ادلب ــ وكالات
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بإرسال تركيا تعزيزات جديدة إلى نقاط مراقبتها داخل سوريا، حيث دخل رتل مؤلف من عشرات الآليات وعتاد وجنود عبر معبر باب الهوى الحدودي.
هذه التعزيزات للمواقع تأتي بعد فشل المفاوضات التي كانت تدور بين المخابرات التركية و”جبهة النصرة” (أو هيئة تحرير الشام)، ضمن مساعي أنقرة لإقناع “النصرة” والفصائل الموالية لها بحل نفسها قبل بدء قوات النظام العملية العسكرية التي تتحضر لها في محافظة إدلب ومحيطها.
يأتي ذلك فيما عاود طيران النظام السوري وروسيا غاراته وقصفه على ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا.
وأشار المرصد إلى أن طائرات روسية شنت أكثر من 10 غارات على بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي الغربي المجاور لإدلب.
كما أعلن المرصد السوري أن قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية كثفت استعداداتها لشن عملية عسكرية خلال الساعات الأخيرة لبدء عمليتهما العسكرية في شرق الفرات بهدف القضاء على تنظيم “داعش” في المنطقة عند الضفة الشرقية لنهر الفرات.
الى ذلك قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مسؤولين أميركيين كبار وتقارير مخابراتية، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أعطى موافقته، مؤخرا، على استخدام غاز الكلورين في الهجوم على آخر معقل للجماعات المسلحة في محافظة إدلب شمالي البلاد.
واتخذ الأسد قراره “الحاسم” على الرغم من توالي التحذيرات الدولية، وتوعد الولايات المتحدة بالرد على دمشق، في حال شنت هجوما بالسلاح الكيماوي على إدلب التي يعيش فيها 3.5 مليون إنسان.
وأوردت “وول ستريت جورنال”، أن الرئيس ترامب هدد بشن هجوم كبير على الأسد، في حال أقدم على ارتكاب مجزرة كبرى بإدلب التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى ملجأ للنازحين من محافظات أخرى، كما صارت مقصدا لعشرات الآلاف من المقاتلين الذين حاربوا النظام في السنوات السبع الماضية.
وأخفقت جهود ودعوات دولية في تفادي المواجهة بمحافظة إدلب، كما لم تنجح قمة ثلاثية عقدت مؤخرا في تجنب “السيناريو الدامي” المنذر بحصيلة إنسانية ثقيلة.
وعقب هذا التعثر، بدأ جيشا روسيا وسوريا غاراتهما العسكرية في المحافظة، بينما نزح الآلاف إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري، في محاولة لإنقاذ حياتهم وسط مخاوف أنقرة من أن تؤدي الحملة العسكرية إلى تقاطر طالبي اللجوء على حدود تركيا الجنوبية.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا دي لاتر، خلال اجتماع لمجلس الأمن، الأسبوع الماضي، إن سوريا أصبحت مرة أخرى على شفير الهاوية مع اقتراب هجوم إدلب.
في غضون ذلك، قال مسؤولون أميركيون، إن وزارة الدفاع (البنتاغون) تدرس عدة خيارات عسكرية، لكن الرئيس ترامب لم يحدد بعد الأمر الذي يستدعي أن تبادر الولايات المتحدة إلى الرد بسببه، وما إذا كان الجيش الأميركي سيستهدف القوات الروسية أو الإيرانية التي تساعد نظام بشار الأسد.
وإلى جانب الرد العسكري، تقول الصحيفة الأميركية، إن واشنطن قد تختار صيغة أخرى لمعاقبة النظام السوري، مثل فرض عقوبات اقتصادية على شخصيات مرتبطة بحكومة دمشق.