أرشيف صحيفة البلاد

تشرع أبوابها لزوار سوق عكاظ 8 متاحف خاصة بعبق التاريخ ورائحة القهوة

 البلاد – عبدالهادي المالكي

عبق التاريخ ورائحة القهوة تفوح من معرض المتاحف النوعية بسوق عكاظ، هذا المتحف الذي احتوى ثمانية نماذج من المتاحف الخاصة المرخصة المتفردة بنوعية تراثية محددة كل منها ينبئك بتاريخ ورجال وحوادث، وقصص تطرب السامع وتذهب بالألباب لحقب زمنية مرتْ من هنا وبقيت شواهدها لتنبي الأجيال بفخامة تاريخنا وروعته بكل مافيه، بدأ المتحف بمعرض “لقيت من الماضي أثر” والذي يتحدث عن كرم وضيافة ليترك أثر لذي عين يرسخ في ذاكرة من مر به وتصفح جنباته لينهل من كرم الضيافة في الاستقبال وفي المعروضات والفعاليات المصاحبة، معرض لقي صدى كبير من الزوار يعكسه استفساراتهم والتقاطهم للصور وتطربهم أهازيج شعبية من التراث المحلي ، ويشتمل على متحف لمستلزمات وتراث وأدوات البادية وتشمل الوجار الحائلي، ومستلزماته من ادوات القهوة، والمباخر، والمحاميس، وغيرها، ويتم خلاله تقديم عرض حي للضيافة وعادات الكرم التي اشتهرت بها منطقة حائل.

اما المعرض الخاص الثاني فكان عن قديم التعليم تسمع في جنباته ترديد الطلاب لأهازيج طابور الصباح، وصرخات مدير المدرسة وهو يقوم بتأديب طلاب تأخروا عن الطابور وآخرون تغيبوا ليوم امس، يحكي قصصا عن التعليم خلال المائة عام الماضية مستعرضا الكثير من الأدوات والوسائل المستخدمة قديما في التعليم وقصص طريفة عن أسباب الغياب لما قبل خمسين سنة لارتباط الطالب برعي الماشية او الزراعة والحصاد، وأيضا ما يتعلق بالتغذية المدرسية والمساعدة وطريقة حل الواجبات وأيضا طريقة الجلوس الجماعي والزي والواح التعليم المستخدم في الكتاتيب بوسائل بدائية على الواح الخشب وباستخدام الفحم بديلا للطباشير وأدوات التربية والعقاب كالفلكة، ليقطع صوت جرس المدرسة المرتفع رحلة سبر اغوار التعليم والتعلم في جنبات معرض التعليم، إضافة الى كثير من الوسائل التي تحكي تطور التعليم الجامعي والذي بدأ كتعليم اهلي ليحلق بالزائر من خلال مديرية المعارف والتي كانت ملحقة بإحدى الجامعات قبل ان تتحول الى وزارة والعديد من القصص الطريفة معروضة ضمن الوثائق والمخطوطات.

هذا المعرض لقى اقبالا كبيرا من الزوار من الرعيل الأول للذكرى والمعايشة ومن الرعيل الجديد للانبهار ولمعرفة كيف كان السابقون يتعلمون وكيف كانت الصعوبات في سبيل التعلم.

اما محبو القهوة فالمعرض الثالث داعب احاسيسهم وتناغم بصريا مع رائحة القهوة من خلال نقلهم لعالم يحكي قصة تاريخية عن القهوة منذ اكتشاف هذا المشروب السحري العجيب الى تطوره من بداية زراعة القهوة واستيرادها وتقديمها والكثير من العادات والتقاليد المصاحبة لها من الأدوات والمعاملات التي تتم معها ويعتبر هذا المتحف اول المتاحف النوعية المتخصصة والمصرحة في الهيئة.

ويشارك متحف أصالة الماضي رابع المعارض الخاصة ، وركز على المقارنات بين نوعين من المعروضات العملاقة وغير العملاقة لكل صنف حجم كبير عملاق وآخر صغير لنفس المنتج كدلال كبيرة الحجم اثرية مع أخرى صغيرة الحجم لفترة زمنية أخرى، المدى بين المنتجين يعطي مجال واسع للحرفي ليبدع ويصنع احجام مختلفة أكثر فخامة والغالبية للزينة ومعظم المنتجات تتجاوز 200 سنة وبعضها تعود لعصر القياصرة والملوك والغساسنة من بلاد فارس تنوع في النوع الواح.

خامس المعارض الخاصة كان متحف الوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية حيث يقوم بتسجيل الاحداث الهامة عبر تاريخ المملكة، خصوصا المنشورة في الصحف ثم يقوم بتخصيص مواضيع معينة يشبعها توثيقا وعلى فترات معينة.

كذلك متحف الأسلحة المعرض الخاص السادس، فقد اختص بالأسلحة ويشتمل حوالي 10 أنواع من الأسلحة كالبنادق مختلفة الوظائف والاحجام واهداف مختلفة لكل نوع صنف حسب الحقب الزمنية لصناعتها وعدد الطلقات، إضافة الى أنواع مختلة من السيوف والحراب والرماح والنبال والخناجر والسكاكين والسهام واطول “جنبية” في العالم وسيف من الفضة، وكثير من متطلبات البنادق كالرصاص والبارود.

ومتحف الكائنات البحرية له خصوصية ليحل في المعرض السابع بمعروضاته المستخرجة من البحر لتجتمع تلك المعروضات والتي تجاوزت اعمار بعض المعروضات ألف سنة إضافة الى المجسمات المصنوعة من الاصداف كمنتجات حرفية وسلاحف عملاقة محنطة تزيد اعمارها على 250 سنة

اما حلي وزينة النساء فقد احتلت مساحة كبيرة كثامن المعارض الخاصة من خلال مستلزمات وحلي وزينة المرأة، حيث يضم عدد هائل من مستلزمات النساء، ليأتي التطريز اليدوي بإبداعه وزخارفه النباتية والهندسية ومنظر جمالي بديع جدا إضافة الى الحلي والنسيج اليدوي والحياكة ، لتحتل الحلي والاساور والمفارد والسلاسل والمعانق وكم هائل من أدوات الزينة للمرأة واجهة المتحف إضافة الى الكحل وصناعته والحناء والعديد من الأركان عن الأزياء التراثية، والحلي الفضية، وادوات الزينة، والكحل والحناء وغيرها.

ومعرض المتاحف النوعية احد مبادرات هيئة السياحة في سوق عكاظ في دورته الثانية عشر على مساحة 375 متر مربع، وترمي المتاحف الخاصة إلى المساهمة في توعية المجتمع – فئة الهواة، وجامعي التراث بمميزات المتاحف النوعية، والتعريف بالفرص الاستثمارية في المتاحف النوعية، ومساهمتها في ايجاد فرص عمل للمواطنين، وبهدف توعية وتعريف جمهور سوق عكاظ، بالعروض النوعية لنماذج من المتاحف وعرض جانب مميز (نوعي) من المتاحف الخاصة المتنوعة ولإيصال رسالة لأصحاب المتاحف الخاصة في المملكة بالتحول تدريجيا الى المتاحف النوعي، المرخصة..

أيضا اقبال كبير من الزوار على متحف المعارض النوعية حيث زار المعرض نحو ألف زائر.