اقتصاد

بعد المنافسة الكورية والروسية.. السيارات الصينية تغزو الأسواق النامية

بكين – وكالات

بدأت السيارات الصينية تغزو الأسواق العالمية في السنوات الأخيرة، لتزاحم الاقبال على السيارات الكورية والروسية التي سبقتها منذ سنوات في منافسة السيارات الأميركية والأوروبية ببقية أسواق العالم بشكل عام وفي الشرق الأوسط وآسيا بدرجة أكبر .

ويرى محللون اقتصاديون أن سعر صرف العملات الأجنبية، خاصة اليورو وتنوع عروض السيارات الصينية أدى الى تزايد الإقبال على هذه السيارات في عدد من الدول العربية خاصة ذوي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة، فيما لاتزال تشق طريقها بدرجة أقل في الدول الخليجية ذات الاقتصاديات الأكبر والقدرة الشرائية الأعلى والتي تضمن شركات السيارات الأمريكية والأوروبية وحتى الكورية حصة أكبر من هذه الأسواق.

وكانت تقارير قد ذكرت مؤخرا عن مركز الصين لتكنولوجيا السيارات والبحوث وصحيفة الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، أن الولايات المتحدة تصدرت العالم في مؤشر التنافسية لصناعة سيارات الطاقة الجديدة ثم اليابان وألمانيا والصين وكوريا الجنوبية. ويمكن أن يعزى ارتفاع ترتيب الصين إلى الدعم السياسي المستدام، والنضج التدريجي للتكنولوجيات، والنمو السريع لإنتاج ومبيعات سيارات الطاقة الجديدة .

ومقارنة بالسيارات الأخرى، فإن السيارات الصينية تمتاز إلى جانب كونها اقتصادية بتوفر إضافات عددية لا تتوفر عادة في السيارات الصغيرة من مثيلاتها الغربية، مثل الشاشات التي تتزامن مع الهواتف والمقود الذكي وغيرها من التقنيات الجديدة.

ورغم أن معظم صادرات السيارات الصينية حتى الآن موجهة إلى الدول النامية، إلا أنها بدأت تدريجيا وبمستى استكشافي في الوصول إلى أسواق بلجيكا وإيطاليا، إلى جانب السيارات العالمية.

وتضم الصين عدداً من الشركات المحلية التي تقوم بتصنيع السيارات الصينية ولكنها لا تتمتع بشهرة واسعة، إلى جانب شركات السيارات العالمية التي تقوم بتصنيع سياراتها في الصين ، وعلى الرغم من أن السوق الصيني يعتبر أكبر أسواق السيارات في العالم ويستهلك معظم إنتاج السيارات في الصين، إلا أن هذا لم يمنع الصين من تصدير 814,30 سيارة عام 2011، ليرتفع هذا العدد إلى أكثر من مليون سيارة عام 2012 ، وتتجه معظم صادرات السيارات المصنعة في الصين إلى الأسواق النامية مثل البرازيل وتشيلي والفلبين وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى بعض أسواق منطقتنا العربية وبدرجة أقل في الأسواق الخليجية.

وبدأت صناعة السيارات في الصين في الخمسينيات بمساعدة الاتحاد السوفييتي في ذلك الحين ، وظلت لعدة عقود ذات حجم إنتاج متواضع لا يتجاوز 100 إلى 200 ألف سيارة سنوياً، ولكن هذا القطاع تطور في بداية التسعينيات بشكل سريع وتجاوز حاجز المليون سيارة سنوياً عام 1992 . وفي عام 2009 صنعت الصين 13.79 مليون سيارة 8 ملايين منها من سيارات الركاب و3.41 مليون مركبة تجارية، بينما ارتفع هذا العدد إلى 18 مليون سيارة في 2010 وهو رقم قياسي تاريخي في تصنيع الدول للسيارات.

وبلغ عدد السيارات والحافلات ومركبات الفان والشاحنات المسجلة رسمياً في الصين 62 مليون مركبة في عام 2009 ، بينما يتوقع الخبراء ارتفاع هذا العدد إلى 200 مليون سيارة بحلول عام 2020 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *