أرشيف صحيفة البلاد

بانقيب في أمسيته النقدية بأدبي جدة في الليث .. الضرورة الشعرية دليل شاعرية فذّة وليست ضعفا

جدة- ثقافة البلاد
أكد الناقد الأدبي الدكتور عبدالله بانقيب أن الضرورات الشعرية التي كان يستشهد بها النحاة هي في رأي بعض العلماء دلالة قوة على قوة الشاعر لاقتحام مجاهل الفن وليست كما يشاع بأنها ضعف.وقال بانقيب في محاضرته التي ألقاها في الأمسية النقدية باللجنة الثقافية بالليث التابعة لأدبي جدة تحت عنوان : الشعر والقراءة أن اللغة ذات مستويين أحدهما معياري مثالي يحافظ على نمطية اللغة والآخر فني له خصوصية يستخدمه الشعراء هو الذي ينتج عنه النص الأدبي، فالأول من اختصاص النحويين أما الآخر فهو موضع اهتمام النقاد وعلماء الأدب.وأشار بانقيب الى أن العملية الأساسية للنقد كانت تقوم على الاتجاه إلى المبدع والظروف النفسية والاجتماعية المحيطة به ثم اتجهت بعد ذلك إلى دراسة النص الأدبي ، وفي نهاية الستينيات بدأ اهتمام واضح بدور القارئ كمكوّن أساسي في عملية النقد وقيل : نص بلا قارئ نص لا روح فيه ، وأن حياة النص وموته في يد القارئ مستدلاً بقصائد امرئ القيس التي وصلت من آلاف السنين والعديد من النصوص الأخرى الرفيعة التي بقيت حتى الآن.ولفت الى أن الوعي بتعدد المعاني للقصيدة الواحدة جعل من النقد مزدهرا ، والنقاد ينطلقون من قراءة نصوص المبدعين في أنهم يبحثون عن قراءة جديدة للنصوص ورؤية أخرى غير تلك التي نعرفها ، ولا نريد أن يصور الشاعر لنا الواقع كما هو
وعاد بانقيب متحدثا عن الضرورة الشعرية مستشهدا بقول الفراهيدي أن الشعر له خصوصية لغوية ، وأن الشعراء أمراء الكلام ويجوز لهم مالا يجوز لغيرهم ، مورداً قصيدة النابغة الذبياني في النعمان بن المنذر
يا دار مية بالعلياء فالسند … أقوت وطال عليها سالف الأمد والتي جاءت اعتذارا للوشاية التي ادّعت أنه هجا النعمان وتغزل بزوجه ، فعندما وصف بكاء الدار فهو يقصد بكاء المرأة ثم يصفها بالعلو والارتفاع ليعطي إشارة أنه لا يمكن أن يسقط في مثل هذه المساوئ .الأمسية حفلت بالعديد من المداخلات الشعرية والنقدية من أساتذة الجامعات والمثقفين والحضور.