الأرشيف محليات

بمشاركة 1000 من محبي السلام في العالم .. أرض السلام .. تستقبل سفينة السلام في احتفال تاريخي

متابعة – شاكر عبد العزيز
تصوير: إبراهيم بركات ..

سجل أكثر من 1000 شخص من اليابانيين والجنسيات الأخرى أسمى معاني الحب والوفاق وتعميق ثقافة السلام ونشرها بين شعوب العالم من خلال زيارة سفينة السلام اليابانية «Peace Boat» للمملكة أمس عبر ميناء جدة الإسلامي في إطار جولتها البحرية على عدد من دول العالم معتبرين المملكة في مقدمة هذه الدول التي تتميز بأواصر صداقة وسلام قوية مع اليابان.
وقد أعد برنامج لزيارة السفينة بإشراف وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام أستهل بكلمة ترحيبية ألقاها وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية السفير الدكتور يوسف بن طراد السعدون رحب خلالها بوفد سفينة السلام اليابانية على أرض المملكة العربية السعودية ومثنياً على دورها وأهدافها ورسالتها التي تقدمها لشعوب العالم في مجال السلام ونبذ الخلافات ووضع المملكة في مقدمة دول العالم التي تسهم في تعميم ثقافة الحوار بين الأديان وإشاعة السلام ونبذ التفرقة منوهاً بضرورة تجسيد روح التواصل والانفتاح على الحضارات من خلال مثل هذه الفعاليات والتجمعات مستذكراً جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله، الحثيثة في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات على المستوى المحلي والعربي والإقليمي والعالمي منوهاً بأن هذه الجهود تميزت بالتمرحل من المحلية إلى العالمية أو الدولية مرورا بالإقليمية والعربية.
وقال: إن جهود المليك، رعاه الله، تأتي متمشية مع سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية من فترة طويلة جدا فالانفتاح على الآخر وإقامة الصلات الوثيقة مع الجميع أفرادا ومجتمعات ديدن السياسة الخارجية السعودية فالحرص على قضايا السلام والأمن والاستقرار من ثوابت تلك السياسة الحكيمة وتنطلق هذه الجهود من قواعد وأسس السياسة الخارجية للمملكة المتمثلة في التأكيد على تكوين أفضل أنواع العلاقات الثنائية والجماعية.
كما أثنى وكيل وزارة الحج حاتم بن حسن قاضي على تواجد سفينة السلام في أرض السلام الذي أرسى دعائمه رسول الإسلام والسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في نشر تعاليم السلام في السلوك اليومي وفي التشريعات السامية لحياة إنسانية راقية يكون السلام فيها سائداً في ربوع المعمورة منوهاً بأن المملكة العربية السعودية التي ترفع راية السلام في جميع المحافل الدولية وتدعو إلى التعايش بين بني الإنسانية من خلال مواقف متعددة أوضحها مبادرة رائد السلام العالمي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله لحوار أتباع الأديان.
وأشار إلى التشريع التربوي السلوكي في الإسلام لتوطيد ثقافة السلام في النفوس، فالمسلمون عندما يؤدون صلواتهم يومياً وعددها خمس صلوات خلال الأربع والعشرين ساعة يختمونها بقولهم السلام عليكم ورحمة الله ويدعون الله بعد الصلاة اللهم أنت السلام ومنك السلام فاحيينا ربنا بالسلام وادخلنا الجنة دار السلام، وتحيتهم إذا التقوا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومن تعاليم نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: سلم على من تعرف ومن لا تعرف إلى غير ذلك من الممارسات التي تؤكد في النفوس ثقافة السلام.
وأوجز التقدم والتطور المستمر للخدمات التي تقدمها المملكة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على مر العصور والأزمنة مدللاً على ذلك بأنه قرابة 3 ملايين حاج وحاجة في كل عام يحجون بيت الله الحرام في جو تسوده السكينة والطمأنينة والفرح والسرور وتستقبل المملكة أكثر من 160 جنسية يقدمون من سائر أنحاء العالم في موسم الحج تتحول خلاله المشاعر المقدسة.. منى وعرفات إلى مدن مؤقتة متكاملة الخدمات وتوفر لقاصديها كل ما يحتاج إليه الإنسان في المدن الرئيسة والحضارية.
إثر ذلك قد فليم مصور حول اهتمامات المملكة ورعايتها للحرمين الشريفين والخدمات التي تقدمها للمسلمين في كافة أنحاء العالم والاهتمام بقضاياهم المختلفة وفق النهج الذي تسير عليه في إقامة علاقات مثالية مع مختلف دول العالم.
بعدها صحب أمين عام هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر الدكتور سامي ياسين برهمين الحضور إلى ما تزخر به المملكة من مناطق ومحافظات متنوعة البيئة والمعالم والمنجزات الحضارية والمرافق السياحية والثقافية والرياضية والمباني القديمة والآثار العريقة التي تحرص على الحفاظ عليها حكومة المملكة ممثلة في الجهات ذات العلاقة.
ثم قدمت نبذة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والتخصصات البحثية التي تشملها والمرافق والصروح العلمية المقامة عليها حيث تتربع على مساحة تقدر بـ 36 مليون متر مربع مدينة ثول وهي من أكبر المدن الجامعية على مستوى العالم وبدأت الدراسة بها في 5 سبتمبر 2009م وافتتحت رسميًا في 23 سبتمبر 2009م.
ثم تطرق معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والأمين العام المكلف لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافة في فيينا الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله لحوار أتباع الأديان حيث استطاع بحنكته ودرايته تقريب وجهات النظر وحل الكثير من الخلافات التي عصفت ببعض دول العالم.
وأكد على موقع المملكة الإستراتيجي الذي يربط بين ثلاث قارات.. إفريقيا وآسيا وجزء من أوروبا مشيراً إلى أن المملكة تعتبر ممراً تجارياً مهماً على مر التاريخ والأزمنة وتكتنز العديد من الحضارات مثل مدائن صالح وغيرها من المعالم الحضارية التي تعانق التاريخ والتراث عن كثب وأكبر شرف للمملكة وجود الكعبة المشرفة على أرضها والتي بناها سيدنا إبراهيم عليه السلام يتوجهوا إليها قرابة المليار و 600 مليون مسلم في 5 صلوات مفروضة في اليوم والليلة فهي بذلك قلب العالم الإسلامي.
وكشف أنه يزور المملكة أكثر من 13 مليون حاج ومعتمر في كل عام يسجلون رضاهم واستحسانهم بمنظومة الخدمات المقدمة إليهم والتي تعتبر ديدن الحكومة السعودية منذ تأسيسها علي يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله وحتى عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله إلى جانب كونها ثقلاً اقتصادياً عالمياً بامتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم.
ونوه بأن المملكة وضعت لها منذ تأسيسها إستراتيجية لإشاعة العدل والسلام ومكافحة الإرهاب وتعزيز دور المنظمات العالمية معتبرة في ذلك الحوار جزءاً من عقيدتها الإسلامية الذي هو أمر إلهي تحفز إليه الشريعة الإسلامية لافتاً إلى أن اليابان في تنظيمها لزيارة السلام تضع ضروباً من الأمثلة في إشاعة السلام وبناء الإنسان.
وشكر في ختام كلمته وزارة الخارجية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل لتنظيمها لهذا الحدث والمشاركين من مختلف الجهات.
كما تخلل برنامج زيارة سفينة السلام اليابانية فلماً يحكي الآثار المدمرة التي خلفتها قنبلتي هورشيما ونجازاكي وعانى منها الشعب الياباني كثيراً.
بعدها قدم مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام سعود بن علي الشيخي في كلمة له بهذه المناسبة أسمى عبارات الشكر والثناء لوفد سفينة السلام اليابانية التي عبرت الصداقة والحب والتي رسمتها بدورها الحكومية اليابانية والمتمثلة في الجولة البحرية التي تقوم بها سفينة السلام اليابانية للمملكة العربية السعودية من خلال بوابة الحرمين الشريفين.. جدة.. عروس البحر الأحمر مؤكداً توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة لأن تحقق فعاليات هذه الزيارة الهدف المنشود منها والرسالة التي تؤديها بما يرقى لمكانة المملكة ومركزها بين دول العالم.
وأبرز مجهودات معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وحرصه على إشراك كافة وسائل الإعلام من قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية ووكالة الأنباء السعودية وصحف محلية وأجنبية في تغطية هذا الحدث الهام واصفاً دور الإعلام بالرئيسي في إنجاح أي فعالية أو مناسبة فهو شريك في الرسالة والهدف فيما ستقدمه زيارة سفينة السلام اليابانية من مخرجات تعزز مفهوم السلام العالمي.
فيما تطرق مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة السفير محمد بن أحمد طيب لأسلحة الدمار الشامل وبيان آثارها منوهاً بما تعمل عليه المملكة العربية السعودية من بناء مستقبل مستدام عبر مصادر متنوعة للطاقة ولتحقيق هذا الهدف تساهم مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في تهيئة هذا المستقبل المستدام للمملكة من خلال استخدام تقنيات متطورة للطاقة البديلة يمكنها في نهاية المطاف أن تحقق الاستدامة من خلال تنويع مصادر هذه الطاقة.
ولفت إلى أن المملكة تسعى عن طريق الاستعانة بالعلوم الحديثة والأبحاث والدراسات وعبر الشراكات الصناعية والتطوير التقني إلى بناء جيل جديد من إمكانات وقدرات إنتاج الطاقة المستدامة التي ترتبط بالطاقة الذرية والمتجددة حيث يمكن نتيجة لذلك توفير إمدادات من الكهرباء والمياه المحلاة والتي يمكن الاعتماد عليها على المدى الطويل.
وأكد على ضرورة توظيف الطاقة الذرية والتقنية النووية في الأغراض السلمية والمملكة تعزز هذا الدور وتسعى لتطوير مصادر بديلة للطاقة مما يعزز قدراتها على تلبية الطلب العالمي المستقبلي على النفط وسيساعدها في الوقت ذاته على بناء قطاع اقتصادي متنوع يوفر المزيد من فرص الأعمال والوظائف الأمر الذي سيرفع من مستوى حياة المواطنين وينقل المملكة لتصبح إحدى الدول الرائدة في مجال الطاقة البديلة على مستوى العالم. وعبر أن استضافة المملكة لسفينة السلام يعد دعماً منها لإشاعة السلام وتأصيل ثقافة الحوار ومد جسور التواصل بين شعوب العالم ضمن توجيهات خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات حيث جاءت هذه المبادرة الكريمة منه أيده الله متناغمة مع ثقافة الحوار في الحضارة الإسلامية التي أكدت على الحوار منذ البدايات الإسلامية. ووصف زيارة سفينة السلام دليل على تميز العلاقات السعودية اليابانية التي شهدت تطوراً كبيراً وتجاوزت حدود العلاقات السياسية إلى علاقات تفاهم على قضايا مختلفة كإشاعة السلام ونشر المحبة والألفة ونبذ الصراعات والتفكك للحرص على استمرار رفاهية الشعوب وفق ثقافات مبنية على الحوار والتفاهم مشدداً على حرص المملكة العربية السعودية وقيادتها على إعطاء السياسة الخارجية السعودية زخماً على المستوى العالمي فهي كانت ومازالت موضع احترام وتقدير معظم شعوب العالم ومحل ثقة القيادة اليابانية والمجتمع والشعب الياباني على وجه الخصوص. ثم جرى تقديم فقرة حوار الشباب بمشاركة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية الدكتور يوسف بن طراد السعدون وعضو الهيئة الاستشارية العليا لمنتديات الشباب سمر فطاني وسط مداخلات من قبل الحضور. كما شاركت جامعة الملك عبدالعزيز في برنامج فعاليات زيارة سفينة السلام اليابانية من خلال نماذج من عروض الفلكلور والرقصات الشعبية التي تتميز بها مناطق ومحافظات المملكة في صورة تدلل للمجتمع الياباني غزارة الألوان الشعبية للبيئة السعودية على مر العصور والأزمنة لتلتقط على أثرها الصور الجماعية للمسؤولين مع الطاقم الملاحي للسفينة والوفد الزائر.
وفي ختام برنامج زيارة السفينة تم التقاط الصور التذكارية مع طاقم السفينة والمسؤولين والحضور من الجانب السعودي.
الجدير بالذكر أن سفينة السلام اليابانية «Peace Boat» تعتبر منظمة عالمية غير حكومية وغير ربحية مقرها العاصمة اليابانية طوكيو وتعمل على الترويج للسلام وحقوق الإنسان والمساواة والتنمية المتوازنة وحماية البيئة على مستوى العالم وقد انطلقت في مائة رحلة حول العالم منذ إطلاقها عام 1983م كمشروع آسيوي بالأساس قبل أن تتوسع دولياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *