عندما وحد الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه المملكة العربية السعودية ووضع لها أُسساً سليمة وقواعد ثابتة وجعل منهاجه الدين الاسلامي ليحكم بهِ بلاده أراد بذلك أن تظل المملكة شامخة بشرع الله وحكمة العادل ليتوارثه أبناؤه من بعده .
رحمه الله ملوكنا وأمراءنا لقد رحلوا بأجسادهم لكن يظلوا باقين في قلوبنا بأعمالهم وأفعالهم الخيرة التي هي ليست غريبة عنهم .
لقد كانوا نعم الأوفياء لبلادهم وشعبهم ولم تقف مسيرة العطاء برحيلهم بل استمرت مسيرة النماء والاذهار والرخاء في بلادنا الغالية على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أطال الله أعمارهم وتستمر مسيرتهم مستمدين من الكتاب والسنة حكمهم .. مع حنكتهم التي رفعت شأن ومكانة مملكتنا الغالية بين صفوف العالم الأول ورفعت من مكانة الإنسان السعودي.
فأتكلم هنا عن الرجل الفذ العظيم ذي النظرة الثاقبة (القوي الامين )
سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود .
لقد تقلد العمل السياسي في ( 11رجب 1373هـ الموافق 16 مارس 1954 م – عندما عين اميرا لمنطقة الرياض بالنيابة خلفاً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ( رحمه الله ) في 25 شعبان عام 1374 هـ الموافق 8 ابريل 1955 م ، عين أميراً لمنطقة الرياض واستمر في ذلك إلى 7 رجب 1380هـ الموافق 25 ديسمبر 1960 م عندما استقال من منصبة في رمضان عام 1382هـ الموافق 4 فبراير 1963م أعيد تعيينه أميراً لمنطقة الرياض واستمر حفظه الله ورعاه وأمد بعمره ، يتولى هذا المنصب لمدينة تعد أهم وأكبر إمارة إذا قيست بنظائرها من الإمارات المنتشرة في مدن المملكة لا من حيث تعداد السكان ولا من حيث المساحة وتعداد المحفظات والمراكز التابعة لها – الرياض هي عاصمة المملكة العربية السعودية ومقر للمؤتمرات الداخلية والخارجية والمقر الرئيسي للوزارات ولابد أن يكون أميرها على القدر الكافي من الصلابة والحكمة والحنكة لأنها مدينة الوافدين من السياسيين والمفكرين والأدباء ورجال الأعمال وما تشهده المدينة من مؤتمرات دولية وداخلية.
الأمير سلمان ركن هام في العائلة الملكية حيث انه (المستشار . والسر الأمين لها) .
الامير سلمان مثال للدقة فهو من الشخصيات العالمية لاحترامه للوقت وللمواعيد ويحرص على إنجاز مهامه في وقتها حيث إنه يحضر إلى مكتبه في وقت مبكر في الدقيقة والساعة من كل يوم .
باب مكتبه لم يقفل بتاتا بل يستقبل المراجعين بكل رحابة صدر على عدة فترات خلال الدوام الرسمي حماه الله من كل شر ومكروه لم يكل ولم يمل في أداء واجباته الإنسانية في زياراته للمستشفيات للاطمئنان على المواطنين التي تستوجب حالتهم المتابعة.
فهو الرجل الرحوم الذي لا يرضى بالظلم لأحد مكرم الضيف رجل القبائل فله فراسته الثاقبة بمعرفة الرجال وجذورهم .. إنسان رحوم ويشهد على ذلك التاريخ لملازمته لأخيه سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) في مرضه وسفره للخارج .
إنسان ذو أخلاق عالية لا يتباهى بأعماله صبور صامد يتعب ليرتاح الآخرون يزرع الفرحة في مواطن الحزن حليم أينما كان يتأنى في قراراته يبت في الأمور التي لا تتعلق بشرع ولا بالقضاء بحنكته وذكائه يجاهد ليظفر بدعاء من الشعب بنى في قلوب المواطنين الثقة والمحبة فشيد محبتهم وثقتهم .
رجاء من الله العالي القدير أن يمن على الدولة السعودية الأمن والأمان فتحقق الرجاء منبعه الأساس السليم والبنية الحكيمة والدين الإسلامي أطال الله عمره .
رحوم لين في مواضع اللين والتي تستوجب اللين والشفقة ، والعطف شديد صلب، لا يرضى بالظلم أو المهانة لأحد يضرب من يد من حديد على الظالم الفاسق المتهتك بالأعراض لا تأخذه شفقة بهم هذا والكثير من صفاته لا تعد ولا تحصى .
ولقد ساهم سموه في العديد من الإنجازات التي حققها على المستوى الداخلي والخارجي ، بسياسته وبعقليته الموزونة وبعزة النفس الشامخة وبإرادة قوية متوكل ومتكل على الواحد الأحد الله سبحانه وتعالى .
هكذا ربى وتربى عليها سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله من كل شر ومكروه وأطال الله بعمره وسخر الله له البطانة الصالحة إن شاء الله لتستمر مسيرة ال سعود بكل شموخ واعتزاز .
رحم الله مؤسس وباني هذا الكيان الكبير الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه .. لقد خلف أسوداً تذود عن عرينها بكل قوة لتزرع الأمن والأمان بمحبة الشعب .
إن الله ولي ذلك وهو على كل شيء قادر .
بقلم .. حصة بنت عبد العزيز
حايرة في عيون الغرام