استمراراً لحلقة التعاون بين مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة مع دارة الملك عبد العزيز، وتخليداً وإحياءً للأعمال الشعرية، أقام المركز مؤخراً ندوة حول الشاعر محمد هاشم رشيد رحمه الله ضمن سلسلة أعلام المدينة المنورة في القرن الماضي، وذلك في خيمة العقيق.
وبدأت الندوة بعرض مرئي قدم خلاله نبذة عن حياة الشاعر ونشأته ومراحل حياته وأهم الوظائف التي شغلها، إضافة إلى دواوينه المطبوعة وإصداراته المختلفة، ونبذة عن الروابط الأدبية والاجتماعية والمؤتمرات واللقاءات التي شارك فيها.
كما تناولت الندوة الحديث عن الجوانب الإسلامية في شعر رشيد، وموضوعات شعره بشكل عام، والأدوار التي قام بها خلال رئاسته للنادي الأدبي بالمدينة، فضلاً عن المضامين التي كان يكتبها لإصدارات النادي، وعرض ملخصات حول المدرسة الشعرية التي كان يتميز بها الشاعر.
وشارك في الندوة كل من الدكتور عبد الله عسيلان رئيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة بصفته مقدم الندوة، والدكتور عبد الباسط عبد الرزاق بدر المستشار بمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، ومحمد الدبيسي نائب رئيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة، كما حضر الندوة مدير مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الدكتور صلاح سلامة، وعدد من أعيان المدينة المنورة المهتمين بالأدب، وأعضاء النادي الأدبي في المدينة المنورة وعدد من أعضاء جمعية الثقافة والفنون.
يذكر أن حمد هاشم رشيد شاعر سعودي معاصر، ولد عام 1349هـ في المدينة المنورة لأب كان يحب الشعر ويشجع ابنه الوحيد على استظهاره ويرحب ببواكير إنتاجه، ودرس في مدرسة العلوم الشرعية ابتداءً من المرحلة التأسيسية فالتحضيرية، وحصل على شهادة من كلية الصحافة المصرية بالمراسلة، وقد كان للمسجد النبوي الشريف وعلمائه الأثر الكبير في تكوينه العلمي والثقافي، تزوج وله ستة أبناء وابنتان.
وبدأ حياته هاوياً للرسم والشعر، ومن أهم الوظائف التي شغلها مشرف ثقافي ومسئول عن الشئون العامة بإدارة التعليم، ثم عمل مراسلاً لجريدة المدينة المنورة بعد انتقالها إلى جدة، ومديراً لمكتب جريدة البلاد لمدة عشر سنوات.
ومن أبرز دواوينه الشعرية \"وراء السراب\"، \"على دروب الشمس\"، \"في ظلال السماء\"، \"على ضفاف العقيق\"، \"الجناحان الخافقان\"، \"على أطلال أرم\"، \"بقايا عبير ورماد\"، \"نفحات الرياض\".
ونظراً لما تمتع به الشاعر من موهبة شعرية لا مثيل لها، بدأ العديد من الأدباء في تأليف العديد من الكتب عن تجربته ومدرسته الشعرية، ومن بينهم كتاب \"محمد هاشم رشيد شعره وشاعريته\" للدكتور رزق محمد، و\"الخصائص الفنية في شعر محمد هاشم رشيد\" للدكتور عبد الرحمن الوصيفي، و\"التجربة الإبداعية عند محمد هاشم رشيد\" للدكتور محمد صادق العفيفي، و\"محمد هاشم رشيد شاعر المدينة حياته وشعره\" للأستاذ وسام عبد الباقي، و\"محمد هاشم رشيد بحوث ودراسات\" للأستاذ أحمد المصطفى.
وتوفي رشيد في 28 -2-1428هـ في الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة، إثر أزمة قلبية ألمت به، وشيع جثمانه إلى مقبرة بقيع الغرقد عقب صلاة المغرب بحضور جموع غفيرة من المواطنين والأدباء.