سنغافورة ــ وكالات
يستهل سوق النفط الخام العام الجديد على خطوة تاريخية طال انتظارها، حيث يبدأ تطبيق أول اتفاق لخفض الإنتاج بين 22 دولة من “أوبك” والمنتجين المستقلين بحجم 1.8 مليون برميل يوميا،
حيث يتوقع المختصون أن تكون له انعكاسات إيجابية واسعة على استعادة التوازن السوقي بعد قرابة ثلاثة أعوام من تراجع الأسعار بسبب اختلال العلاقة بين العرض والطلب نتيجة تخمة المعروض، وتفوقه على الطلب بنحو مليوني برميل يوميا.
واتفاق خفض الإنتاج الذي بدأت أولى بشائره أمس كان ميلادا صعبا وبعد مخاض عسير، سبقه على مدار العام المنصرم مفاوضات ومباحثات مكثفة بين منتجي النفط في العالم، تعثرت منها العديد من المحاولات قبل أن تظهر طاقة النور في آخر النفق،
وبالتحديد في اجتماع الجزائر في 28 سبتمبر الماضي، حيث فاجأت “أوبك” السوق لأول مرة بالتوافق بين أعضائها على خفض إنتاج دول المنظمة مجتمعة إلى مستوى 32.5 مليون برميل يوميا.
ثم اكتملت ملامح الصورة واتضحت معالم خطة المنتجين من خلال اجتماعي فيينا في 30 نوفمبر و10 ديسمبر الماضيين والذي تم خلالهما تحديد حجم خفض إنتاج “أوبك” بـ 1.2 مليون برميل يوميا مع التوافق على حصص كل منتج، وتحملت المملكة العبء الأكبر بنحو 486 ألف برميل يوميا،
فيما تم التوافق على حصة المنتجين المستقلين بحجم 558 ألف برميل يوميا، وتتحمل روسيا وحدها 300 ألف برميل من هذا الحجم.
وتشارك 11 دولة من “أوبك” بخفض إنتاج بحجم 1.2 مليون برميل يوميا وهذه الدول هي: السعودية بـ 486 ألف برميل، والعراق بـ 210 آلاف برميل، والإمارات بـ 139 ألف برميل، والكويت بـ 131 ألف برميل، وفنزويلا بـ 95 ألف برميل، وأنغولا بـ 87 ألف برميل، والجزائر بـ 50 ألف برميل، وقطر بـ 30 ألف برميل، وإيران بزيادة إنتاج بحجم 90 ألف برميل.
فيما لم تحدد “أوبك” موقف الغابون والإكوادور حيث تشاركان بنسب محدودة، بينما تم إعفاء نيجيريا وليبيا وتجميد عضوية إندونيسيا.
كما تشارك 11 دولة من خارج “أوبك” بخفض 558 ألف برميل يوميا وهي: روسيا بـ 300 ألف برميل يوميا، والمكسيك بـ 100 ألف برميل يوميا، وسلطنة عمان بـ 45 ألف برميل يوميا، وأذربيجان بـ 35 ألف برميل يوميا، وكازاخستان بـ 20 ألف برميل يوميا، وماليزيا بـ 20 ألف برميل يوميا، وغينيا الاستوائية بـ 12 ألف برميل يوميا، والبحرين بعشرة ملايين برميل يوميا، وجنوب السودان بثمانية آلاف برميل يوميا، وسلطنة بروناي بأربعة آلاف برميل يوميا، والسودان بأربعة آلاف برميل يوميا.
وتوقع المختصون أن تكون بداية تفاعل السوق مع تطبيق خفض الإنتاج قوية كردة فعل أولى على هذا الاتفاق الذي وصفته أغلب المؤسسات المالية والاقتصادية في العالم بأنه تاريخي ومحوري وسيشكل ملامح جديدة لسوق النفط حول العالم.