دولية

ترامب وماكرون يناقشان الأوضاع طهران تستفز العالم .. وتواجه الخناق بـ(مناورات عبثية)

طهران ـ وكالات

يتزايد القلق الدولي إزاء تهديدات إيران بالقيام بعمليات إرهابية حول العالم ردا على العقوبات الأميركية، بدءا من تهديد الملاحة في الخليج ومروراً بالإيعاز لميليشياتها في المنطقة بالقيام بمهمات عدوانية إلى تحضيرها لهجمات سايبرية ضد مصالح غربية وإقليمية.

وانعكست هذه التهديدات مع قيام إيران بمناورات بالقرب من مضيق هرمز بالخليج العربي، واختبارها صاروخاً قصير المدى مضاداً للسفن هناك، بحسب ما كشف مسؤول أميركي.

وكان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، قد أكد خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون، أن التدريبات البحرية الإيرانية كانت ردة فعل على العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترمب. كما قال إن “إيران لديها القدرة على وضع الألغام البحرية والقوارب المتفجرة في هذا الممر المائي المزدحم”.

لكنه أضاف أن “الولايات المتحدة وحلفاءها تدربت على مثل هذا الاحتمال، ولديها الاستعداد التام للتعامل معه”.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد هدد بإغلاق مضيق هرمز بوجه صادرات النفط، وأتبعه تهديد لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي صرح أن “البحر الأحمر لم يعد آمناً”، في إشارة منه إلى قيام ميليشيات الحوثي، المدعومة من طهران، بشن هجوم على ناقلتي نفط سعوديتين.

وكانت وكالات وصحف إيرانية نقلت عن قائد عمليات مقر “ثار الله” التابع للحرس الثوري، ناصر شعباني، أن الهجوم الحوثي الذي استهدف ناقلتي النفط السعوديتين في مضيق باب المندب كان بطلب من الحرس الثوري.

وتعزز صحة هذه التهديدات وجود سفينة شحن “سافيز Saviz” الإيرانية منذ عام في البحر الأحمر والتي تنقل السلاح لميليشيات الحوثيين وتشرف على زوارقهم التي تهاجم نقلات النفط في باب المندب.

وبالإضافة إلى تهديدات الرئيس الإيراني حسن روحاني وقائد فيلق القدس جناح العمليات الخارجية بالحرس الثوري قاسم سليماني، أطلق رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، تهديدات أكثر وضوحا موجهة للأميركيين والأوروبيين معا، حيث قال في إشارة إلى العقوبات الأميركية الجديدة، إنه “يجب على الدول الأوروبية الحفاظ على الاتفاق النووي لحماية أمنهم”.

وتحذر تقارير أمنية أوروبية من مهاجمة القوات الغربية في المنطقة، وخاصة في العراق وأفغانستان، من قبل الميليشيات والجماعات المسلحة المرتبطة بإيران.

كما أصبحت قوات طالبان، ولاسيما في منطقة هيرات بأفغانستان، أكثر نشاطاً في الآونة الأخيرة وحصلت على أسلحة جديدة من إيران.

في منطقة هرات وعلى الحدود الأفغانية مع إيران، تمركزت القوات الإيطالية مؤخرا حيث أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي بعد لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه على استعداد لاتخاذ موقف أكثر صرامة بما يتعلق بمواجهة طهران في حال ثبوت أدلة جديدة على أن برنامج إيران النووي آخذ في التوسع.

في العراق، أعلنت بعض الجماعات المتشددة التي تدعمها وتشرف عليها قوة القدس الإيرانية أنها ستستهدف مصالح أميركا والدول التي تدعم العقوبات الجديدة ضد إيران.

في غضون ذلك دعا مركز تابع للجيش الأمريكي دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض عزلة دبلوماسية على إيران في أعقاب اعتقال دبلوماسي إيراني في ألمانيا، الشهر الماضي، بتهمة التخطيط لمهاجمة تجمع للمعارضين لنظام طهران في باريس.

واعتبر مركز مكافحة الإرهاب تصنيف الجناح العسكري لحزب الله الشيعي اللبناني منظمة إرهابية غير كافٍ، وأن على الدول الأوروبية مقاطعة الحزب بأكمله.

وأشار في تقرير شهر أغسطس الجاري، الذي أصدره إلى أن اعتقال الدبلوماسي الإيراني أسدالله أسدي في ألمانيا الشهر الماضي كان الأخير في سلسلة حوادث تورط بها دبلوماسيون إيرانيون في أعمال إرهابية واغتيالات في الدول الغربية على مدى العقود الماضية، لافتًا إلى تحذيرات جديدة للمسؤولين الأمريكيين للدول الأوروبية بأن إيران تخطط لمزيد من الأنشطة الإرهابية في مناطق أخرى من أوروبا.

وقال التقرير “ينبغي ألا يقتصر الرد الدولي على النشاط الإرهابي الإيراني في العالم على إجراءات تنفيذ القانون فقط، بل الإجراء التنظيمي أيضًا.. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه كانت هناك دعوات أخيرًا للاتحاد الأوروبي ليحدد ليس فقط الجناح العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية بل الحزب بأكمله فضلًا عن العقوبات المالية والدبلوماسية الموسعة

وأضاف: كما ينبغي على الدول الأوروبية تحديد مزيد من المؤسسات الإيرانية المتورطة بأنشطة طهران غير الشرعية لفرض العقوبات عليها، والعمل أيضًا على عزل إيران دبلوماسيًا طالما أنها تستمر في استغلال امتيازاتها الدبلوماسية واستخدام ممثليها في الخارج لقتل أشخاص مقيمين على أراضٍ أجنبية.

ورأى التقرير بأن السلطات التي تحقق في نشاط أسدي في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا والنمسا ستقرر قريبًا بأن هذه ليست مجرد أعمال مارقة بل تصرفات نظام مارق.

الى ذلك أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفياً، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث ناقشا التجارة والوضع في إيران والشرق الأوسط.

وقال ترامب، الذي يقضي عطلة في نادي الجولف الخاص به بنيو جيرزي على تويتر، “أجريت اتصالاً هاتفياً طيباً للغاية مع إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا وناقشنا موضوعات شتى ولا سيما الأمن والتجارة”.

وأضاف البيت الأبيض في بيان أن الرئيسين ناقشا “مجموعة كبيرة من القضايا التجارية والأمنية، تشمل الوضع في إيران والشرق الأوسط بشكل أوسع”.

وذكر قصر الإليزيه، في بيان مقتضب، أن الرئيسين ناقشا الأوضاع في سوريا وإيران، ولكنه لم يشر إلى التجارة.
وتشهد الأوضاع في إيران موجة غضب عارمة ضد النظام، وتتواصل الاحتجاجات ضد الغلاء وتفشي البطالة وانهيار الاقتصاد، وتدهور عملة البلاد، في ظل عزلة دولية نتيجة سياساته المتدهورة.

هذا بينما لفت تجدد المظاهرات في إيران بالتزامن مع فرض الجولة الأولى من العقوبات الأميركية على النظام الإيراني، اهتمام العديد من وسائل الإعلام والمحللين الدوليين لأحداث إيران.

وذكرت شبكة “فوكس نيوز ” الأميركية أن حكومة ترمب يجب أن تواصل دعمها للاحتجاجات، وأن تعلن دعم تيارات المعارضة الإيرانية.

وأكد ناشطون في التظاهرات التي تعم المحافظات الجنوبية والعاصمة العراقية بغداد ازدياد زخمها خلال الأيام المقبلة؛ لعدم استجابة الحكومة لمطالبهم، وسعي طهران إلى استغلال موارد العراق من أجل إنقاذ اقتصادها المنهار، وحذر الناشطون الحكومة العراقية والشخصيات السياسية من استخدام موارد العراق لإنقاذ طهران خلال الفترة المقبلة.

فيما اقامت ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الایرانیة في ألمانيا تجمعاً احتجاجياً عاجلاً أمام سفارة النظام الایرانی في برلين لیكون صوتاً للانتفاضة الشعبية في المدن الإیرانیة الكبرى ، جاء هذا التجمع تضامناً مع احتجاجات المتظاهرین في إيران ضد الغلاء وهتافهم بشعارات: الموت للدكتاتور ويجب ان يرحل الملالي.

وأعلن المشاركون فی التجمع تضامنهم مع المتظاهرين الشجعان في مختلف المدن الإيرانية الذين استأنفوا الانتفاضة والمظاهرات منذ عشرة‌ ایام خاصة‌ فی مدن طهران وهرج وشیراز و كرمانشان ومشهد ومدن مختلفة‌ في محافظة‌ اصفهان وخوزستان جنوب ایران ، ودعا المتظاهرون إلى إطلاق سراح المتظاهرين الذين تم اعتقالهم في المظاهرات الأخيرة في أقرب وقت ممكن.

كما أعلن المتظاهرون تضامنهم مع الإضراب العام لأبناء وطنهم من سائقي الشاحنات الثقيلة الذي دخل الآن اسبوعه الثالث وجعل النظام مشلولا بشكل تام من هذه الناحية .

وكرر المتظاهرون شعارات الانتفاضة العظيمة :” الموت للدكتاتور ” شعار كل إيراني – الموت لخامنئي والموت لروحاني ” و ” نتحداك رجالا ونساء یا نظام الملالی ” و ” الملالي يجب أن یرحلوا ” و ” الموت لأصل ولاية الفقيه ” و ” عاش جيش التحریر الوطنی ” و ” نقاتل ونحارب ونموت لنستعيد إيران ” و ” یا شهید اوتادي العزیز، قسما بدمك الطاهر ، نحن سائرون علی دربك ” . وأيضا في إشارة لسفارات النظام في الدول الأخرى نادوا بشعار ” سفارات الملالي ، اوكار التجسس، يجب أن تغلق “

جواد دبيران من ممثلية المجلس الوطني للمقاومة قال: ” الیوم أصبحت الانتفاضات في داخل البلاد واضحة وجلية جدا حيث أن الشعب الإيراني لا یرضی بأقل من تغيير النظام . الانتفاضات مستمرة وسوف تتسع وتتعمق أكثر وتتمتع بمقاومة منظمة مرتبطة بها وكذلك هناك مراكز الانتفاضة في داخل إيران التي تقوم بدعمها وفي النهاية لن يكون بمقدور هذا النظام وقف هذه الانتفاضات أبدا ، نحن في تجمع اليوم نطالب الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي بإدانة أعمال العنف التي يمارسها النظام ضد المتظاهرين بقوة والضغط على النظام لتحرير جميع المتظاهرين المعتقلين .

وطالب دبيران ألمانيا والاتحاد الأوروبي الضغط علی النظام الایرانی لتوفير وتأمين الحق المشروع للتظاهر وحق حرية التعبير وكذلك السماح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *