خاص البلاد / القاهرة
حوار – نيفين عباس
يطول الحديث بنا على طعام المصرى القديم لما يحتوى تاريخ الفراعنة من تراث وعراقة وحضارة، ونستكمل معكم الجزء الرابع من لقائنا مع كبير الآثريين الأستاذ مجدى شاكر
حسناً، حدثنى عن سر إرتباط الكعك “الكحك” بزيارة المقابر للمصريين، خاصة وأن هناك بعض الرسومات على مقبرة رخميرع عليها نقوس كعك ؟ وهل هذه العادة مستمرة للأن عند المصريين؟
– كعك العيد أرتبط أسمه بالعيد حتى أنه يقال كعك العيد وترتبط دائما العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان بعمل الكعك حيث نرى معظم البيوت تعمل الكعك ويشترك فيه كل أفراد الأسرة فالنساء تقوم بصناعته والرجال يقومون بحمل الصاجات للفرن مع الاطفال وممن لا يستطيع عمله لابد أن يشترى كمية لأولاده منه
– فالكعك والملابس الجديدة والعيدية من مظاهر العيد وحتى بعضهم يصنعون نوع منه يسمى الشريك للذهاب للمقابر لمشاركة موتهم فى العيد ولكن تعالوا نتعرف على بداية معرفة المصريين للكعك
– كانت البداية الحقيقة لظهور كحك العيد منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة تحديدا أيام الفراعنة القدماء، فقد اعتادت زوجات الملوك على تقديم الكعك للكهنة القائمة لحراسة الهرم خوفو في يوم تعامد الشمس علي حجرة خوفو، وكان الخبَّازون في البلاط الفرعوني يتقنون صنعه بأشكال مختلفة مثل: اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير
– ووصلت أشكاله إلى 100 شكل نُقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير “رخميرع” من الأسرة الثامنة عشر بالأقصر
– وكان يُسمى بالقُرص حيث كانوا يشكلون الكعك على شكل أقراص على شكل تميمة الإلهة ( ست ) كما وردت في أسطورة إيزيس وايزوريس ، وهي من التمائم السحرية التي تفتح للميت أبواب الجنة
– وكانوا يتقنون بتشكيله بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية كما كان البعض يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور ، وكانوا يرسمون على الكعك صورة الشمس الإله رع مما يؤكد أن صناعة الكعك امتداد للتقاليد الموروثة فهو لازال على نفس هيئته حتى الآن.. واكتشفت صور لصناعة كعك العيد تفصيليًا في مقابر طيبة ومنف
– التى تشرح أن عسل النحل كان يخلط بالسمن ، ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التي يريدونها ، ثم يرص على ألواح الإردواز ،ويوضع في الأفران كما كانت بعض الأنواع تقلى في السمن أو الزيت
– وأحيانا كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف (العجوة) ، أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب. في العهد الاخشيدى أما في عهد الدولة الإخشيدية كان أبو بكر محمد بن علي المادراني) وزير الدولة الإخشيدية صنع كعكا في أحد أعياد الفطر ، وحشاه بالدنانير الذهبية ، وأطلقوا عليه وقتئذ اسم أفطن إليه أي انتبه للمفاجأة التي فيه
– ولكن تم تحريف الاسم إلى “انطونلة” ، وتعتبر كعكة “أنطونلة” أشهر كعكة ظهرت في هذا الوقت وكانت تقدم في دار الفقراء على مائدة (200 متر وعرضها 7 أمتار ) يعود الكحك إلى الدولة الطولونية، فكانت تصنع في قوالب منقوشة عليها عبارة « كل واشكر » !!!
– ومن النوادر التي شاع ذكرها في هذا الأمر كعك الوزير أبو بكر المادراني الذي تقلَّد عدداً من المناصب المهمة بين الدولتين الطولونية والإخشيدية، ووصفه المقريزي بقوله «تغلب عليه محبة الملك وطلب السيادة»
– وقد اشتهر بالثراء العريض والكرم وأعمال البر والإحسان، ونجح في توظيف ذلك في الإعلام عن نفسه وكسب الشهرة والثناء، فيذكر المقريزي أنه كان يصنع نوعاً خاصاً من الكحك المحشو بالسكر ويسميه «أفطن له» اى انتبه لأنه كان يضع به دنانير من الذهب وكانت العادة أن يحشوه بالفستق والسكر والمسك، ثم جعل مكان ذلك قطع الذهب في أكثرية الكحك
– فإذا جاء حظ بعض الآكلين إنه وقعت في يده كعكة محشوة بالذهب قام أستاذ السماط بالتنبيه عليه قبل أن يأكل قائلاً: «أفطن له»
– وكان من العادة أن يخرج بعض الآكلين بحصيلة من الذهب تغنيه، وكان المادراني يتعمد أن يجعل الكحك المحشو بالذهب موضوعاً في أطباق معروفة حتى يتناولها الضيوف، فإذا أشار أستاذ السماط إلى كحكة في طبق بأن «أفطن له» عرف الضيوف أن كل الأطباق المماثلة تحتوى «الكحك الذهبي»، فاختطفوه. ويتحول الحفل إلى مرح وهرج ومرج، فالضيوف يخرج كل منهم من فمه الذهب ويأكل الكحك ويضع الذهب في جيبه