أرشيف صحيفة البلاد

بالصور ماذا كان يأكل الفراعنة وما هى حقيقة لعنة الفراعنة ج1

القاهرة – خاص البلاد

حوار / نيفين عباس

يعتبر الطعام أحد أهم الأشياء التى تحمل خصوصية عند بعض الشعوب، ومع الغموض الذى يحيط بأسرار المصريين القدماء، أصبح من المثير للإهتمام معرفة نمط حياة الفراعنة وإكتشاف ماذا كان يأكل الفراعنة

يحدثنا ضيف اليوم الأستاذ مجدى شاكر كبير الأثريين عن الطعام الذى كان يتناوله الفراعنة، وسر إرتباط بعض العادات والتقاليد بين مصر القديمة ومصر الحديثة، وكذلك يوضح لنا ما هى حقيقة لعنة الفراعنة

مجدى شاكر كبير الآثريين

 

فى البداية حدثنا عن حياة المصرى القديم؟

– ساعدت خصوبة التربة ووفرة مياة نهر النيل فى أرض مصر سكانها على زراعة العديد من المحاصيل الغذائية بجانب توافر بيئة مناسبة للأسماك، حيث نهر النيل والبحيرات والطيور التى أتت من كل مكان كل ذلك ساعد على التنوع فى مصادر طعامهم

– وقد أحتل الطعام أهمية كبيرة في حياة المصرى القديم وحتى الأن حيث كانت من وظائف الفرعون (بأن كلماته هى التى تخلق الطعام) ونجد أنه رغم وفرة الطعام عند المصرى القديم، فقد حرص على عدم الأفراط فى تناوله، وذلك حفاظا على صحته ومظهره وأظهار رشاقته

– وذلك فى كلا الجنسين، ويظهر ذلك فى نقوشه وتماثيله وحتى فى تعاليمه الأدبية، حيث ذكر فى أحد نصوصه الأدبيه (أذا جلست مع أناس كثيرين لتناول الطعام فأنظر الى الطعام بلا مبالاة وأن كنت تشتهيه فٱن ضبط النفس لا يكلف أكثر من لحظة )

 

ماذا كان يأكل الفراعنة ؟

ينقسم الطعام الىقسمين

أولاً طعام الدنيا :

– فهناك الخضروات والفاكهة المتنوعة، وعرف قدماء المصريين واستعملوا العسل، والتمر، والزبيب

– والحبوب من الفول، والعدس، والبازلاء، والكرات، واللحوم، والطيور، والأسماك

– ولم يكن الطعام لسد الجوع، بل كان بعضه للتغلب على بعض الأمراض، حيث وصفت بعض أنواع الطعاع كنوع من العلاج لبعض الأمراض، وكان لديهم  أعياد خاصة بالزراعة مثل وفاء النيل وشم النسيم وكذلك معبودات للزراعة مثل رننوت ونبرى

– وكان الطعام يتم على موائد صغيرة بالأيدى مباشرة بعد غسلها وفى ثلاث وجبات، تكون أحدها أساسية مع العائلة وكانت تقام الولائم والمآدب فى بيوت الأثرياء، حيث كان من دواعى السرور عند المصريين أن يجمعوا عدد كبيرا من الأقارب والأصدقاء حول الموائد لتناول الطعام خاصة وجبة العشاء، حيث يذبح ثور ويقطع ويشوى على الفحم مع الفاكهه التى توضع فى السلال على شكل هرمى مع جرار النبيذ وتقام حلفة بها موسقين ومغنيين وراقصين من الجنسين

– وكان يحضر الحفلات النساء مع الرجال ويطوف عليهم الخدم يوزعون باقات الزهور والروائح العطرية ونرى حيواناتهم الآليفة تحت المقاعد، وكان نوع الطعام حسب الطبقة، فطبقة الفلاحين كانت تعتمد على الخبز والجعة نوع من البيرة من خبز الشعير المتخمر والأسماك

– وطبقة العمال والحرفيين، تأكل الأسماك واللحوم والجعة وكميات كبيرة من البصل والثوم ويظهر ذلك من بقايا الطعام التى تم العثور عليه في مدنية عمال الهرم

– أما طبقة النبلاء، فكان طعامهم اللحوم والأسماك والطيور والفاكهة والخضار والنبيذ ونظرا لأن الخبز كان ومازال المكون الأساسى فى المطبخ المصرى، فأن الخبز الذي نعرفه اليوم يعود إلى مصر القديمة وعرف منذ زمن طويل ب “العـيش” في مصر

– فقد كان الرغـــــــيف المصنوع من حبوب الغلال آنذاك هو الطعام الأساسى لدى المصريين، وتقول بعض الوثائق إن المصـريين كانوا أول من اكتشف الخمـيرة في الالف الرابع قبل الميلاد وطحنوا القمح في الالف الثالث قبل الميلاد

– ومنذ ذلك العصر دخل الخــبز في صميم الطعام المصرى القديم وقسّم الناس إلى فئات، أغنياء يأكلون خبز دقيق القمح، ومتوســـطي الحال يأكلون خبز الشعير، وفقراء يتناولون خبزاً أحمر يصنع من دقيق حبوب برية

– وتعود أقـــــدم مطاحن للحبوب إلى أكثر من خمسة الاف سنة من خلال آله حجرية بدائــية، ومنذ ذلك الوقت ظل المبدأ هو نفسه، إذ توضع حبوب القمح بين حجرين مستديرين، السفلي ثابت والعلوي متحرك بشكل دائري

– ويتم الحصول على الدقــــيق الأبيض بنخل الحبوب المطحونة مرات متكررة، ودخل الخبز في الأمثال الشعبية، مثل القول أن ” بينا عيش وملح ” في إشارة إلى الوفاء والثقة والعِشره