كتبت: أماني ماهر ..
أشارت دراسة جديدة إلى أن إنجاب الأطفال يزيد حالات الشجار بين المتزوجين في بريطانيا بنسبة 40%، ويجعل الآباء والأمهات الذين يزرقون بأول طفل يتعاركون يوميا.
ووجدت الدراسة التي نشرتها صحيفة \"ديلي ميل\" أن معظم شكاوى المتزوجين تنحصر في مجالي الإرهاق والتعب بعد الولادة، واعترف 33% منهم بأن تبديل حفاضات الأطفال هو أكبر سبب للشجار. وقالت الدراسة إن الإنجاب يجعل الآباء والأمهات الجدد مشغولين جداً ليتشاجروا حول مسائل أخرى، ويتعاركون نحو 4 مرات في الأسبوع، أي ما يصل إلى 187 مرة في السنة الأولى من الأبوة وبزيادة مقدارها 40% عن معدل الشجارات قبل أن يُرزقوا بمواليدهم الجدد. وأضافت أن 60% من الآباء والأمهات الجدد في بريطانيا اعترفوا بأن شجاراتهم اليومية غالباً ما تقع لأسباب سخيفة ناجمة عن الإجهاد والإرهاق، وأنهم ينامون 4 ساعات و20 دقيقة فقط ليلاً، أي نصف مدة النوم التي يوصي بها الخبراء في مجال الصحة.
وأظهرت الدراسة أن 54% من الآباء والأمهات الجدد اعترفوا أيضاً بأن \"التعب\" هو أفضل كلمة تصف سنتهم الأولى مع أطفالهم الرضع، وتسبب الشجار بينهم، و33% تبديل الحفاضات، و24% إطعام الأطفال في الليل.
وأشارت إلى أن واحداً من كل خمسة من الآباء والأمهات اعترف بأنه لا يحصل على ما يكفي من الاهتمام من شريك أو شريكة الحياة بعد ولادة الطفل الأول، فيما أقر 40% منهم بأن إنجاب الأطفال هو أكبر تجربة لتعلم الدروس في حياتهم.
ووجدت الدراسة أيضاً أن الآباء والأمهات في بريطانيا ينفقون ما يصل إلى 3388 جنيه إسترليني على شراء منتجات الأطفال في السنة بعد ولادة أطفالهم، في حين ينفق واحد من كل خمسة منهم 5000 جنيه إسترليني على الأقل كل عام على شراء الملابس والأغذية والحفاضات وزجاجات الرضاعة.
لذا؛ يؤكد العديد من التربويين والمختصين في المجالات ذات العلاقة على ضرورة توجيه الآباء عن طريق وسائل وطرائق متعددة تتضمن أساليب علمية مدروسة ودقيقة عن الكيفية التي يمكن من خلالها التفاهم بين الآباء في المشاكل التي تواجههم بعيداً عن مسامع الأطفال وللأسف الشديد يعتقد بعض الآباء أن الشجار فيما بينهم والذي يتطور أحياناً في بعض الأسر ليصل إلى مستوى الاعتداء البدني خاصة من الأب لا يؤثر على الحالة النفسية للأبناء على المدى القريب، على الرغم من إظهار هؤلاء الأبناء لمظاهر سلوكية تدل على تأثرهم بهذا الشجار كالبكاء أو الصراخ أو الكآبة أو الانطواء.
كما أن الطفل في المراحل المبكرة من حياته يقوم بتقليد ومحاكات الكبار في المظاهر السلوكية المختلفة وبالتالي يكتسب ويقلد أي مظهر سلوكي يبديه الكبار سواء كان هذا السلوك مقبول من المجتمع أو غير مقبول، وهنا مكمن الخطورة، مما يتطلب من الآباء أن يحرصوا جيداً على العادات والمظاهر السلوكية المقبولة من المجتمع والتي تنتقل إلى أبنائهم، الأمر الذي يتطلب من التربويين ملاحظة المظاهر السلوكية المختلفة للأطفال، لاسيما في المراحل الدراسية المبكرة لتشخيص المظاهر السلوكية غير المقبولة أو التي تدل على أخطاء تربوية لغرض معالجتها تربوياً كي لا تنتقل إلى الأطفال الآخرين في المدرسة، والذين تربوا في عوائل تؤكد على القيم التربوية الصحيحة، وبالتالي تكون المدرسة أدت دوراً تربوياً سلبياً غير المخطط لها بدلاً عن الدور التربوي الإيجابي الذي عليها أن تؤديه في تربية الأجيال تربية صالحة تؤهلهم للقيام بدور إيجابي في خدمة مجتمعهم.