محليات

بعد انتهاء هزات النماص بأمان.. المركز الوطني للزلازل : لا صحة لوقوع هزة أرضية في جدة

جدة – البلاد

نفى رئيس المركز الوطني للزلازل والبراكين حدوث أية هزة أرضية في جدة، وأكد لموقع إمارة منطقة مكة المكرمة بـ”تويتر” أن ذلك غير صحيح، مشيرًا إلى أهمية أخذ الأخبار من مصادرها الرسمية. كما نفى طارق أبا الخيل المتحدث باسم المساحة الجيولوجية، صحة ما تردد في وسائل التواصل عن حدوث زلزال كبير، سيضرب إيران والعراق والخليج العربي خلال الأيام القادمة.

وقال: هذه شائعة، ولا يمكن التنبؤ بالزلازل، وهي في علم الغيب. وبالنسبة إلى الزلزال الذي ضرب العراق لم يكن أحد يعرف أنه سيقع، فكيف يعرفون الآن؟! مؤكدًا أن ما تردد في تويتر عن زلزال جدة أمس غير صحيح إطلاقًا.

وكانت رسالة، قد تم تداولها على نطاق واسع، بأن مصادر من وكالة المسح الجيولوجية الأمريكية أكدت احتمالية حدوث زلزال كبير، سيضرب إيران والعراق والخليج العربي خلال الأيام القادمة. وقالت الرسالة المتداولة إن خبراء كبارًا في إدارة المسح الجيولوجي الأمريكية ذكروا أن زلزالاً كبيرًا بقوة ١٠ درجات على مقياس ريختر سيضرب أجزاء كبيرة من إيران والعراق، وسيتسبب في أضرار كبيرة بالبنى التحتية وخسائر بشرية كبيرة بهذين البلدين، وستصل ارتدادات هذا الزلزال إلى الكويت والسعودية والبحرين وقطر والإمارات وعمان، وقد تُحدث كذلك أضرارًا كبيرة بهذه الدول نتيجة الهزات الأرضية القوية.

ويقول خبراء المسح الجيولوجي إن الصفيحة العربية قد تحركت بفعل الزلزال الأخير مساء أمس الأول، وهذه الصفيحة البحرية والبرية ضخمة، وترتبط مع صفائح بلدان الخليج العربي. وصرح الخبراء بأن هذا الزلزال المقبل سيكون أضخم زلزال في التاريخ حسب مراقبة تحرك الصفائح بواسطة أجهزة الرصد الدقيقة، وإن حدث هذا الزلزال – لا قدر الله – فإن الخسائر ستكون فادحة، تصل إلى مليارات الدولارات، وحاليًا وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية تراقب عن كثب حركة الصفيحة الأرضية بين العراق وإيران عبر أجهزة استشعار دقيقة.

وكانت أكثر من هزة أرضية خفيفة تعرضت لها النماص خلال الأيام القليلة الماضية بعد الهزة الأولى التي شعر بها سكان عدة مدن في المنطقة الجنوبية والقصيم ، وجاءت جميعها في مستويات آمنة ولله الحمد ، حيث سجلتها محطات الشبكة الوطنية بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، للرصد الزلزالي بقوة 2.7 درجة فما دون ، على مقياس ريختر ، وتعد هذه الموجة امتدادا للزلزال الذي تعرض له العراق وايران حيث مركز الزلزال بقوة تجاوزت 7.3 درجة ، مساء الأحد وخلف نحو 500 قتيلا وآلاف الجرحى 6500 ، الحصيلة الأكبر منها في ايران .

حول ذلك يرى خبراء أنه رغم قلة النشاط الزلزالي في معظم مناطق المملكة ، إلا أن قربها من المناطق النشطة زلزالياً في إيران وتركيا من ناحية الشمال الشرقي والبحر الأحمر من جهة الغرب والجنوب الغربي، وصدع البحر الميت التحولي شمالاً يتطلب الاهتمام بدراسة مواقع الزلازل بدقة للاستفادة منها في تحديد مناطق الخطر الزلزالي المحتمل في المنطقة.

فقد أكد المدير العام للمركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين في الهيئة الوطنية للمساحة والجيولوجيا المهندس هاني زهران إن النشاط الزلزالي المسجل فجر أمس حدث في منطقة تلاقي لثلاثة صدوع أرضية، والتي يحدث فيها نشاط في فترات متباعدة، متوقعاً أن يستمر نشاط زلزالي بسيط في المنطقة أياماً عدة. مستدركاً بالقول: إن الوضع طبيعي في المنطقة، وهذا النشاط يعد طبيعياً لأن المنطقة التي وقع فيها الزلزال تعد منطقة التقاء صدوع

وأشار زهران إلى أن محطات الرصد الزلزالي التابعة للشبكة الوطنية بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية سجلت هزة أرضية بقوة أربع درجات على مقياس ريختر على بعد 16 كيلومتراً شمال غرب مدينة النماص، وزاد: «تلت الهزة الأولى ست هزات ارتدادية تراوح قوتها ما بين 1.1 و1.7 درجة على مقياس ريختر، وبالرجوع إلى الخرائط الجوية المغناطيسية اتضح أن هذه الهزات الأرضية تقع عند التقاء ثلاثة صدوع تأخذ اتجاه شمال شمال غرب – جنوب جنوب شرق (الصدوع الموازية للبحر الأحمر)، وشمال شرق وجنوب غرب (صدوع ذات إزاحة جانبية)، وشمال جنوب»، موضحاً أن غالبية النشاط الزلزالي في المملكة يتمركز في منطقة شمال البحر الأحمر (خليج العقبة)، تليها المناطق التي تقع في جنوب غرب المملكة.

وطبقا للمشرف على مركز الدراسات الزلزالية رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن محمد العمري، أن النشاط الزلزالي في شبه الجزيرة العربية يتركز على امتداد حدود الصفيحة العربية في ثلاث مناطق هي: منطقة خليج العقبة؛ منطقة جنوب غرب المملكة وجنوب البحر الأحمر واليمن، أما وسط شبه الجزيرة العربية وشرقها فتعتبر أقل المناطق نشاطاً.

 

لماذا النماص
وبشكل عام تعد المنطقة صلبة ومتماسكة، وتصل سماكة القشرة الأرضية تحته إلى 35 كم، ومعظم الصدوع أسفله قديمة جداً وغير نشطة، اللهم إلا في المناطق القريبة من السدود أو العقاب التي تعرضت لعمليات التفجيرات لشقّ الأنفاق، هذه أدّت بدورها إلى نشوء صدوع جديدة أعادت تنشيط الصدوع القديمة، مع الأخذ في الاعتبار نتائج الدراسات الجيولوجية والمغناطيسية، بالإضافة إلى مواقع الزلازل الحديثة في البحر الأحمر، ومقارنتها مع مواقع الزلازل في تهامة والدرع العربي، فإن هذه الدراسة تؤيد احتمالية امتداد بعض الصدوع المستعرضة في البحر الأحمر باتجاه الشمال الشرقي عبر الدرب إلى قرب مدينة أبها، وحركة هذه الصدوع هي المسؤولة عن الزلزال الذي وقع جنوب غرب أبها عام 1408هـ وبلغ مقداره 5.2، أو الصدوع الواقعة بين المجاردة والقنفذة، والتي يصل تأثيرها إلى محافظة النماص وما جاورها.

ويلفت الخبير الجيولوجي إلى أن الزلازل ذات الـ 6 درجات يمكن أن يتكرر مرة واحدة كل 90 عاماً، بينما الزلازل ذات القدر 5.5 تتكرر 3 مرات كل مائة عام، وهكذا كلما صغر المقدار زاد معدل حدوثها والعكس صحيح، وعلاوة على ذلك دلت الدراسات الحديثة على أن أكبر زلزال متوقع ممكن حدوثه في المنطقة اليابسة في سهول تهامة لن يزيد -بعد إرادة الله- عن 5.5 درجات على مقياس ريختر، و 6.5 درجات في البحر الأحمر والله أعلم. وفي هذا توجد شروط لتحديد إمكانية حدوث الكارثة الزلزالية، منها كمية القدر الزلزالي، حيث النشاط الزلزالي الضعيف لا ينتج عنه هزات أرضية عنيفة بصورة كاملة وحادة ، كذلك قرب المصدر الزلزالي، أيضا الكثافة السكانية، وهنا أثبتت الدراسات التطبيقية أن الدمار المصاحب للزلازل يتغير من موقع لآخر حتى على المسافات الصغيرة، وأن هذا التغير يرجع لمجموعة من الظروف والعوامل الخاصة بكل موقع على حدة، لذلك فإن تعيين تأثير استجابة الموقع للحركات الأرضية يُعتبر من الدراسات المهمة جداً في مجال تقليل المخاطر الزلزالية بالمناطق المهمة أو الحدّ منها، وبالتالي فإن حساب تأثير الموقع بمحافظة النماص بشكل خاص أصبح أمراً ضرورياً وحتمياً في الوقت الحالي.

 

العراق وايران
وكان الزلزل المدمر الذي ضرب الحدود العراقية الإيرانية، خلف مئات القتلى والجرحى، فيما أظهرت الصور مشاهد مأساوية للدمار الذي حل بالمناطق القريبة من مركز الزلزال، الذي وقع شمال العراق.وتعرض 14 إقليما في إيران إلى أضرار، لكن إقليم كرمانشاه كان الأكثر تضررا، حيث قتل نحو 300 شخص في منطقة سرب الذهب في كرمانشاه، على بعد نحو 15 كيلومترا من الحدود العراقية. وبات أكثر من 70 ألف شخص بحاجة إلى مأوى، كما أن مئات الأشخاص يرفضون العودة إلى منازلهم خشية الهزات الارتدادية للزلزال، في ظل صعوبات في عمليات إسعاف الضحايا بسبب تضرر المستشفيات.في غضون ذلك، أعلنت إيران انتهاء عمليات الإنقاذ في المناطق المتضررة بسبب الزلزال، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 450 شخصا، وإصابة الآلاف بجروح.

اجراءات للسلامة
وحرصاً من «الهيئة» على أمن وسلامة المواطنين، موضحاً أهمية اتباع الإرشادات والتعليمات أثناء فترات وقوع الزلازل.أشارت التعليمات الصادرة عن هيئة المساحة والجيولوجيا للتعامل أثناء حدوث الزلازل ، إلى أن حدوث الزلازل دائماً يكون من دون سابق إنذار، ومن المهم أخذ الاحتياطات الاحترازية اللازمة، موضحة أنه يجب على الشخص أن يكون ملماً بكيفية التصرف والاستعدادات اللازمة قبل حدوث الزلزال، إذ إن من أهم التعليمات هو البقاء داخل المنزل حتى يتوقف الاهتزاز وتشعر بأن الخروج أصبح آمناً، إضافة إلى عدم التحرك أثناء الزلزال إلا بضع خطوات، للوصول إلى أقرب مكان آمن، بعيداً عن الزجاج والنوافذ والأبواب والجدران الخارجية وأي شيء قد يسقط، مثل الأثاث، وفي حال كان الشخص خارج المنزل فيجب علية البقاء في مكانه، والابتعاد عن المباني والأشجار ومصابيح الإنارة والأسلاك، وفي حال كان موجوداً في السيارة فيجيب عليه البقاء داخلها، بشرط أن يكون بعيداً عن المباني والأشجار ومصابيح الإنارة في الشوارع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *