خاص البلاد / القاهرة – حوار نيفين عباس
الحوت الأزرق، إسم تردد كثيراً فى الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الإجتماعى وصفحات الأخبار
بعد أن حصدت لعبة إلكترونية تسمى “الحوت الأزرق” العديد من الأرواح بعدة دول مختلفة كان أخرها فى مصر، بعد إنتحار نجل برلمانى شهير شنقاً بغرفته، ثم إنتحار شاب يبلغ من العمر 25 عام أمس، بعد أن قفز أعلى أحد الكبارى ليموت على الفور وجارى البحث عن جثمانه تاركاً وراءه زوجة وطفلة صغيرة
الحوت الأزرق لعبة إلكترونية قاتلة، قام بإختراعها عام 2013 طالب يدعى “فيليب بوديكين” وهو طالب روسى مطرود من الجامعة التى كان يدرس بها علم النفس، ليصبح الأن خلف جدران السجون، بعد أن وجهت له عدة إتهامات بسبب إقدام كل من يلعب لعبته على الإنتحار فى النهاية
اللعبة عبارة عن 50 مرحلة، يتم إستدراج الضحية أولاً بأسئلة مبسطة وطلب بعض المعلومات الخاصة به وبأسرته لإستغلالها فيما بعد، ثم البدأ فى التقدم بالمراحل المتقدمة من اللعبة عن طريق طلب أحد القائمين عليها أن يقوم اللاعب برسم حوت أزرق على يده بإستخدام آلة حادة ثم مشاهدة بعض أفلام الرعب فى الليل وحيداً أو الذهاب إلى المقابر ليلاً والجلوس هناك أو زيارة السكك الحديدية أو إيذاء النفس بآلة حادة أو الوقوف على السطح أو الجسر أو قطع الشفاه، شرط أن تتم كل المراحل فى سرية تامة بعيداً عن أعين الأسرة
حتى يصل اللاعب إلى مرحلة نفسية صعبة ومعقدة تجعله يقدم على الإنتحار فى المرحلة الـ 50 وهى المرحلة الأخيرة التى يطلب منها القائمين على اللعبة إنتحار اللاعب إما شنقاً أو طعناً أو بالقفز من على أحد المبانى أو الكبارى، وفى حال رفض اللاعب الإنتحار يقوم القائم على اللعبة بتهديده بأنه سيقوم بإذاء أو حتى قتل أحد أفراد أسرته
ومع تزايد عدد حالات الإنتحار فى الكثير من الدول أصبح خطر الحوت الأزرق يهدد الكثير من الأطفال والمراهقين، وهو ما جعل مواقع التواصل الإجتماعى والحكومات تتخذ إجراءات صارمة وحجب أى حساب يروج للعبة وحظر جميع نتائج البحث عنها
البلاد توجهت للدكتورة ناهد شوقى إستشارى الصحة النفسية لمعرفة دوافع إنتحار اللاعبين وطرق حماية الأطفال والمراهقين من مخاطر تلك الألعاب المميتة
مع علامات تدل على ممارسة الطفل لأحد تلك الألعاب وكيفية التصرف من قبل الأم أو الأسرة مع الأمر …
فى البداية نرحب بكِ عبر صحيفة البلاد السعودية
– أرحب بكم وبكل القراء
مع إنتشار حالات الإنتحار بسبب الألعاب الإلكترونية، ما مدى خطورة الهواتف على الأطفال والمراهقين؟
– خطورة الهواتف علي الأطفال والمراهقين يتسبب إستعمالها لفترات طويلة في حدوث إنطواء للطفل، ويصل في كثير من الأحيان لحدوث إدمان إستعمال الهواتف، كذلك تؤثر سلباً علي الذاكرة علي المدي الطويل، مما قد يؤدي لإصابة الأطفال والشباب بالتوحد وإفتقاد إكتساب اللغة الصحيحة
ما هى الدلالات التى تشير إلى أن الطفل يمارس أحد تلك الألعاب ؟
– أهم دلالات إستخدام الطفل لأحد الألعاب الإلكترونية المدمرة، هي شعور الطفل بالخوف والجلوس فترات طويلة بالغرفة لوحده، وعدم ممارسة أي أنشطة أو مشاركة الأسرة في أي نشاط أو حديث
ما هى أهم الأعراض التى تلاحظها الأم لكى تعرف وجود عرض نفسى بالطفل ؟
– أهم الأمراض التي تلاحظها الأم علي الطفل هي، القلق والتوتر والإنفعال الزائد عن الحد والحدة في الكلام وظهور أعراض الاكتئاب علي الطفل، وتظهر في صورة من الحزن وإختلال ساعات النوم وإضطراب الشهية
هل هناك ألعاب يمكن أن تصيب الطفل بأمراض نفسية ؟
هناك بعض الألعاب تتسبب في بعض الأمراض النفسية، مثل الألعاب العنيفة والتي تتسبب ميل الطفل للعنف والعدوان مع الأخرين، وكذلك الألعاب التي تتسم بالرعب والمشاهد المخيفة
كيف تتحكم تلك الألعاب بعقلية الأطفال والمراهقين وتدفعهم للإنتحار ؟
هناك أنواع من الألعاب تقوم علي فكرة السيطرة علي عقل الطفل، عن طريق أخذ معلومات كافية وواضحة عن الطفل وأسرته ونوعية حياته الاجتماعية
وتتخد بعض أشكال وأنواع التحدي التي تجذب الشباب في هذه المرحلة، وتبدأ في إستغلال هذه المعلومات في تهديد الأبناء بكشف أسرارهم، مما يجعل الطفل يشعر بالخوف من التهديد الذي يصل به لحد الإكتئاب الحاد الذي يدفعه للإنتحار
ما مدى خطورة تلك الألعاب ؟
خطورة تلك الألعاب أنها تبدأ بالسيطرة علي أفكار الاولاد، ثم سرقة معلومات هامة وخطيرة عنهم وعن أسرهم، مما يدفعهم لتنفيذ ما يطلب منهم تحت التهديد
ما مدى دور الأم فى مراقبة الطفل ؟
للأب والأم دور هام جداً في تربية ورعاية الأبناء، لكن من الملاحظ حالياً هناك قصور واضح في دور الأسرة في رعاية ومراقبة الأبناء لإنشغال الأباء بالحياة والعمل
وترك الأبناء في البيت فترات طويلة، مما يتسبب في وجود أوقات فراغ طويلة يستغلها الأبناء في ممارسة الألعاب الإلكترونية المدمرة
كيف تتعامل الأم أو الأسرة فى حالة إكتشافها أن الطفل يمارس تلك الألعاب ؟
علي الأسرة في حال إكتشاف أن الطفل يمارس هذه الألعاب، الإهتمام بإحتياجات الأطفال النفسية، وهي الحاجة للحب والحاجة للشعور بالأمان والتقدير، وعدم إستخدام العنف والتوبيخ وإستغلال وقت الفراغ
ما هى أهم الأعراض النفسية التى تصيب الأطفال والمراهقين ؟
هناك العديد من الأعراض تصيب الأطفال والمراهقين، أهمها الشعور بالقلق والخوف والشعور بالملل وبعض أعراض الإكتئاب
نتيجة التغير الهرموني في هذه المرحلة، التي يطلق عليها المرحلة الوسطية، لأنها مرحلة إنتقال من الطفولة للشباب، لذلك يزداد فيها الشعور بالغربة والإنفصال عن الأسرة، وبداية تكوين الشخصية وإثبات الذات
وكثير من الأهل لا يتفهم خصائص هذه المرحلة عند أبنائهم، مما يسبب العديد من المشكلات بالأسرة، مما يجعل الأبناء تتوحد مع الأجهزة الإلكترونية لممارسة بعض الألعاب الخطرة بدافع رفض السلطة وإثبات الذات
ما هى أهم النصائح للمحافظة على الصحة النفسية للأطفال ؟
أهم النصائح للمحافظة علي الصحة النفسية للأطفال لابد من مصادقة أبنائنا ومعرفة أهم مشكلاتهم ومساعدتهم علي حلها
وتقبل الأبناء في هذه المرحلة العمرية التي يكثر فيها تغيرات نفسية وفسيولوجية وجسدية
والعمل علي مشاركتهم في بعض هواياتهم وأفكارهم، ووضع أهداف والعمل علي تحقيقها، وشغل أوقات فراغهم بأنشطة رياضية وبدنية والإهتمام بغرز القيم الروحية والدينية الصحيحة