لندن ــ وكالات
كعادتها تفشل دويلة قطر في كنس سمعتها الإرهابية، وتحسين صورتها فى الخارج، فثمة ضربة جديدة سددت لوجه الدوحة الكالح بدعم التطرف، حينما أودت حناجر الناشطين الذين استبقوا زيارة الشيخ تميم بن حمد إلى لندن، ليؤكدوا مرة أخرى أن شمس الحق لا يغطيها غربال الجولات المشبوهة.
وبعد نحو أسبوع على إعادة هيئة الإذاعة البريطانية تسليط الضوء على “فضيحة المليار الدولار”، حط أمير قطر الرحال في لندن، ليستقبل بلافتات تدين إصرار نظام الدوحة على دعم وتمويل الإرهاب بكافة أوجهه.
والانتفاضة “اللندنية” على زيارة بن حمد لم تقتصر على لافتات تعري النظام القطري فقط، بل شملت خروج ناشطين إلى شوارع العاصمة البريطانية رافعين الصوت عاليا ضد إرهاب الدولة الذي تنتهجه الدوحة على كافة الأصعدة.
ومع تصدر وسم “لندن ترفض تميم” موقع تويتر، كانت الشوارع تصدح بأصوات المتظاهرين الذين تنوعت شعاراتهم، من المطالبة باعتقاله لدعمه للإرهاب والتنديد بالزيارة التي اعتبرها البعض محاولة يائسة للنظام القطري للخروج من أزمته.
وقالت إحدى اللافتات:” كيف تستقبل المملكة المتحدة رجلا دفع مليار دولار لإرهابيين”، في إشارة إلى فضحية الفدية الضخمة التي دفعتها الدوحة لميليشيات إرهابية إيرانية في العراق من أجل إطلاق سراح أعضاء في الأسرة الحاكمة بقطر احتجزتهم أثناء رحلة صيد.
وأظهرت مراسلات مسربة في وقت سابق قيام النظام القطري بالتعاون مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، من أجل دفع مليار دولار لكتائب إرهابية تابعة لإيران في العراق، بالإضافة إلى تهجير سكان مدن سورية لصالح النظام السوري وميليشيات إيران.
وطالب المتظاهرون بمحاسبة تميم على الانتهاكات التي يركتبها نظامه ضد الشعب القطري، ولاسيما الآلاف الذين جردوا من جنسيتهم من دون أي ذنب ارتكبوه، في تعد واضح على المواثيق الدولية والشرائع الإنسانية.
وفي هذا السياق، ناشدت جمعيات حقوقية رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، لفتح موضوع إسقاط الجنسية القطرية عن آلاف المواطنين القطريين في حملة انتقامية شنها نظام تميم على غرار حملة سابقة كان بطلها والده.
فيما كان الملف اليمني حاضرا أيضا بين المتظاهرين في لندن، حيث شارك أبناء الجالية اليمنية للتنديد بالسياسات القطرية، الداعمة لميليشيات الحوثي الإيرانية التي دمرت البلاد، بعد أن سقط القناع القطري الذي كان يدعي دعم التحالف العربي.
وكانت قطر قد زعمت، بعد إطلاق عاصفة الحزم الداعمة للشرعية في اليمن، وقوفها إلى جانب الحق العربي، ليتكشف لاحقا الدور الخبيث الذي لعبته عبر تحالفها مع إيران الساعية إلى ضرب الخاصرة العربية.
والأصوات القطرية الغيورة على بلادها كانت حاضرة بقوة لوضع نقاط الحق على حروف الرحلة المشبوهة، فكتب الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني “الزيارة جديدة التي يقوم بها رئيس النظام القطري اليوم إلى لندن لن تحمل معها أي جديد للشعب القطري، مثلها مثل زيارات أخرى لف بها العالم وفي النهاية المقاطعة باقية والعناد يستمر والخاسر وحده المواطن القطري..”.
وأردف قائلا، على حسابه في تويتر، “في ظل التقرير الفضيحة للبي بي سي عن أكبر فدية في التاريخ مولت جماعات إرهابية، ما الذي سيقوله تميم للسياسيين البريطانيين؟ وماتبريره لهذه الفضيحة؟ الزيارة فشلت قبل أن تبدأ..”.
ليختم “يدورون في الدائرة نفسها، لم يتقدموا خطوة واحدة، ويوهمون شعبنا الصابر أنهم منتصرون صامدون كلنا نعرف حجم الخسائر التي تتعرض لها بلادي بفعل سياساتهم الكارثية المتواصلة.. لن تنفعكم زيارات العالم شرقه وغربه.. الحل في الرياض في الرياض ياتميم!”.
أما المتحدث باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، فكان حاضرا في الشارع بين المتظاهرين ، ليقول، في معرض تعليقه على فضيحة المليار والزيارة، “حاولت الآلة الدعائية (البروباغندا) أن تلمع الإجرام، الإجرام لا يلمع، وهذه الأخطاء لا تلمع وإنما يجب إصلاحها وهم يعلمون أين الحل..”
ودان، في تصريحات أمام كاميرات الإعلام، “الحملات التي قام بها النظام القطري في الفترة الأخيرة ومحاولات ترويج أنهم مساكين”، قبل أن يسأل “ماذا عنا نحن كمواطنين قطريين في الغربة نحن لدينا حقوق انتهكت من النظام المجرم.. كل ما حاول النظام القطري أن يقوم به هو صناعة أمجاد مزيفة وما بني على باطل فهو باطل”.
وأمام صدمة هذه “الحفاوة” في الاستقبال اللندني، تحرك “بلطجية” النظام القطري، حيث أفاد ناشطون بتعرض متظاهرين للاعتداء والضرب من قبل غوغاء حركتهم أيادي النظام في محاولة لإرهابهم ودفعهم للسكوت.
وقال الصحفي المقيم في لندن، معتصم الحارث الضوي، إن مدير بيت العائلة المصرية، مصطفى رجب، تعرض ل”اعتداء وحشي قبل قليل من أحد المتطرفين، وكان السبب هو مشاركة الأستاذ.. في تظاهرة ضد النظام القطري في لندن”.
بينما لجأت قطر إلى أسلوبها المعتاد في أزماتها وهو الرشوة، حيث أرسل رجال الدوحة والتابعون لجماعة الإخوان الإرهابية في لندن، رسائل عبر البريد الإلكتروني لعدد من البريطانيين، لحثهم على المشاركة في وقفة داعمة لزيارة تميم بن حمد مقابل 20 جنيهاً إسترلينياً لكل شخص.
هذة الفضيحة تضاف لسجل قطر المليء بالرشوة ودعم الإرهاب، حيث أكد خالد الهيل، المتحدث باسم المعارضة القطرية، أن نظام الدوحة لن يستطيع شراء أصوات البريطانيين.
وجاء في نص البريد الإلكتروني أن مكان التجمع سيكون في داونينج ستريت، وسيكون توقيت الوقفة ما بين ساعة إلى ساعة ونصف، واختتمت الرسالة بأن “هذا ليس فيلماً أو إنتاجاً تلفزيونياً، والشركة تبحث عن مجموعة كبيرة من الناس لشغل مساحة في شارع داونينج ستريت خلال زيارة أمير قطر”.
وخاطب البريد الإلكتروني البريطانيين قائلا:” لن يكون عليكم قول أو فعل أي شيء، إنهم فقط يريدون شغل مساحة، وسينتهي الأمر الساعة الـ12 ونصف”.