•• كان واحداً من أولئك الذين وضعوا أقدامهم في أكثر من طريق.. أولها طريق التعليم.. وثانيها طريق الرياضة كحكم.. ولكنه في ذلك المسير الذي بدأه لم يغفل عن ما ينازعه من “مشاكسة” الحرف فراح يغمس ريشته بعد أن فتح ذهنه وادراكه قراءة واطلاعاً.. الى أن بدأ في الخربشة الصحفية، وهو بعيد عن مركز النشر فسرعان ما وضحت ملامح ذلك الشاب النشط الباحث عن الحقيقة، ووضحت ملامحه في ذلك المكتب كأحد الشباب النشط القادر على الامساك بأصول المهنة، وأن كان ذلك عن بُعد.. فلمح مسؤولو جريدته فيه روح القيادة، وقوة الدخول الى صلب قضايا مجتمعه فجيء به الى “المصب” بعد أن كان في أحد المرافد.. ليتشكل كأمهر محرر في صحيفته فألقت به في مركزها في العاصمة للاستفادة من قدراته.. لكنه سرعان ما لفت إليه الأنظار في صحف اخرى فاختارته – البلاد – رئيساً لتحريرها ليدخل نادي “الرؤساء”.
كان طموحاً غير عابئ بكل العقبات التي قد تظهر أمامه.. لا يعترف.. بالتقيد في البذل فهو من أولئك الرؤساء الذين لا يعملون إلا بامكانيات وافرة من خلالها يحقق النجاح الذي ينشده أي في مجال من – خمسة نجوم – كما وصفه ذات يوم صديقنا المرحوم محمد صادق دياب واصفاً اياه بهذا الوصف بجانب عزيزنا وغالينا عبدالله الجفري رحمه الله، وأنهما أي الجفري وصاحبنا لا يعملان إلا بتوفر كافة الامكانات، ويمضي الدياب في وصفه على عكس واحد كأحمد محمود.. وآخر “لا أريد أن اذكر اسمه هنا” انهما يعملان بأقل الامكانيات، ويعملان من – الفسيخ شربات – انتهى كلام الدياب.
أعود الآن الى ذلك الصحفي الذي ذهب من (البلاد) الى الوطن، وحقق لها حضوراً مدوياً لتلاقيه بعض العقبات التي كانت نتيجة اجتهاده الجاد في تقديم مادة صحفية مقروءة.. ليذهب من الجنوب الى شرق البلاد، والى جريدة الشرق، ويمارس نفس هوايته، وهي النجاح في الاصدار الذي يعمل فيه، ومن أجله، وبعد أن حقق نجاحه المبهر هناك، وكالعادة اصطدم بذات – اجتهاده – انه ذلك الصحفي المتمرد على كثير من العادي الذي يجد البعض تحت ظله الاستكانة والهدوء.. إنه صاخب في عمله، ويعشق ذلك الصخب لوطنيته التي لا تفرق بين أحد وآخر. فلا تأخذه القبلية، ولا الفئوية. فالكل لديه في خط مستقيم واحد.
إن قينان الغامدي، وهذا اسمه، الذي وصفه أحدهم بانه “بلدوزر” الصحافة السعودية لاكتساحه لكثير من الحواجز.. وإن أخذ عليه البعض بأن لديه قليلاً من التهور ولا حساب.
إنه الصحفي القادر على النجاح، ولكن بإمكانيات مادية هائلة، بل واصراره على الاقتراب من الخطوط الحمراء.
وذلك هو غاية المراد لديه.
بروفايل .. صحفي بإمكانيات من خمسة نجوم
