دولية

تسليم مشروط لجثمان صالح .. وحملة قتل واعتقالات

صنعاء ــ وكالات

لا تزال العاصمة اليمنية صنعاء تعيش تداعيات اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، على أيدي مليشيا الحوثي الايرانية

ففي حين نصبت ميليشيات الحوثي الحواجز في صنعاء، معززة الحراسة في مواقعها ومقراتها، أفادت مصادر أن الحوثيين أعدموا نحو مئتين ممن تم أسرهم في الحي السياسي ومن حراس صالح. كما اقتحموا منازل أقارب الرئيس اليمني القتيل، وأعدموا بعض أنصاره من كوادر المؤتمر وأبناء القبائل.

مجزرة :
غداة اغتيال صالح ارتكبت ميليشيات الحوثي الإيرانية مجزرة في صنعاء إذ قتلت نحو 200 من أسرى قوات حزب الموتمر الشعبي العام، الذي كان يرأسه صالح.

واحتجزت ميليشيات الحوثي الإيرانية، اللواء مهدي مقولة، خال الرئيس المغدور علي عبد الله صالح، والشيخ علي حميد جليدان أحد كبار شيوخ قبائل حاشد الموالية لصالح، كما فرضت الإقامة الجبرية على القيادي في حزب المؤتمر صالح لبوزة.

وقالت مصادر في العاصمة اليمنية، إن مهدي مقولة وحميد جليدان سلما نفسيهما بدون أن يبديا مقاومة للميليشيات الإيرانية.

ويشغل لبوزة عضو في اللجنة العامة لحزب المؤتمر وتولى منصب نائب رئيس المجلس السياسي الانقلابي، لمدة أكثر من عام، قبل أن يتم الإطاحة به من قبل الحزب واستبداله بشخص آخر.

في غضون ذلك، كشفت مصادر يمنية أن ميليشيات الحوثي الايرانية تعتزم إصدار قرارات بمصادرة أموال صالح وبعض القيادات في المؤتمر الشعبي العام، فضلا عن إصدار أحكام قضائية من المحاكم الخاصة بها بحق قيادات المؤتمر المؤيدة للشرعية.

وأفادت مصادر صحفية بأن الميليشيات قتلت بدم بارد حراس مسجد الصالح بعد استيلائها عليه.

ويعد الصالح أكبر مساجد اليمن التي بنيت في العصر الحديث ويقع قرب ميدان السبعين جنوبي العاصمة صنعاء، ويشمل أيضا كلية لتدريس القران وحدائق، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى الرئيس القتيل صالح.

ولم تكتفِ المليشيا الإرهابية الموالية لإيران بجريمتها، بل دعت عناصرها لمسيرات احتفالا بمقتل صالح ما ينذر بمواجهات دامية في صنعاء المكلومة، بحسب مصادر في حزب المؤتمر الشعبي.

وحث قياديون في حزب المؤتمر الشعبي العام على ضرورة الكفاح المتواصل لتحرير صنعاء من الحوثيين، وإعادتها إلى الحضن العربي، وأدانوا بشدة إعلان الحوثيين تنظيمهم لمسيرة جماهيرية في وقت لا حق في صنعاء، احتفاء بالغدر.

ردود افعال :
قيام مليشيا الحوثي بارتكاب جريمة اغتيال صالح لاقى ردود أفعال قوية وغاضبة من قبل أنصاره ومحبيه وأتباعه، تلك الردود عمت كل وسائل التواصل الاجتماعي والشارع العام ما عكس توجها عاما لأنصار صالح نحو الالتحاق بالشرعية والجيش اليمني للمشاركة في تحرير اليمن من الحوثيين.

وأعلن حزب المؤتمر الشعبي في اليمن أنه يعتزم مواصلة المعركة ضد مليشيا الحوثي، من أجل تخليص الوطن من المشروع الإيراني الطائفي.

وأكد الحزب، في بيان امس “الثلاثاء”، أن المعركة مستمرة بدعم وإسناد من التحالف العربي ، مشيرا إلى أن الانتفاضة التي دعا إليها الرئيس السابق مستمرة.

وذكر البيان: “سنحمل السلاح وسنكون يدا بيد ضد مليشيات الظلام الحوثية التي دمرت قيم التعايش في اليمن”.

وأوضح أن “أفعال مليشيات الحوثي هي إرهاب منظم يجري على مسمع ومرأى من كل العالم”.

وفى وقت سابق، أكد قيادي بحزب المؤتمر التابع للرئيس السابق علي صالح أنه سيتم الإعلان خلال الأيام المقبلة عن قائد المعركة الجديد بعد صالح.

وشنت طائرات حربية تابعة للتحالف العربي أكثر من 10 غارات جوية استهدفت مواقع متفرقة لتجمعات الحوثيين في صنعاء.

وقال سكان محليون إن مقاتلات التحالف شنت 9 غارات على مجمع القصر الجمهوري، بالقرب من شارع جمال، وسط العاصمة.

كما شنت طائرات التحالف غارتين جويتين استهدفتا البوابة الشمالية لدار الرئاسة، جنوب صنعاء، فيما أصابت 4 غارات جسر الرئاسة، حيث يوجد تجمع لمقاتلي وآليات مليشيات الحوثي.

وتعهد أحمد علي عبد الله صالح باستكمال قيادة معركة انتفاضة صنعاء شخصيا ضد أذناب ميلشيا الحوثي الموالية لـ إيران في اليمن.

وقال نجل صالح في بيان نشره تعقيبًا على مقتل والده “سأقود المعركة حتى طرد آخر حوثي من اليمن متعهدا بأن دماء والده ستكون جحيما يرتد على أذناب إيران”.

وتعهد أحمد صالح بأن دماء والده ستكون جحيما يرتد على أذناب إيران، داعيا أنصار الرئيس اليمني السابق إلى استكمال معركة الوطن ضد الحوثي واستعادته من الميليشيات الحوثية الإيرانية ،

متهمًا ميلشيًا الانقلاب بأنهم عاثوا فسادا في اليمن لمدة 3 سنوات ، قائلا إن والده وقف في وجه العمالة لإيران .

ويعتبر النجل الأكبر لصالح، وهو من مواليد عام 1974، الأكثر نفوذا بين إخوته حيث سبق له أن تولى قيادة الحرس الجمهوري إبان رئاسة والده للبلاد.

فيما قال صلاح نجل صالح في تدوينة له بموقعه الرسمي بفيسبوك إن والده تعرض لغدر، وإن الثأر لوالده هو ثأر لكل يمني، ونادى “يا شعب.. الثأر الثأر.. قاتلوا مسلحي جماعة الحوثي أينما وجدوا.. تحركوا”.

وقال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني في بيان له: ندعو كل المؤتمرين وأنصار ومحبين الزعيم علي عبدالله صالح إلى لملمة صفوفهم، وتجاوز هذه المحنة بتوحيد الموقف، والسير على خطى صالح، والعمل من أجل اليمن الحديث، والحفاظ على الثورة والجمهورية والوحدة.

بينما اعتبر ناشطون من أنصار صالح أن الكلمة الأخيرة التي ألقاها صالح وأعلن فيها التخلي عن الشراكة مع جماعة الحوثي، بمثابة خطبة لوداع لصالح والوصية الأخيرة، وهو ما سيجعلهم يلتزمون بها وينفذونها، إضافة إلى الانتقام من قاتليه والثأر له من جماعة الحوثي.

واغتالت ميليشيا إيران في اليمن، الرئيس السابق علي عبدالله صالح قرب صنعاء، بعد إيقاف موكبه وهو في طريقه إلى سنحان مسقط رأسه، وقتل رميا بالرصاص

وقال القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام كامل الخوداني، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “الحزن يخيم على صنعاء مثلما يخيم عليها الظلام، بينما يعد الحوثيون العدة للخروج محتفلين”.

وأضاف: “أي لعنة حلت علينا، وأي عصابة هذه التي تجردت من كل قيم الإنسانية والمروءة والأخلاق والنخوة والدين والقيم”.

وبدا لافتا في العاصمة صنعاء، توحد العديد من اليمنيين، من مكونات عدة في صف واحد ضد الحوثيين، ونشر ناشطون يمنيون تدوينات عدة وصفت صالح بالشهيد، الذي قضى آخر أيامه في مقارعة أيادي إيران.

وميدانيا تشهد صنعاء هدوءا حذرا، امس “الثلاثاء”، مع خلو شبه تام لشوارعها، في حين استمر إغلاق الجامعات والمدارس أمام الطلاب، فيما وصفه مراقبون بالهدوء الذي يسبق العاصفة.
تسليم مشروط :

وقالت مصادر يمنية ، إن ميليشيات الحوثي الإيرانية سلمت جثمان علي عبد الله صالح إلى رئيس البرلمان يحيى الراعي، بشرط عدم إقامة مراسم تشييع للرئيس اليمني السابق.

ووفقاً لـ”سكاي نيوز عربية” فأن التسليم جاء بعد أن وافق الراعي على تنفيذ شروط ميليشيات إيران بعدم إقامة مراسيم التشييع ودفنه دون حضور أنصاره، ما يؤكد عدم احترام الحوثيين لحرمة الموت.

وفي السياق ذاته، سلمت الميليشيات الإيرانية جثمان الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، عارف الزوكا، إلى نجله.

الجامعة العربية تندد :
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك من أجل احتواء التداعيات الخطيرة للأوضاع في اليمن، مؤكداً أن اغتيال علي عبد الله صالح على يد الميلشيات الحوثية الإيرانية “ينذر بانفجار الأوضاع الأمنية في هذا البلد المنكوب”.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الوزير المفوض محمود عفيفي أن أحمد أبو الغيط يعتبر أن اغتيال صالح بالطريقة التي تمت تكشف للجميع “الطبيعة الإجرامية والمجردة من كل النوازع الإنسانية” لتلك الميلشيات التي تعد السبب الرئيسي وراء ما لحق بالبلاد من دمار منذ انقلابها على الشرعية في 2014.

وقال المتحدث الرسمي إن ميلشيات الحوثيين الإيرانية رفضت كل الحلول الوسط التي طُرحت لتسوية النزاع اليمني بصورة تجنب البلاد ويلات الحرب والدمار، وأدى تعنتها في التعامل مع كافة المساعي السياسية التي بذلت من أجل الحل إلى وصول الأوضاع في اليمن إلى طريق مسدود، وبحيث صار واضحا مخططهم المشين في إخضاع الشعب اليمني والسيطرة على مقدراته، وهو أمر يخالف كافة الأعراف والشرائع الدولية وينبغي التصدي له بكل السبل الشرعية الممكنة.

وأضاف أن الوقت قد حان لكي يدرك المجتمع الدولي، وبخاصة القوى المؤثرة فيه، أن ميلشيات الحوثي منظمة إرهابية تسيطر على السكان بقوة السلاح، وأنه يتعين العمل بكل سبيل على تخليص الشعب اليمني من هذا الكابوس الأسود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *