أرشيف صحيفة البلاد

بين الواقع وتويتر .. (الراتب لا يكفي) كلام فيه نظر!

جدة-فيصل سجد
• دائما ما تجد المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في تفاعل مع أي وسم “هاشتاق” يصب في صالح -الإنسان- وأخص بالذكر السعوديين منهم. والعاطفة سمة وصفة يتميز بها العرب والمسلمين عموما. وفعل الخير ومساعدة الآخرين منهاجهم وفي الحديث الشريف “المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر” والذي يحصل اليوم هو أن التداعي يحصل بالتغريد والتعبير.
• وفي أشهر الكتابات والتغاريد تجد أن الراتب أو الأجر يأخذ تفاعلا كبيرا عندما يأتي ذكره فأنشأ مغردون سابقا هاشتاق #الراتب_ما_يكفي_الحاجة وبدأوا في سرد معاناتهم ومناشدتهم لخادم الحرمين الشريفين والمطالبة بزيادة ورفع معاشاتهم في ظل الغلاء الفاحش في المعيشة كما يقول ذلك الخبراء الاقتصاديون آخذين في الحسبان نسب العطالة والتضخم.
• يقول البعض أن هناك تناقضا عجيبا بين الراتب لا يكفي والسفر للخارج حيث أصبحت الضروريات المعيشية في ذيل الأولويات بينما السفر على حساب الإرهاق المالي وتكبد الديون البنكية والفوائد العالية أولوية لإرضاء النفس تقليدا للآخرين حيث يقترض نسبة كبيرة من المواطنين للسفر إلى الخارج فيما يدخر البعض منهم مبلغا شهريا يقضي به إجازته وقد يتمكن الأخير من قضاء إجازة سعيدة والعودة لدياره فيما يعود الآخر مكبلا بالديون ليطالب بزيادة راتبه الذي لا يكفي احتياجاته! مما يظهر أن هناك تناقضا ما بين مسألة عدم كفاية الراتب والسفر للخارج خصوصا أن الإحصاءات كبيرة جدا للسعوديين المسافرين إلى بعض الدول الآسيوية والأوربية وحتى الخليجية وعلى الرغم من ذلك يبرر البعض أن الترفيه على النفس حق حتى لو كان بالدين والاقتراض من البنوك فيما أكد آخرون أن البعض يبالغ فيه لمجرد التقليد. وفيما يلي شخصيات سعودية من كتًاب وأكاديميين ومثقفين كانت لهم آراء جديرة بالقراءة والاهتمام:
• د.علي سعد الموسى يقول: ” إن ثمن قهوة البرجواز بعيد المغرب قد يكفي لوجبتي يوم كامل لعائلة لا تشم رائحة الراتب وحين تتحدثون عن (البطالة) فسأبصم معكم بالعشرة أن نسبة 12 % من مجموع الشعب على قائمة البطالة ليست في الوصف بأكثر من مهزلة يتحملها القطاعان العام والخاص ولكن: سأقول أيضا إن ثلث طلابنا المقبولين في الجامعات لا يكملون الجامعة تواكلا وكسلا واهمالا ثم يتأففون من شروط حافز”.
• الكاتبة أسماء المحمد تقول: ” في أي دولة “الاعتبارات والحسابات التنموية” بعيدة عن العبث الافتراضي وتضليل شبكات الإنترنت. أمضيت عاما من المقارنة والرصد أكد لي صواب مناهضتي لكذبة أطلقت وصدقها الناس مثل أكاذيب أخرى حتى لو بنيت على خبر أو حادثة أو معلومة صحيحة ستظل أكاذيب مقدور على فرزها ولو ” بعد حين”. منذ نشر الخبر ثم محاولة إعادة إنتاج التجربة وفشلها في وسوم أخرى كشفت للكثيرين وباعتراف وارد في تغريداتهم كم كان هذا الفخ “الوسم” من التضخيم بحيث حصل على ضوء لا يستحقه لأن أي تنمية لا تقوم بناء على وسم للتعبير عن رأي بأسماء مستعارة وغالبية الوسوم اليومية تسلية ومجرد “طق حنك”. واختتمت المحمد مقالها قائلة: ” ما أورده هنا “بيانات وتصريحات” يتوقف أمامها الباحث عن الحقيقة: أطلق الوسم في “يوليو 2013″ وأعلنت وزارة الداخلية السعودية في مايو 2014 م اكتشافها 500 ألف حساب تدار من الخارج للنيل من أمن المملكة. وأكملت المحمد: ” عام إطلاق الوسم زار أكثر من 19 مليون مسافر فقط و”عبر جسر الملك فهد” دولة واحدة ولجميع رحلاته مصروفاتها واحتياجاتها. السفر يعني بند الترفيه والأمور الثانوية وليس ” الطوارئ أو الأساسيات”. هذا العام وتقصد وفي الفترة من 7 حتى 13 أغسطس زار البحرين ربع مليون مسافر خلال أسبوع واحد وفي 30 يوما ذروته أيام عيد الفطر وشهدت كثافة العبور 452 ألف مسافر يوميا.
• السفير أسامة نقلي رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية: “عدد السعوديين المسجلين جوازاتهم في “الموقع الإلكتروني” فترة أشهر الصيف 6 /7 /8 لعام 2014م “6 آلاف مسافر”. وتشير البيانات أن السعوديين في عالم السياحة الأكثر إنفاقا على العطلة السنوية مقارنة بمتوسط إنفاق “العائلة الإنجليزية” العادية المكونة من 4 أفراد وتنفق قرابة الـ 5000 دولار. وأظهر مسحا لشركة فيزا أن السعوديين عالميا هم الأكثر إنفاقا أثناء السفر للخارج. معدل “إنفاق الفرد 6.666 دولارا للرحلة الواحدة. بما يعادل 24 ألف ريال تقريبا.
• نائب رئيس “لجنة الفنادق في الغرفة التجارية بالرياض عبدالرحمن الصانع:” 4.5 مليون سائح سعودي ينفقون سنويا أكثر من 8 مليارات على السياحة الخارجية. واحتل السائح السعودي الرقم الأول في الإنفاق سياحيا يصرف في رحلة واحدة ستة أضعاف ما ينفقه السائح الغربي. وفي تصريح لرجل الأعمال عبدالمحسن الحكير يقول: السعوديون ينفقون نحو 200 مليار ريال خلال قضاء إجازاتهم خارج المملكة.
• هايل الشمري: “في دراسة أصدرتها مؤسسة الملك خالد الخيرية وتم تدشينها في حفل أقامته المؤسسة بحضور ولي ولي العهد أشارت إلى أن خط كفاية “خط الفقر” الأسرة السعودية المكونة من 5 أفراد يبلغ 8926 ريال شهريا” “والمثير أن الدراسة أخذت بمصطلح “خط الكفاية” بدلا من “خط الفقر” لأنها ترى أن استخدام المصطلح الأخير لا يكون ملائما استخدامه في دولة تتمتع باقتصاد قوي كالسعودية. أيا كان اسم ذلك الخط فرواتب السواد الأعظم من الموظفين والمتقاعدين دون 8900 ريال الذي حددته الدراسة كحد أدنى للحياة الكريمة لذا كان الناس صادقين عندما قالوا “الراتب لا يكفي الحاجة”.
• ناصر خليف: ” إن ازمة الغلاء وانطلاقتها الفعلية بعد زيادة الرواتب خلقت أزمة جديدة تعدت طحن طبقة المتقاعدين في القطاعين المدني والعسكري وذوي الدخل المحدود. ووصلت لمن هم على رأس العمل من موظفي الدولة فأصبحوا عاجزين عن تلبية متطلبات أسرهم المعيشية الرئيسة أضف إليها مشكلات اجتماعية “كتفكك الأسرة” فهم لا يستطيعون العيش بسلام بعد تفتت رواتبهم. ” وما (حملة الراتب ما يكفي الحاجة) على وسائل التواصل الاجتماعي وتلك الجملة في غاية الأدب ماهي إلا نتاج لأزمة الغلاء المتجددة وركزوا على كلمة “حاجة” تفاعل معها آلاف الموظفين وناشدوا من خلال الجهات الحكومية النظر في مشكلاتهم المحقة”.
• الكاتب طارق الحميد: ” على مدى قرابة الثلاثة أعوام الأخيرة وكثر يبشرون بتأثير “تويتر” في السعودية سواء على صناعة القرار او دوره في الحراك الاجتماعي بل إن صحيفة غربية عريقة قامت بفرد نصف الصفحة الأسبوع الماضي لموضوع يناقش هاشتاغ سعوديا بعنوان “الراتب لا يكفي الحاجة”!. “والحقيقة أن المتابع الرصين سيجد أن تويتر لا يعبر عن “حاجة” في السعودية صحيح أنه قد يثير بلبلة لكنه لا يخلق توجها فلم يسقط رئيس ناد رياضي ولم يتسبب حتى في إقالة مدرب كرة قدم كما تفعل الصحافة الرياضية السعودية الشرسة وآخر دليل على أن تويتر لا يعبر عن حاجة هو الحملة المزعومة لقيادة المرأة للسيارة التي كان مخططا لها أن تتم في 26 أكتوبر -العام الماضي 2013م- ومنيت بفشل أربك كثرا وتحديدا في الإعلام الغربي” “والقصة هنا ليست الموقف من قيادة المرأة حيث إن كثرا من العقلاء يرون أنه قرار لا بد وأن يحسم من قبل الدولة وهذا ما أؤمن به تماما خصوصا أن السعودية قد حسمت ما هو أصعب حين أدخلت المرأة السعودية لمجلس الشورى لكن لا يمكن القبول بأن يحسم موضوع قيادة المرأة للسيارة عبر الابتزاز أو الفوضى والاستقواء بالخارج خصوصا أن خطوات الإصلاح في السعودية وتحديدا قضية المرأة تسير على قدم وساق”.
• الكاتب علي الجحلي: ” الواقع أن السياح السعوديين انتشروا في أرض الله الواسعة من أمريكا إلى أوروبا إلى شرق آسيا. أصبح من المسلمات أن ترى ابن بلدك في أي مكان من العالم. تبقى لندن معجزة السياحة التي تجذب كل الناس من دول الخليج بالذات. هايد بارك تحول إلى حديقة السويدي في عرف السعوديين الذين كانوا يمددون سفر الطعام بالأمتار مثيرين استغراب “الخواجات”. “سويسرا والنمسا وفرنسا حظيت بجزء من وقت ونشاطات سياحنا الكرام. يمكن القول إن الاختيار السعودي يميل نحو البلدان الغنية التي يتجاوز إنفاق السائح فيها ألف ريال في اليوم. يقودني هذا للوسم الأشهر في تاريخ “تويتر” وهو الراتب ما يكفي الحاجة. لا يزال هذا الوسم يحظى بالكثير من المشاركات وإعادة التغريد بل إنه أنتج مجموعة من الوسوم التي تتبنى رفع رواتب مختلف الفئات سواء من موظفي القطاع الخاص أو العام أو المهندسين أو العسكريين أو موظفي الخدمة المدنية. الكل يريد المزيد من المال”.
• عمر الجريفاني: ” إذن الراتب هل يكفي الحاجة أم لا يكفي؟ هناك إجماع وبالأرقام على أن تكلفة المعيشة ارتفعت بشكل كبير جدا ولم يصاحب هذا الارتفاع ارتفاع في الأجور. وكذلك هناك سوء في تدبير من قبل المواطن أيضا. تجد شخصا لا يتجاوز راتبه خمسة آلاف ريال ويحمل في يده جهازين بقيمة راتبه نفسه وإذا ما كان أكثر مثال راتب شخص خمسة آلاف ريال أي 60 ألفا في السنة لو اشترى جاهزين من الأجهزة الذكية لصرف 8 في المائة من دخله السنوي على جوال مصروفاته من اكسسوارات وإعادة تعبئة أرصدة” “الحلول لا تقال هكذا في الهواء الطلق وإنما يجب أن تدرس في المدارس وتكون ضمن المنهج التعليمي مادة تخص الإدارة المالية الشخصية حتى يتعلم الناس كيف يديرون أمورهم المالية إما إعادة توزيع الدعم في المملكة فإنه يعيش فيها اليوم ما يقارب ستة ملايين أجنبي يحصلون على الدعم نفسه الذي يحصل عليه المواطن السعودي وهذا يكلف ميزانية الدولة الكثير ويجب أن نرفع الدعم المباشر للسلع ونحوله إلى دعم مباشر إلى المواطن لكن كيف؟”.
• الكاتبة أميمة الخميس: “مطلب من هذا النوع كان لا بد أن يكون مجلس الشورى هو السباق لطرحه ومناقشته في جلساته العلنية والاستماع لجميع الآراء والطروحات حوله بشكل مسؤول يغلب الحس الوطني والرؤية الشمولية ذات المدى البعيد مع الاستعانة ببيوت الخبرة العالمية لا أن يترك الموضوع هكذا في أيدي الخبير والخفير كل يدلي بدلوه في بئر المواطن. “لا بد أن يكون لمجلس الشورى أذن شديدة الحساسية تتقصى قضايا المجتمع وتطلعاته وبالتالي يكون المجلس هو أول من يتلقفها ويتداولها على طاولة النقاش فالمجلس يتوقع منه أن يكون صمام الأمان الذي يعلق عليه الجميع الآمال بصياغة الحلول كجهة استشارية تشريعية تصب مخرجاتها في مصلحة الوطن.. ويجب أن لا يغيب عن أروقته هذا النوع من المواضيع الجوهرية والحساسة المتعلقة بالأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي”.
• د. سعود كاتب: ” أعتقد أن الحل هو أن نحدد وبدقة الشريحة المستحقة للزيادة وذلك بطريقة بعيدة عن الوسائل التقليدية التي أثبتت عمقها وإمكانية التلاعب بها ونتج عنها كما نذكر تعريفات استفزازية وغير واقعية لمفهوم “الفقر المدقع” واعتقد الآخر على أساليب تفتقد للموضوعية كالاعتماد على عمد الأحياء والتوصيات الشخصية وبيانات الضمان الاجتماعي وقوائم الجمعيات الخيرية التي تفتقد للدقة والشمولية”.
• د. سمر المقرن: “نعم يا سادة.. بكل صراحة الراتب لا يكفي الحاجة فالمبلغ الذي كان يملأ البيت السعودي بالخيرات قبل ثلاث سنوات لم يعد قادرا أن يملأ رفا واحدا من رفوف الثلاجة وشكل الحياة يتغير ليس من سنة لأخرى إنما من شهر لآخر كل شيء يرتفع سعره والمواد الاستهلاكية تتأجج قيمتها والفواتير والاحتياجات والطلبات تزيد وترتفع والراتب ثابت على نفس المربوط بالعجز عن توفير المتطلبات الأساسية فما عاد –بعضهم- يطمح إلى الترفيه أو إلى الزيادة المعيشية –مع ان هذا حقه- بل بات يبحث عما يردم حاجات بيته الأساسية”. “هذه الحملة التي تستحق مسمى حملة وطنية قدمت أروع أشكال المطالب ونبذت كل من حاول أن يتسلل لاستغلالها بهدف تصفية حسابات شخصية أو سياسية لذا فإن تتويجها بتنفيذ هذه المطالب المشروعة أمر يستحقه أبناء هذا الوطن الأوفياء وتستحق حملتهم النبيلة أن تغلق صفحاتها بعد أن تكللت بالنجاح”.