أرشيف صحيفة البلاد

ترامب يلغي معاهدة الأسلحة مع روسيا .. وموسكو تهاجم الخطوة

واشنطن ـ وكالات

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن واشنطن ستنسحب من معاهدة حول الأسلحة النووية أبرمتها مع موسكو خلال الحرب الباردة، متهما روسيا بأنها “تنتهك منذ سنوات عديدة” معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى.

وقال ترامب للصحافيين في مدينة إلكو بصحراء نيفادا إن “روسيا لم تحترم المعاهدة، وبالتالي فإننا سننهي الاتفاقية” الموقعة بين واشنطن وموسكو قبل ثلاثة عقود. ويزور جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي موسكو هذا الأسبوع لإجراء محادثات قد تتضمن إبلاغ المسؤولين الروس اعتزام الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى.

وقال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين يعتزم الاجتماع مع بولتون . وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن بولتون سيعقد اجتماعات في موسكو يومي 22 و23 أكتوبر. ووقعت “معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى” في 1987 بين الرئيس الأميركي في حينه رونالد ريغان ورئيس الاتحاد السوفياتي يومذاك ميخائيل غورباتشيف. وأضاف ترامب “لقد انتهكت روسيا الاتفاقية. أنها تنتهكها منذ سنوات عديدة. لا أعرف لماذا لم يتفاوض الرئيس (باراك) أوباما عليها أو ينسحب منها”.

وتابع “نحن لن نسمح لهم بانتهاك اتفاقية نووية والخروج وتصنيع أسلحة (في حين) أنّنا ممنوعون من ذلك. نحن بقينا في الاتفاقية واحترمناها ولكن روسيا لم تحترمها للأسف”.

وتأخذ إدارة ترامب على موسكو نشرها منظومة صاروخية من طراز 9إم729 التي يتجاوز مداها بحسب واشنطن 500 كلم ما يشكّل انتهاكات للمعاهدة.
ووضعت المعاهدة التي ألغت فئة كاملة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5000 كلم، حدّاً لأزمة اندلعت في الثمانينات بسبب نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ إس.إس-20 النووية والتي كانت تستهدف عواصم أوروبا الغربية.

من جانبها اعتبرت روسيا على لسان مصدر في وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة “تحلم” بأن تكون هي القوة الوحيدة المهيمنة على العالم بقرارها الانسحاب من معاهدة حول الأسلحة النووية تربط بين واشنطن وموسكو منذ الحرب الباردة.

وقال المصدر بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الحكومية إن “الدافع الرئيسي هو الحلم بعالم أحادي القطب. هل سيتحقق ذلك؟ كلا”.
وشدد المصدر الروسي على أن موسكو “نددت مراراً علانية بمسار السياسة الأميركية نحو إلغاء الاتفاق النووي”.

وأكد المصدر أن واشنطن “اقتربت من هذه الخطوة على مدار سنوات عديدة من خلال تدميرها أسس الاتفاق بخطوات متعمّدة ومتأنّية”.
وأضاف أنّ “هذا القرار يندرج في إطار السياسة الاميركية الرامية للانسحاب من هذه الاتفاقيات القانونية الدولية التي تضع مسؤوليات متساوية عليها وعلى شركائها وتقوّض مفهومها الخاص لوضعها الاستثنائي”.

من جهته اعتبر السناتور الروسي أليكسي بوشكوف في تغريدة على تويتر أنّ قرار ترامب الانسحاب من المعاهدة هو “ثاني ضربة قوية تتلقاها منظومة الاستقرار الاستراتيجي في العالم”، مذكراً بأن الضربة الأولى تمثلت بانسحاب واشنطن من “معاهدة الصواريخ المضادة للبالستية” في 2001.
وأضاف بوشكوف “مجدداً فإن الولايات المتحدة هي الطرف الذي بادر للانسحاب من المعاهدة”.