أرشيف صحيفة البلاد

تحت عنوان \"وتعاونوا على البر والتقوى\" .. ندوة الحج الكبرى تواصل جلساتها وتؤكد على تعاون الحجاج

مكة المكرمة – البلاد ..
واصلت ندوة الحج الكبرى التي تنظمها وزارة الحج هذا العام تحت عنوان \"السلامة في الحج… وتعاونوا على البر والتقوى\" جلساتها امس بمكة المكرمة.
فقد عقدت الجلسة العلمية الثامنة لمناقشة ورقة عمل مقدمة من عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الدكتور عبدالله بن محمد الرشيد تحدث فيها عن الدروس التربوية في الحج ومنها التربية على التوحيد قولا وعملا وتربية اللسان على أن يكون رطبا بذكر الله وتربية المسلم على القناعة في متع الدنيا وملذاتها وتربية المسلم على الصبر على معصية الله وتربية المسلم على الصبر على طاعة الله وتربية الناس على الاستعداد والتهيؤ للطاعة والتوكل على الله في أداء هذه الفريضة.
وقال الحج فرصة للصدق والإخلاص وتقويم النفس على تحقيق أعمال القلوب وعلى التعبد بما حدده الشرع من الأوامر وعلى المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اعتقاد يسر
الشريعة والعمل بذلك كما أنه تربية للمرء على مراعاة الفوارق الفردية وعلى قبول فقه الخلاف فيما بين المسلمين وعلى أن الأفضل دائما ما وافق الشرع وعلى الترتيب والنظام في أداء الأعمال وعلى الإمساك عن الشهوة ودواعيها عندما ينهى الشارع عن ذلك وعلى جمع الكلمة وتحقيق مبدأ الوحدة الإسلامية وعلى تذكر يوم القيامة وعلى العناية بالوقت والاهتمام به وعلى التقوى والخوف من الله وعلى تعداد أنواع العبادة حتى لا يشعروا بالملل وعلى حسن الأخلاق وعلى معرفة فضل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في نشر الدين وعلى الإحساس بأثر العبادة على سلوكهم.
كما تحدث نائب رئيس جامعة الأزهر الدكتور مصطفى أبو كريشة عن تعاون الحجاج أفرادا وجماعات في تحقيق الحج وبين أن المقصود من سلامة الحج السلامة المادية وتعني سلامة البشر والمكان والأداء والسلامة المعنوية وتعني تحقيق الغاية الدينية من أداء الفريضة وبحيث تكون مقبولة من أصحابها وبحيث يكنون مأجورين عليها غير مأزورين مشيرا إلى أن لكل من هذين الأمرين وسائل تؤدي إليها وهي وسائل يلتقي بعضها مع بعض في الزمان والمكان من خلال البشر على اختلاف مستوياتهم ومسؤولياتهم.
وأضح أن التعاون المنشود بين الأفراد والجماعات قبل الشروع في أداء الفريضة يكون من خلال التواصي المتبادل الذي يتم من خلال الالتزام بإعداد النفقة الحلال التي تعد أول ضابط ايجابي يؤهل لسلامة الفريضة وقبولها عند الله ويصحب ذلك توفير الوعي العلمي والثقافي بكل ما يتعلق بأداء المناسك وبالسلوك الإنساني الرشيد الذي يجب أن يلتزم به كل من يؤدي الفريضة.
وركز على التعاون المنشود بين الأفراد والجماعات أثناء تأدية الفريضة بالتغلب على كل مظاهر الاختلاف بينهم وان يكون بينهم تعاون ايجابي وثيق وأن يكون تعاون إنساني يوجب تعليم الجاهل وإرشاد السائل وإعانة الضعيف وإغاثة الملهوف وغض البصر وإماطة الأذى ولزوم
الجماعة ومنع التدافع والبعد عن كل مظاهر الرفث والفسوق والجدل المؤدي إلى الخصام والشجار فيما يكون التعاون بين الأفراد والجماعات بعد أداء الفريضة وهو الذي يكون بعد أن يعود كل واحد إلى وطنه بحيث تكون المحافظة على ثمار التعاون الذي كان قبل الفريضة وفي أداء الفريضة وذلك من خلال التواصي المتبادل لتحقيق غاية القدوة الحسنة.
كما عقدت الندوة اليوم جلستها العلمية التاسعة عن \"سلامة المرأة في الحج…وسائل ومقاصد\" تحدث فيها أستاذ الحديث والفقه في الجامعة الإسلامية في بانده بولاية يوبي في الهند محمد عبيدالله الاسعدي أوضح فيها أن الشرع جعل للمرأة خصوصا في الأحكام نظرا إلى فطرتها وبناء على طبيعتها وبنيتها ولذا ما كلفها بالجماعة والجمعة ونحوها ورخص لها في الصوم ما لم يرخص لغيرها وكل ذلك ملني على ما ذكر من قصد السلامة وأمر الصيانة للإنسان وبنيته وحاجته ولذا فلها في الحج أيضا خصوص ومراعاة بصدد أداء أعمال الحج ومناسكه فقد جعل لها من الشرائط الأساسية وزاد في اعتبار شرط الأمن لها وجود من يحفظها ويحميها عن كل ما يتسبب لها ضررا ماديا أو دينيا، هو المحرم أو الزوج أو من يقوم مقامهما.
وشرح خصوص الأحكام لها في الحج ومنها أنها أمرت بالطواف متنحية عن الرجال ومبتعدة عنهم وجاز لها ترك طواف القدوم وطواف الوداع لأجل الحيض وجاز لها ترك المبيت بالمزدلفة واستعجال الرحيل من المزدلفة قبل طلوع الفجر وبدون نسك الوقوف بالمزدلفة وجاز لها تعجيل الرمي بيوم النحر في أول أوقاته من الصباح وجاز لها التأخير إلى الليل وما بعد الغروب في جميع أيام الرمي كما جعل لها خصوصا في اللباس والحجاب.
كما قدمت الدكتورة الجوهرة إبراهيم بوبشيت عضو هيئة التد ريس بجامعة الملك فيصل بالدمام ورقة عمل عن توعية الحجاج من قبل الدول والهيئات الإسلامية لتحقيق سلامة الحجيج تطرقت فيها إلى الأساليب التي تؤدي إلى سلامة المرأة الروحية والنفسية من استشعار الأماكن المقدسة وذكرا للأدعية والتحصينات الشرعية الإلية المطلوبة في كل زمان ومكان في هذه المشاعر المقدسة وان تتعرف الحاجة على الوسائل المادية من التعليمات المقروءة والمسموعة التي تساعد على المحافظة على سلامتها الجسمية والصحية.