الاحواز ــ رويترز
أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن هجوماً استهدف عرضاً عسكرياً، امس “السبت”، في الأهواز بجنوب غربي إيران أسفر عن مقتل 30وإصابة 60 آخرين.
بينما تعالت صرخات الجنود أمام منصة العرض العسكري التي انقلبت رأسا على عقب، سأل أحدهم زميله قائلا: من أين جاؤوا؟، ورد الآخر “من خلفنا”، ليتضح المشهد بعد قليل بأنه هجوم نوعي من حركة المقاومة الأحوازية لم يكن في حسبان الحرس الثوري المتخبط من هول المفاجأة، وهو ما اعتبره محلل سياسي “بداية مواجهة مفتوحة” بين الأحواز والنظام الإيراني.
وقال المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، يعقوب حر التستري، لرويترز إن منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، التي تضم عددا من الفصائل المسلحة، وتنضوي حركته تحت لوائها هي المسؤولة عن الهجوم.
وعرض التلفزيون الحكومي صورا لما بعد الحادث مباشرة، وتظهر مسعفين يساعدون شخصا يرتدي ملابس عسكرية يتمدد على الأرض، كما أظهرت أفراد أمن يصرخون أمام منصة مشاهدة العرض العسكري.
وبدا أن الهجوم قد تم الإعداد له بشكل نوعي، حيث ذكرت وسائل إعلام رسمية أن إطلاق النار جاء من حديقة وراء المنصة، فيما قال محافظ خوزستان (منطقة الأحواز)، غلام شريعي، أن المهاجمين كانوا يتنكرون بزي قوات الحرس الثوري الإيراني، وفق الوكالة الرسمية.
وتوجيه ضربة “مسلحة” إلى الحرس الثوري الإيراني القوة العسكرية الأقوى والأكثر تسليحا داخل إيران، يهز بشكل كبير الثقة في قدراته.
وبحسب وكالة فارس القريبة من الحرس الثوري ووسائل إعلام أخرى، فقد استمر إطلاق النار من 10 دقائق إلى نصف ساعة، وهو وقت طويل يظهر” خللا واختراقا للأمن الإيراني”، بحسب المحلل السياسي الأحوازي حسن راضي.
وتحت وقع الصدمة، حاول قادة في الحرس الثوري إلصاق العملية بتنظيم داعش في بادئ الأمر، لكن كان مسؤولون آخرون يتحدثون عن المقاومة الأحوازية علنا، بينما قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن أطرافا خارجية تقف وراء الهجوم.
وتشير التصريحات والتقديرات المتضاربة لمسؤولي النظام إلى مدى الارتباك، الذي أحدثته العملية التي كانت تستهدف في الأساس مسؤولين رفيعين في منصة العرض العسكري.
ويقول راضي:” كان في المنصة ممثل عن المرشد علي خامنئي واثنين من كبار قادة الحرس الثوري إضافة إلى عشرات العسكريين”.
وتنشط حركات مسلحة منضوية تحت لواء المقاومة الأحوازية في منطقة الأحواز، حيث تقوم بهجمات انتقامية ردا على الممارسات الأمنية الدموية التي يمارسها النظام على سكان الإقليم.
ويأتي توقيت العملية بالتزامن مع ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، ليشير إلى أن “الضحية الأساسية لهذه الحرب، وهي الشعب الأحوازي الذي عانت مناطقه من دمار كبير، فيما تجاهل النظام إعادة إعمار ما خلفته الحرب وقام بتهجير قسري للسكان ومصادرة أراضيهم”، بحسب الأحوازي.