أرشيف صحيفة البلاد

تحت ضغط انتصارات الشرعية .. الحوثي يذعن وينشد التهدئة

جدة ــ وكالات
تحت ضغط الانتصارات المتوالية للشرعية في اليمن، أعلنت ميليشيات الحوثي وقف الهجمات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة ضد قوات الشرعية والتحالف، بناء على طلب المبعوث الأممي مارتن غريفثس.
واعرب الحوثيون في بيان صحفي امس “الاثنين” عن استعدادهم لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في كل الجبهات، وصولاً إلى ما وصفته بالسلام العادل.
بدوره دعا القيادي الموالي لإيران محمد علي الحوثي، المليشيا الانقلابية إلى وقف إطلاق الصواريخ التي تستهدف الأراضي السعودية وإعلان الاستعداد الكامل لإنهاء العمليات العسكرية في البلاد.
وزعم الحوثي الذي يتولى رئاسة ما يسمى بـ”اللجنة الثورية العليا” في مبادرته التي أطلقها على تويتر، إنها تأتي دعما لجهود المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث وإثباتا لحسن النوايا وتعزيزا للتحركات والجهود الرامية لإحلال السلام”.
فيما أعلنت الحكومة اليمنية موافقتها على المشاركة في المشاورات المقبلة المزمع عقدها في السويد.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان، إن الحكومة أبلغت المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث “أن توجيهات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قضت بتأييد جهود المبعوث الأممي ودعمه لعقد المشاورات المقبلة”.
وأكد البيان أن الرئيس اليمني وافق أيضا على إرسال وفد الحكومة للمشاورات بهدف التوصل لحل سياسي للأزمة مبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦. وأكدت الحكومة اليمنية في خطابها إلى المبعوث الأممي أهمية الضغط على المليشيات الحوثية للتجاوب مع الجهود الأممية والحضور إلى المشاورات دون قيد أو شرط. ودعت الحكومة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من أي تعطيل قد تقوم به المليشيات لتأخير أو عدم حضور المشاورات في موعدها المحدد.
ويسعى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن إلى إعادة إطلاق محادثات السلام في الأسابيع المقبلة، بدعم من دول كبرى في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
فطالما عطل الحوثي الجهود الأممية لإنهاء الأزمة في اليمن، وامتنع عن المشاركة في المشاورات التي دعا إليها جريفيث في جنيف سبتمبر الماضي، فهل هي مبادرة سلام أم مناورة لكسب الوقت أم استجابة حقيقية لمطالب أممية؟.
أسئلة طرحها مراقبون للشأن اليمني بعد ساعات من صدور بيان الميليشيات، اعتبر المراقبون أن المبادرة الحوثية، لا تعدو كونها انحناء أمام الريح، أو بالأحرى تنازلاً فرضته ظروف عدة لعل أبرزها الأزمة الخانقة التي يمر بها الحليف الإيراني المنشغل بالعقوبات الأميركية الأقسى عليه، كما أن الصواريخ وطائرات الدرون لم يكن لها تأثير سوى في وسائل إعلام الحوثيين فقط.
وليس هذا وحسب، فانتصارات الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف، عرقلت أي تقدم للميليشيات على مختلف الجبهات منذ أشهر.
إضافة إلى أن قوات الشرعية باتت على بعد كيلومترات فقط من ميناء الحديدة شريان الحياة للانقلاب.
لكن يبقى التساؤل الأهم هو ما إذا كان الحوثيون سيلتزمون بأي اتفاق للسلام خاصة وأن تاريخهم لا يحمل أي سابقة من هذا النوع. وفى سياق الانتهاكات الحوثية المتواصلة عثرت الفرق الهندسية التابعة للمقاومة اليمنية، على معمل لصناعة الألغام تابع للمليشيات داخل مسجد في مدينة الحديدة غربي اليمن.
وقالت المقاومة اليمنية إن المعمل تم اكتشافه داخل مسجد قيد الإنشاء خلال عمليات تطهير وتفكيك شبكات الألغام الحوثية من الشوارع والأحياء والمنشآت المحررة داخل مدينة الحديدة.
وأضافت المقاومة اليمنية أن قواتها تمكنت من تطهير مساحات واسعة داخل مدينة الحديدة من الألغام والعبوات الناسفة المموهة في الأحياء السكنية والطرقات، والتي كانت تشكل تهديدا كبيرا لحياة المدنيين الأبرياء.
وأكدت المقاومة أن ألغام الحوثيين لن تثنيها عن تطهير كامل الحديدة وطرد هذه الميليشيات الانقلابية الإجرامية التي ارتكبت أعمالا تخريبية في المنشآت المدنية.
في غضون ذلك قتل قياديان بارزان في مليشيا الحوثي الانقلابية، في معارك مع الجيش اليمني والقوات المشتركة.
وقالت المقاومة الوطنية اليمنية، في بيان صحفي، إن القيادي الحوثي “حميد غايب قاسم سريع” شقيق المتحدث العسكري لمليشيا الحوثي المدعو “يحيى سريع”، قتل مع عدد من مرافقيه في تصدي القوات اليمنية لهجوم حوثي، بالتزامن مع التهدئة التي قدمتها المقاومة المشتركة.
وارتفعت الهجمات الحوثية خلال فترة التهدئة، إذ يسعى الانقلابيون لاستغلال فترة الهدنة في تحقيق مكاسب عسكرية تراهن بها خلال المحافل السياسية، إلا أن قوات المقاومة كبدتها مزيدا من الخسائر البشرية والمادية.
في السياق ذاته، قتل 3 عناصر من المليشيا بينهم قائد ما يسمى بالأمن الوقائي الحوثي، غرب محافظ تعز جنوبي غرب البلاد.
ونقلت وكالة سبأ الرسمية عن قائد جبهة حمير، أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الجيش اليمني والحوثيين، وأسفرت عن مقتل 3 حوثيين بينهم قائد ما يسمى الأمن الوقائي للمليشيا المدعو “أبوخليل”.
من جهة أخرى شدد المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي على ضرورة وقوف العالم والأمم المتحدة إلى جانب القوى الوطنية ضد الميليشيات الحوثية.
وكشف المالكي في المؤتمر الصحفي بالرياض أمس حصيلة الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الميليشيات الحوثية على المملكة وخسائر الميليشيات من عناصر وعتاد.
وأعلن المالكي خلال المؤتمر تقدم قوات الجيش الوطني المدعومة بالتحالف في كافة الجبهات مبيناً المناطق التي تمت السيطرة عليها وطُرد منها الحوثيون على الخريطة مؤكداً الحرص على عدم إلحاق الأضرار بالمدنيين في المدينة مع تقدمه المستمر.
وأضاف إنه تم استهداف ومهاجمة مضاد للطائرات وعناصر المليشيا الحوثية في صعدة ومهاجمة منصة إطلاق صواريخ كما فجر التحالف رشاشاً ثقيلاً لمليشيا الحوثي بـحجة واستهدف وهاجم إمدادات الحوثي في الحديدة كما استهدف عربة نقل أسلحة وعناصر إرهابية من مليشيا الحوثي في الحديدة.