صدور الشباب كي لا يقع الأبناء في قبضة التطرف والإرهاب.
ولفت إلى أن الخسائر مست البنى التحتية ومرافق النقل والكهرباء والماء، وتخريب المنشآت الزراعية وتدهور الخدمات الاجتماعية من تعليم وصحة وغيرها.
وأفادت وكالة الأنباء الكويتية بأن انعقاد المؤتمر يترافق مع تطلعات عراقية طموحة للخروج بإسهامات مجزية لإعادة إعمار بلادهم. ولفتت إلى أن انعقاد المؤتمر برئاسة خمس جهات هي الاتحاد الأوروبي والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي، يعكس أهمية استقرار وازدهار العراق باعتباره من الدول المهمة والمؤثرة لاسيما في الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة ، مشيرة إلى أن مؤتمر إعادة الإعمار ينعقد في وقت تضع فيه حرب العراق مع تنظيم داعش الإرهابي أوزارها في خضم ما خلفته تلك الحرب من خسائر بشرية ومادية، إذ يعمل العراق على إعادة إعمار مناطق الصراع وإقامة المشاريع التنموية والإنسانية الكفيلة برعاية ضحايا الحرب وإعادة تأهيل البنى التحتية في البلاد.
وأفاد المصدر بأن الوفد العراقي المشارك في فعاليات المؤتمر يحمل أجندة عمل تتعلق بثلاثة محاور أساسية هي إعادة الإعمار والاستثمار ودعم الاستقرار في البلاد وتعزيز التعايش السلمي بين مختلف أطياف المجتمع العراقي.
وقال مسؤولون عراقيون أمس، إن إعادة إعمار العراق ستتكلف أكثر من 88 مليار دولار مع إعطاء الإسكان أولوية خاصة.
وقال قصي عبد الفتاح المدير العام بوزارة التخطيط العراقية، إن هناك حاجة إلى نحو 22 مليار دولار في الأجل القصير، وأكثر من 65 مليارا أخرى على المدى المتوسط دون أن يحدد أي إطار زمني.
وقال سلمان الجميلي وزير التخطيط العراقي إن إعادة البناء تعيد الأمل إلى العراق وإن إعادة الاستقرار بالعراق تحقق الاستقرار في دول المنطقة. وقالت وزارة التخطيط إن المحافظات السبع التي هاجمها المتشددون تكبدت خسائر مباشرة تقدر بمبلغ 46 مليار دولار، شملت تدمير 147 ألف وحدة سكنية بينما بلغت خسائر قوات الأمن 14 مليار دولار.
وتقدر الخسائر غير المباشرة بمليارات الدولارات نتيجة ما لحق الاقتصاد بشكل عام من أضرار فضلا عن النمو المفقود على مر الأعوام. ونشر العراق قائمة بنحو 157 مشروعا سيسعى للحصول على استثمارات أجنبية لها خلال المؤتمر. وتشمل المشروعات إعادة بناء منشآت مدمرة من بينها مطار الموصل، واستثمارات جديدة لتنويع موارد الاقتصاد المعتمد على النفط من خلال تطوير النقل والزراعة وصناعات تعتمد على ثروة البلاد من الطاقة مثل البتروكيماويات وتكرير النفط.
* الإعمار وعودة اللاجئين
وستكون إعادة بناء المنازل والمستشفيات والمدارس والطرق والشركات والاتصالات سبيلا لتوفير الوظائف للشبان وعودة مئات الآلاف من النازحين وإنهاء العنف السياسي والطائفي الذي استمر لسنوات طويلة.
وفي السياق، قال الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي مهدي العلاق خلال المؤتمر إنه يمكن للدول مساعدة العراق بأن تكون ضامنة له لدى المقرضين، بما يتيح حصوله على قروض ميسرة لتمويل مشروعات البنية التحتية، مضيفا أن هناك مؤشرات أولية تفيد أن بعض الدول ستفعل ذلك. لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن الولايات المتحدة لا تنوي التعهد بأي مبالغ لمؤتمر الكويت.