[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] بقلم / عتيق الجهني [/COLOR][/ALIGN]
لم يتعرض أي نوع من أنواع الأدب المختلفة ،وفي كافة العصور ، خصوصاً في هذا العصر لما تعرض له الشعر ، من انتهاكات تنطلق كلها من ذلك الفهم السقيم والخاطئ له ..وهو الفهم الذي يكاد يكون تركة رخيصة متوارثة منذ أول مبادر لتكريسه ، انه ذلك الذي عرّف الشعر ذات زمن غابر بعيد بأنه الكلام الموزون والمقفى وحسب!! .فمنذ ذلك العهد ، ومروراً بعهود أي كلام موزون ومقفى ، وانتهاء بعهد الإعلانات التجارية الموزونة والمقفاة ،وكل ما ينطبق عليه ذلك التعريف هو شعر لا يشق له غبار! وهنا يكمن سر بلاء الشعر وتعاسته وتميز معاناته عن بقية أنواع الأدب ،إذ هو الجدار القصير والسهل الذي يقفز عليه كل مدع وكل جاهل وكل فارغ فكرياً إلى حيث مساحة الظهور و إرضاء الذات المعدمة إمام الآخرين وكل هذا بفضل تلك التركة التي ينوء بحملها كاهل الشعر منذ الوارث الأول لها.وإذا حاولنا غض الطرف قليلاً عن بقية ( البلاوي ) التي يعانيها الشعر ، فإنه بالإمكان القول وكرأي شخصي ـ إن يظل ذلك الفهم المحدود للشعر هو سيد الموقف ، اعني سيد ( بلاويه )،وهو يظل يتنامى و يطول عمره ليشمل كل العصور ، إذ إنه في كل عصر هناك من يقومون بعمليات إنعاش كثيرة له ويتبرعون له بما يجعله قادراً على المزيد من العيش ..!!
ومن المؤسف أن المفهوم الخاطيء لماهية الشعر يشمل حتى أرباب الشعر بالفصحى ،ولذلك فهو ليس وقفاً على المتعاملين مع القصيدة الشعبية .. ومن هنا ، فإننا كلما فكرنا بأن جسد الشعر بدأ يتعافى ويتخلص من بعض أمراضه المزمنة على أيدي بعض المبدعين من شعراء الفصحى وبعض المبدعين من شعراء العامية لابد أن نجد ما يعيدنا للنقطة الأولى من انطلاقتنا التفاؤلية..!!
[email protected]
