الرياضة

بعد 40 عامًا في القلعة الخضراء ..وترجل .. رمز العطاء والعشق الأهلاوي

إعداد : عبدالعزيز عركوك

صُدم الوسط، والشارع الرياضي عامة، والأهلاوي خاصة، بقرار ” الرمز” الأمير خالد بن عبدالله، بالابتعاد عن الساحة الرياضية، والعمل الرياضي العام.

وقد تباينت، وتعددت ردود الأفعال على هذا القرار، ولكن القاسم المشترك بينها، هو كم الحب والتقدير من الجميع على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم؛ لأن الأمير خالد محل إجماع لحب الجميع، وليس المنتمون للقلعة الخضراء فقط. أعوام طويلة حافلة بالإنجازات والبطولات والعمل الممنهج، فالرمز قام قبل قرار الرحيل بتصفير كل الالتزامات المالية المتعلقة بإدارة النادي؛ لتهيئة الأجواء المثالية لمسيري الأهلي؛ إذ قام بإيداع 43 مليونا في خزانة النادي، من دون أن يتحدث عن ذلك إعلامياً- كما هي عادته طيلة الأعوام الـ40 الماضية، أو يتباهى به إعلاميا، بعكس كثيرين في الوسط الرياضي، مواصلاًً بذلك سياسة العمل بصمت، من واقع الحب الحقيقي، الذي يُكنّه للنادي الأهلي.

عُرف فارس «القلعة الخضراء» والعاشق الأهلاوي الكبير، والداعم الأول الأمير خالد بن عبدالله طوال وجوده في النادي بفكره القيادي السامق، وهدوئه واتزانه وعقلانيته، إضافة إلى رؤيته الشمولية المستقبلية، وحنكته في الإدارة والقيادة، إلى جانب قدرته البارعة على التخطيط بمهنية عالية، واتخاذ القرارات الصائبة التي تخدم مصلحة النادي بعيداً عن الانفعال، والارتجالية، كما عرف عنه طيبته وابتسامته، وبشاشته التي لا تفارق محياه دائماً.

دعم بل حدود
في البداية، أكد رئيس نادي الأهلي الأسبق عبدالعزيز عبدالعال، أن ابتعاد الأمير خالد بن عبدالله عن المشهد الرياضي يعد أمرا محزنا؛ كونه الرجل الأول، والقائد في النادي، بعد رحيل الأمير عبدالله الفيصل، وأشاد بماقدمه الأمير خالد من دعم مالي لجميع الرؤساء الذين تولوا المسؤولية، على مدى عشرات السنوات في قيادة الأهلي، بعد تكفله بتقديم مبالغ مالية كبيرة كدعم لأي إدارة تحضر؛ مهما كانت تلك الأسماء، حيث وفر للجميع بيئة العمل الناجحة، ووقف سدا منيعا أمام كل الصعاب، والمشكلات المالية والإدارية والفنية، التي كادت أن تعوق العمل الناجح، رغم كل المضايقات والانتقادات، التي هدف من ورائها البعض التشويش على العمل الناجح .

 

أول من اهتم بالجانب النفسي
من جهة أخرى، قال الاخصائي النفسي بنادي الأهلي الدكتور فالح أبو رجيلة: إن النادي حظي منذ نشأة الأكاديمية بدعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز بالدور النفسي، الذي يعتبر عاملا مهما بالنسبة إلى لاعب كرة القدم، الذي يحتاج إلى أربع جوانب مهمة تشكل هويته داخل أرضية الملعب، وهي: العامل المهاري، والخططي، واللياقي، بالإضافة إلى الضلع الرابع والأهم وهو الجانب النفسي؛ حيث أنشأ النادي وحدة الدعم النفسي، والقياسات النفسية والتي تحتوي على مركز متكامل، توجد به اختبارات الكترونية عن طريق الحاسب الآلي لقياس جوانب عده من شخصية اللاعب، تساهم في تطور أداء اللاعبين أثناء الحصة التدريبية، وفي المنافسات،

كما يتم في وحدة الدعم النفسي قياس مستوى الذكاء بمختلف أنواعه؛ منها اللفظي والبصري والسمعي، ولكن اللاعب يحتاج بشكل أكبر إلى الذكاء الحركي بالإضافة للذكاء المتعدد، فيتوجب أن يكون لديه قدرة على الفهم والاستيعاب والتركيز والانتباه والتحليل،

وأيضا يتم قياس التركيز والإدراك ونجد هنا الكثير من اللاعبين المميزين في الأداء يفتقد للتركيز داخل الملعب؛ لانشغاله بأشياء خارج المستطيل الأخضر، كما أن هناك قياسا للتغذية الراجعة الحيوية، وهي استحضار ما تعلمه اللاعب في الحصه التدريبية عن طريق مايسمى بالتصور العقلي المتعدد، لتثبيت عملية التعلم، إضافة إلى وجود جلسات فردية وجماعية وإقامة العديد من البرامج التربوية والنفسية في شكل محاضرات حسب كل فئة عمرية.

ريادة وكاريزما

وأشار الإعلامي علي الزهراني إلى أن ابتعاد الأمير خالد، واعتزاله الرياضة، يمثل بالنسبة لكل الرياضيين ( قرار الصدمة )؛ نظراً لما يمثله سموه من ثقل وأهمية، ولما يشكله تواجده ودعمه من دور في بناء الاستقرار المالي والمعنوي لكيان النادي الأهلي ومنسوبيه. الكل يعلم أن أربعين عاماً من العطاءات والأفكار والأعمال الخالدة التي عكست الكثير من النتائج المثمرة، والمفيدة لكرة القدم السعودية من واقع خبرة هذا الخبير ،

مسيرة عطاء استثنائية لم تقتصر على الضخ المالي، والتحفيز العملي والمعنوي للأهلي بل شملت الجانب الأخلاقي، والسلوكي ، فالأمير خالد بن عبدالله أسس لنا ثقافة رياضية شاملة للقيم والمبادئ، وأخلاقيات المنافسة الشريفة، وهذه بالتأكيد تسجل له، وسيحتفظ بها التاريخ الرياضي ، ولعل ما وجدناه فور الإعلان عن بيان اعتزاله الرياضة من كافة الأطياف الرياضية، التي أجمعت على هذا الرجل الكبير، يثبت بالدليل القاطع ، أن خالد بن عبدالله هو المختلف الذي يتفق عليه الجميع؛ نظراً لما تحمله شخصيته من ريادة وكاريزما ووضوح ،

عموما نسأل الله، لسموه دوام الصحة والتوفيق في حياته، مع الأمل في أن يبدأ الأهلاويون في رسم خارطة مستقبل كيانهم، بما ينسجم مع ما عمل من أجله أبو فيصل، طيلة العقود الأربعة الماضية.

حنكة وخبرة
‏وأكد الإعلامي جبر العتيبي، أن ابتعاد الأمير خالد بن عبد الله عن الوسط الرياضي، يعتبر خسارة كبيرة، ﻻ تعوض؛ لما يمتلكه هذا الرجل من مواصفات مميزة وفريدة، بعد أن زرع، وأسس المثالية في الرياضة السعودية، وأشاد العتيبي بالدعم الكبير الذي قدمه الرمز الأهلاوي خلال مسيرته الرياضية للنادي الأهلي بشكل خاص، والرياضة السعودية على وجه العموم، من حنكة وخبرة عمل، ودعم مالي كبير، ساهم في تقدم وازدهار الجانب الرياضي بمختلف مجالاته، وقد طالب العتيبي المسؤولين بإنصاف ماقدمه الرمز من إنجازاته، وطالب بتكريمه في أسرع وقت ممكن.

عنايته برابطة المشجعين
من جانبها، أكدت رابطة مشجعي النادي الأهلي، بقيادة رئيسها بدر تركستاني، ونائبه سعود برقاوي، أن الأمير خالد بن عبدالله قدم الكثير للنادي الأهلي، وساهم في تحقيق الكثير من الألقاب والإنجازات في مختلف البطولات، والرياضات المتعددة، بعد أن وفر بيئة رياضية مميزة وناجحة أسهمت في النجاح، وساهم في المحافظة على مكتسبات النادي الأهلي، بالإضافة إلى جلب أفضل اللاعبين على المستوى المحلي والأجنبي، وأيضا دعمه غير المحدود لأعضاء رابطة المشجعين، بتوفير كافة الأجهزة والمتطلبات وتوفير تذاكر الطيران لمساندة الفريق في مختلف المدن والدول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *