جدة – وجدان زعوري
منذ نعومة أظافرنا، تتشكل في أذهاننا لوحة المستقبل فنرسم خط سير حياتنا ونلون اللوحة بأعظم المهن، ومما لا شك فيه أن مهنة الطب من بين هذه المهن، ففي جزء كبير من طفولتنا، نتخيل أننا سنصير أطباء، بل يصل الأمر بنا إلى اختيار اختصاصنا في الطب، ولكن مع مرور الوقت وتكشف المعاناة التى يعيشها الاطباء سيما اصحاب الامتياز، تتلاشى أحيانًا صورة الطبيب وتنمو صورة الضابط أو المهندس أو الطيار أو غيرها، لكن هناك فئة لا تعرف الاستسلام، وتزداد إصرارًا على تحويل صورة الطبيب في اللاوعي إلى حقيقة وواقع لا يقبل الشك، فالمعاناة التى يعيشها طلاب كلية العلوم الطبية التطبيقه دفعت “البلاد” الى تسليط الضوء على هذه القضية بالغت الاهمية
قرار :
فقرار وزارة التعليم العالي الأخير والمفاجئ بتخفيض مكافأة طلاب الامتياز في الكليات الصحية، من 5500 إلى 2500 ريالاً، جعل الجميع يتساءلون عن السبب وراءه، فالتساؤل حق مشروع للجميع وبخاصّة إذا كان القرار يتضمّن أموراً تتعلّق بشؤون الناس وحياتهم.. ومنهم الطلاب والطالبات الحريصون على خدمة وطنهم والمساهمة في تخفيف الألم.
كثيرون اعتبروا القرار يتنافى مع الدعم الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، تجاه المؤسسات والكليات والمعاهد الطبية، وتشجيعها المستمر للشباب السعودي للتخصص في الحقول العلمية الدقيقة التي تحتاجها بلادنا. الوزارة لم توضح السبب أو جدواه، وأصبح الطلاب والطالبات يتقلبون على صفيح الأقاويل والتخمينات.
ضد التطور:
ووصفت الأخصائية فتون العامودي احوال اطباء الامتياز بالمحبط، وضد تطور قدرات الاطباء ، وقال لـ”البلاد” أتمنى أن أخذ حقي في الراتب الكامل , لكن تخفيض قيمة المكافأة المقدمة لنا تمنعني من التطور وبناء سيرتي الذاتية قبل التخرج ، حيث تتكلف معظم الدورات والمؤتمرات المطلوب حضورها مبلغ مادي كبير. وإضافة “أننا نجد صعوبة في الحصول على وظائف في نفس مجال تخصصنا بعد التخرج
فيما تقول الأخصائية رندا العمري، ان اطباء الامتياز يطمحون لتحسين مستواه العلمى ، لمجاراة رؤية 2030 فى المستقبل ولسد الاحتياجات المطلوبة في سوق العمل السعودي.
مشددة على ان من ابسط حقوق طلاب كليات العلوم الطبية والتطبيقية الحصول على مكافأة امتياز تليق بممارس صحي، سيما وان اغلب الطلاب بحسب العمري ينفق ثلاثة أرباع مكافأته في الاستثمار في ذاته مثل حضور دورات وورش عمل والتي تكون أحيانا -إجبارية- من وزارة الصحة ليرتقي بالمهنة وبالإمكانيات المقدمة لمجتمعه.
واضافت العمري بحسرة قائلة (يا من اصدرت قرار خفض المكافأة هل تعلم بدون أي تبرير أنها لا تتناسب مع الظروف من جهة ولا ترقى لتكون فى اول مراتب سلم التوظيف!)
غياب المساوة:
ثمة من اعتبر قرار وزارة التعليم العالي الأخير والمفاجئ بتخفيض مكافأة طلاب الامتياز في الكليات الصحية، من 5500 إلى 2500 ريالاً ، بالظلم للطلاب، وهذا ما قالت به الأخصائية ريم النجيمي، لافتة الى ان عدم المساواة من اكبر المشاكل تواجه المنشغلين في القطاع الصحي حيث أن مكافأتهم تعادل المستوى الأول “الدرجة الأولى “من سلم الرواتب ، اذ ان هذا بحسب النجيمي، لا ينطبق على طلاب امتياز كلية العلوم الطبية التطبيقية مما اشعرنا بالظلم من جهة وعدم التحفيز لاجتهادنا الطبي بالإضافة لتعرضنا اثناء العمل لأمراض خطرة ومعدية وفى نفس الوقت نقوم بعمل مماثل عمل الممارس الصحي في المجهود وعدد ساعات العمل. وليس ببعيد عن النجيمي، يقول محمد باصبرين، انهم كطلاب وطالبات مختبرات طبية يشعرون بعدم الحصول على حقوقهم في مكافأة سنة الامتياز بعد خفض قيمتها،
واضاف : أصبحنا نشعر وكأننا مهمشين ولا قيمة لنا ولوجودنا في السلك الطبي والخدمات الصحية. مع العلم أن القطاع الصحي ليس مثل باقي القطاعات فهو يتطلب وجودنا فى جميع الاقسام لخدمة المرضى ورعايتهم”.وعدد باصبرين صورة التمييز التى تمارس على طلاب الكليات التطبيقية، من قبيل عدم حصول العاملين فى قسم المختبرات الطبية على المكافأة المستحقة لطلبة الامتياز.
المملكة تحتاج لهؤلاء:
ولتبان خليفة القرار الصادر بشان بتخفيض مكافأة طلاب الامتياز في الكليات الصحية، من 5500 إلى 2500 ريالاً، جلست “البلاد” للاستاذ العلوم الطبية التطبيقية هيثم أحمد زكائي ، اذ يقول ان صدر قرار تخفيض مكافآت طلاب الامتياز في عام 1425-1426هـ. وشمل ذلك طلاب الامتياز في تخصصات الطب والعلوم الطبية التطبيقية والتمريض. وبعد ذلك تم تعديل مكافأة طلاب الطب وإعادتها الى ما كانت عليه. اما طلاب الامتياز في تخصصات العلوم الطبية التطبيقية والتمريض فبقي الوضع على ماهوعليه منذ ذلك الوقت بالرغم من من المطالبات العديدة سواء من قبل الطلاب والطالبات اومن قبل المؤسسات التعليمية المختصة بإعادتها لسابق عهدها.
يضيف لا شك ان المملكة تشهد ازدهاراً كبيرا في تقديم الخدمات الصحية، مما يتطلب معه توفير كوادر سعودية مؤهلة من اطباء وفنيين واخصائيين وهيئة تمريض، وهو ماحدى بالعديد من كليات العلوم الطبية التطبيقية في المملكة بتقديم مذكرات من خلال المجالس المختلفة والقنوات الرسمية للمطالبة بإعادة مكافأة الامتياز الى ماكانت عليه قبل قرار تخفيضها، لاسيما مع احجام بعض الطلاب عن الانخراط في مثل هذه الكليات بسبب قرار تخفيض المكافآت.
المشكلة بالتواريخ
فأذكر انه وفي عام 1433 هجرية طالبت كلية العلوم الطبية التطبيقية ومن خلال مجلس الكلية الجهات المختصة برفع قيمة مكافآت سنة الامتياز الى (7130) ريال بما يوازي الدرجة الأولى للأخصائيين اسوة بأطباء الامتياز والذي صدر التوجيه السامي بزيادة مكافآتهم إلى (9200) ريال. كما قام مجلس عمداء كليات العلوم الطبية التطبيقية بالمملكة بالرفع بنفس الطلب، وكذلك طالبت العديد من كليات العلوم الطبية التطبيقية بذلك. اخيرا اطالب الجهات المختصة باعادة النظر في القرار واصدار قرار جديد لرفع مكافأة الامتياز لخريجي كليات العلوم الطبية التطبيقية والتمريض الى (7130) ريال بما يوازي “الدرجة الأولى ” للأخصائيين في هذه التخصصات.