أرشيف صحيفة البلاد

بومبيو يحذر طهران .. وواشنطن تعاقب شركة طيران إيرانية

عواصم ــ وكالات

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات على وكيل مبيعات ماليزي لشركة طيران إيرانية، تخضع لعقوبات أمريكية بسبب دعم إيران للإرهاب الدولي.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها فرضت عقوبات على وكيل مبيعات مقره في ماليزيا، لشركة ماهان إير، وهي شركة طيران إيرانية تخضع بالفعل لعقوبات أمريكية بسبب دعم إيران للإرهاب الدولي.

وأكدت الوزارة في بيان “نتيجة للإجراء الذي اتخذ اليوم يتم تجميد كل ممتلكات ماهان للسفر والسياحة الموجودة تحت الولاية القضائية الأمريكية”.

وشركة ماهان إير الإيرانية تتبع الحرس الثوري الإيراني الإرهابي، ولها دور في نقل الأسلحة والإرهابيين إلى مناطق مختلفة في الشرق الأوسط.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على هذه الشركة لنقلها معدات عسكرية للحرس الثوري الإيراني إلى سوريا واليمن عام 2011، وتجددت العقوبات مرة أخرى عام 2016.

الى ذلك أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن الإدارة الأميركية ملتزمة بالتصدي للسلوك الإيراني الشرير، محذرا النظام من أن ممارساته الخبيثة ستكلفه باهظا.

وشدد على أن بلاده تعمل على تحجيم ميليشيات طهران في اليمن والعراق ولبنان، بالإضافة لسوريا، حيث تسعى واشنطن للتوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع المستمر منذ 2011.

وأشاد بومبيو، بدور المملكة في ردع السلوك الإيراني، وتحجيم الحوثيين في اليمن، وحزب الله في سوريا ولبنان.

وكشف بومبيو في حديث خاص لـقناة “سكاي نيوز عربية” اذاعته امس “الثلاثاء” عن السيناريو الأميركي للتصدي للتهديدات الإيرانية الأخيرة والتلويح بتعطيل حركة الملاحة النفطية في المنطقة وإغلاق مضيق هرمز، وذلك بعد إعادة فرض واشنطن عقوبات على إيران.

وقال: “كل شيء يبدأ بالسلوك السيء لإيران وإطلاق الصواريخ من اليمن التي تستهدف كل دول الخليج. لذا، فإن السياسة الأميركية تهدف إلى ردع مثل هذه الأمور”.

وأضاف: “وفي ما يتعلق بهذه التهديدات، فإن على العالم أجمع أن يعي بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالمحافظة على خطوط الملاحة البحرية وتدفق النفط إلى كافة أنحاء العالم. هذا هو التزام الولايات المتحدة منذ عقود، وسنستمر في هذا الالتزام”.

وتطرقت المقابلة أيضا لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في دول عدة بالمنطقة وعلى رأسها اليمن والعراق ولبنان وسوريا، وكيف ستعمل الولايات المتحدة لتحجيم هذه الأعمال.

وفي هذا السياق، قال بومبيو: “من الأمور الرائعة هو أننا نحظى بشركاء رائعين في دول مثل المملكة والامارات، والعديد من الدول الأخرى. البحرينيون يعملون معنا لردع السلوك الإيراني الشرير. ونعمل على تحجيم الحوثيين في اليمن، وحزب الله في سوريا ولبنان”.

وفي ملف اليمن، حيث يدعم التحالف العربي الشرعية، قال بوميو: “إن الولايات المتحدة تساعد على ضمان منع حصول الحوثيين على الأسلحة التي تسمح لهم بتهديد المنطقة”.

وأكد أن بلاده عملت مع المملكة والامارات على تقليل خطر التهديد الإيراني في اليمن، حيث ساعدت أيضا في رصد وكشف عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة.

وأردف قائلا: “في العراق وسوريا، تعمد المليشيات الشيعية إلى إلحاق ضرر حقيقي بالمواطنين العاديين. لذا، فإننا ننوي القيام بأمور عدة. وأكثر الأمور التي نركز عليها اليوم هي حرمان إيران من القدرات المالية التي تمكنها من الاستمرار في سلوكها السيء”.

وأوضح وزير الخارجية “هي سلسلة واسعة من العقوبات التي لا تستهدف الشعب الإيراني، بل تهدف إلى إقناع النظام الإيراني بأن سلوكياته الشريرة غير مقبولة، وسيترتب عليها كلفة باهظة”.

وأكد أن واشنطن تدرك أن الاتفاق النووي مع إيران كان طريقا لتملك سلاح نووي وستمنع ذلك، مشيرا إلى العمل مع الأوروبيين على خلق خطة جديدة لوقف البرنامج النووي الإيراني.

وشدد الوزير الأميركي على ضرورة أن يدرك النظام الإيراني أنه لن يكافأ على ممارساته الخبيثة والوضع الاقتصادي لن يتحسن حتى تعود إيران دولة طبيعية.

في غضون ذلك هاجم قيادي إيراني محسوب على تيار ما يعرف بالإصلاحيين في إيران، المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث وصفه بـ”الطاغية”.

واعتبر أن خامنئي يمتلك صلاحيات واسعة داخل جميع المؤسسات السياسية والأمنية في البلاد، دون ثمة قيود قانونية أو دستورية تكفل محاسبته، إضافة إلى تحكمه بالقرار السياسي داخليا وخارجيا.

وأشار أبو الفضل قدياني،-أحد السجناء السياسيين خلال عهد الشاه-، في سياق مقال له تحت عنوان “هو الحكيم”، نشر على موقع “كلمة” المقرب من الإصلاحيين، وتضمن انتقادات لاذعة لخامنئي، أن طريق الخلاص الوحيد لإيران يكمن في عزل المرشد الحالي من منصبه، والتخلي عن نظام ولاية الفقيه، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي داخليا.

وسبق أن شن أبوالفضل قدياني هجوما حادا ضد خامنئي، في مارس الماضي، حيث نعته بـ “جوزيف جوبلز”، وزير إعلام نظام هتلر النازي.

وطالب حينها بعقد انتخابات حرة، أو السماح بإقامة انتخابات داخل مجلس خبراء القيادة (الموكل بعزل وتنصيب المرشد بحسب الدستور) إذا كان صادقا في ادّعاءاته بعدم التضييق على المعارضين للنظام داخل البلاد.

واعتبر القيادي في منظمة “مجاهدي الثورة” المحسوبة على التيار الإصلاحي، أن أزمات البلاد الاقتصادية المتفاقمة، والتي باتت قضية المواطنين الإيرانيين مؤخرا، تقع أسبابها الأساسية على عاتق خامنئي بسبب تمسكه بمبدأ ولاية الفقيه كأساس لحكم إيران، وهو الأمر الذي سمح باختراق الفساد بنية المؤسسات الإيرانية، وكذلك أدى إلى حالة فشل متلاحقة داخل البلاد، على حد قوله.

وفي إشارة إلى تصاعد الأزمات الاقتصادية إلى حد غير مسبوق، حذر “قدياني” من أن إيران باتت أشبه بسفينة على وشك الغرق وسط دومات داخلية وخارجية، منتقدا في الوقت نفسه استمرار حالة الخداع التي ينتهجها ما وصفه بـ”نظام الاستبداد الديني” خشية ظهور طبقة اجتماعية منتجة تعارض سياسات الفساد، والاحتكار، والقمع.

وهاجم القيادي السياسي الاصلاحي، تفشي حالات الرشاوي، والاختلاسات، والسرقة بين المسؤولين الإيرانيين المقربين من النظام إلى حد أنها تحولت إلى ما وصفه بـ “الأمر المباح” داخل البلاد، وسط تجاهل السلطات القضائية تلك الوقائع لضمان ولائهم لنظام الملالي، في الوقت الذي تحولت لأداة قمع تابعة للأجهزة الأمنية، حيث تركت مهامها الرئيسة من حيث ضمان المصالح العامة للشعب، وتحقيق العدالة الاجتماعية لصالح المنتفعين داخل النظام، على حد قوله.

وأشار أبو الفضل قدياني، في ختام مقاله اللافت إلى أبرز حالات الانتهاكات التي تعرض لها معارضون سياسيون على أيدى نظام الملالي مثل الناشطة الحقوقية نسرين ستوده، والمحامي الحقوقي عبدالفتاح سلطاني، وغيرهم من المدافعين عن الحريات، وحقوق الإنسان حيث يقبعون في معتقل إيفين سيئ الصيت شمال طهران.

وسلط “قدياني” الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها مؤخرا طائفة الصوفيين الجناباديين أو “الدراويش” في إيران، والمناهضة لنظام ولاية الفقيه، منوها أنهم حرموا من أبسط حقوقهم، قبل أن يدلل على موقفه بالمقارنة بين طريقة تعامل نظام الملالي في قضيتي سعيد مرتضوي مدعي عام طهران السابق المتورط بقضايا تعذيب لمعارضين، والذي حصل على أحكام بالسجن لسنوات قليلة رغم بشاعة جرائمه، في مقابل المعارض الصوفي محمد ثلاث الذي أعدمته السلطات الإيرانية مؤخرا، لمجرد انتمائه لطائفة الدراويش المناهضة للنظام، لافتا أن نظام الملالي بات ينتهج الوحشية في أساليبه للتنكيل بالمعارضين في البلاد.