بروكسل-لندن – رويترز
أعلنت المفوضية الأوروبية عن تحقيق قدر من التقدم في محادثات انسحاب بريطانيا من التكتل يكفي لبدء مرحلة ثانية من المفاوضات.
وجاء الإعلان في بيان صدر امس بعد محادثات مكثفة وهو ما دفع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للتوجه إلى بروكسل للإعلان عن الاتفاق مع رئيس المفوضية جان كلود يونكر.
وستحال الآن توصية المفوضية بشأن تحقيق قدر كاف من التقدم إلى قمة زعماء الاتحاد الأوروبي المقررة الأسبوع القادم. وتوقعت ماي الموافقة على اتفاق رسمي خلال القمة.
وقال يونكر في مؤتمر صحفي جرى إعداده على عجالة ”أكدت لي رئيسة الوزراء ماي أن الاتفاق يحظى بدعم الحكومة البريطانية. وعلى هذا الأساس أعتقد أننا حققنا الآن الانفراجة التي نحتاجها. نتيجة اليوم تمثل حلا وسطا بالطبع“.
وقالت المفوضية إنها جاهزة لبدء العمل فورا في محادثات المرحلة الثانية التي تغطي التجارة والعلاقات الطويلة الأجل مع الاتحاد الأوروبي.
وتحريك المحادثات إلى التجارة والمرحلة الانتقالية في الانسحاب من التكتل أمر حاسم بالنسبة لمستقبل ماي في رئاسة الوزراء وللإبقاء على تدفق التجارة بين أكبر تكتل تجاري في العالم وبين سادس أكبر اقتصاد وطني بعد أن تخرج بريطانيا منه في 30 مارس آذار 2019.
وقال حليف ماي البرلماني الرئيسي في أيرلندا الشمالية إنه تم الاتفاق على نص يوضح الترتيبات على الحدود بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي على جزيرة أيرلندا وذلك بعد أربعة أيام من اعتراضات من جانب بلفاست تسببت في إحباط محاولة ماي لتوقيع اتفاق بشأن الحدود الأيرلندية خلال مأدبة غداء في بروكسل يوم الاثنين.
وكان المحافظ السابق لبنك إنجلترا قد دعا بلاده إلى تنفيذ خطوة الخروج من الاتحاد الأوروبي بثقة، مؤكدا أن نتيجة الاستفتاء تحمل في طياتها كثيرا من الفرص الحقيقية لاتفاقات تجارية ضخمة واصلاح اقتصاد البلاد.
وقال اللورد ميرفين كنج إن كثيرا من الفرص تلوح أيضا في مجال الاصلاح الزراعي وتطوير علاقات المملكة المتحدة بإيرلندا. يذكر أنه بعد تنفيذ بريطانيا لنتائج استفتاء “الخروج من الاتحاد الأوروبي” أو ما يعرف “البريكست” ستصبح الحدود البريطانية مع ايرلندا هي الحدود الوحيدة للملكة المتحدة مع قارة أوروبا.
وقال كنج في مقابلة في برنامج “توداي” على راديو 4 في بي بي سي “الصعوبات التي تواجهها البلاد تشير إلى أن الطريق ليس مفروشا بالورود، ولا يجب على أي شخص أن يتظاهر بغير ذلك، لكن في المقابل الخروج ليس نهاية العالم وهناك العديد من الفرص الحقيقية التي تلوح في الأفق بالتزامن مع تنفيذه”. وأكد على أن تلك الفرص يجب أن تدفع بريطانيا إلى النظر إلى الأمور بمزيد من الثقة في قدرتها على تخطي العقبات الحالية”.
وأضاف “الخروج مما يمكن وصفه بالاتحاد الأوروبي غير الناجح إلى حد كبير اقتصاديا وسياسيا يجعلنا أمام فرصة يجب انتهازها”.
ورجح كنج أن بريطانيا ستكون أكثر نجاحا من الناحية الاقتصادية بخروجها من السوق الأوروبية المشتركة إذ أن عددا من التساؤلات كانت تدور حول امكانية ابرام صفقات تجارية بين بريطانيا والدول غير المنتمية للتكتل الأوروبي.
وردا على موقفه من المقترحات المنادية بالتفاوض على ابقاء بريطانيا ضمن السوق الأوروبية المشتركة، قال كنج “لا اعتقد أن ذلك سيكون له معنى في ظل ما سيفرضه من قيود من ناحية الدول التي يمكن عقد صفقات تجارية معها”.
وشددت الحكومة البريطانية مرارا على رغبتها في فرض مزيد من القيود على قوانين الهجرة والتحرر من قوانين المحكمة الأوروبية وهو ما يبدو متناقضا مع البقاء في السوق الأوروبية الموحدة.
وحث كنج الحكومة البريطانية على تحديد واعلان سياساتها بشأن الهجرة “عاجلا وليس آجلا”، مشيرا إلى أنه من الخطأ وضع تلك القضية في سلة واحدة مع تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، ودخول الحكومة البريطانية مرحلة مفاوضات مع الاتحاد تدوم سنتين كاملتين لبحث إجراءات الخروج.
ودافع كنج عن موقف مارك كارني محافظ بنك إنجلترا المركزي الذي اتهم بخلط تحذيراته الاقتصادية من عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي مع اتجاهاته السياسية.