عواصم ــ وكالات
استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات التركية والمسلحين الأكراد قرب عفرين، لليوم السادس من العملية العسكرية التركية ضد قوات حماية الشعب الكردية في مدينة عفرين.
وقالت وسائل إعلام أن القوات التركية واصلت قصفها المدفعي العنيف على مواقع المسلحين الأكراد على الحدود مع سوريا.
وفي وقت سجل توغل بري محدود للقوات التركية وقوات الجيش السوري الحر داخل المنطقة على عدة محاور، يتحدث مسؤولون أكراد عن استعادة عدد من المناطق والبلدات، وسط استمرار الاشتباكات.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية أن القوات التركية قتلت أكثر من 287 من المسلحين الأكراد ومن تنظيم “داعش”، منذ بداية عملية عفرين السبت الماضي.
وذكر البيان أن 27 طائرة تابعة للسلاح الجو التركي دمرت 47 هدفا للمسلحين في عفرين.
وتحدث البيان عن مقتل جنديين تركيين، لم تستطع القوات سحب جثثهما في منطقة المعارك بسبب سوء الأحوال الجوية واستمرار الاشتباكات.
إلا أن مسؤولين أكراد يقولون إن الأرقام التي تعلنها القوات التركية غير دقيقة ومبالغ فيها، في وقت تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط عشرات القتلى خلال الأيام الخمسة الأولى من العملية.
ومن جهة أخرى، تعرضت بلدة الدندنية غربي منبج التي تبعد 100 كيلومتر عن عفرين لقصف صاروخي تركي بحسب مجلس منبج العسكري الذي قال إن الصاروخ سقط في نقطة قريبة من تواجد مقاتلين تابعين للمجلس دون تسجيل إصابات.
فيما برزت تناقض كبير في رواية واشنطن وأنقرة حول المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان حول عملية “غصن الزيتون”.
فطبقا لما أورده البيت الأبيض، طلب ترامب من أردوغان الحد من عمليته العسكرية في عفرين ، والتي تستهدف حلفاء واشنطن الأكراد، لتجنب اشتباك القوتين التركية والأمريكية في المنطقة.
ونص البيان على أن الرئيس الأمريكي “حثَّ تركيا على عدم التصعيد والحد من أعمالها العسكرية وتفادي وقوع خسائر بين المدنيين وزيادة النازحين واللاجئين.. تجنب أي أعمال ربما تهدد بنشوب صراع بين القوات التركية والأمريكية”.
وبالمقابل، صرح مصدر تركي أن بيان البيت الأبيض لم يعكس بدقة محتوى المحادثة، قائلا إن “الرئيس ترامب لم يتبادل المخاوف بشأن تصعيد العنف فيما يتعلق بالعملية العسكرية الحالية في عفرين”.
وأكد أن مناقشة الزعيمين لعملية غصن الزيتون التركية في عفرين “اقتصرت على تبادل وجهات النظر”.
وفي تصريح منفصل، أفاد مكتب أردوغان أنه طلب من ترامب وقف تسليح الأكراد، الذين تعتبرهم أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثلاثة عقود.
وفي علامة على اتساع الشقاق بين الحليفين، اللذين توترت علاقتهما بفعل عدة قضايا خلافية، خلال العامين الماضيين، من بينها التسليح الأمريكي للأكراد، لم يتطرق البيان الأمريكي لتهديد أنقرة بمدّ عملياتها إلى مدينة منبج، وكأنها تنتظر للحظة الأخيرة.