واشنطن ــ وكالات
رأى الباحث السياسي الأمريكي، مجيد رفيع زاده، أن النظام الإيراني يعتبر أكثر تهديدا للأمن العالمي من التنظيمات الإرهابية الأخرى، مثل داعش، موضحا أن تلك التنظيمات مجرد “أعراض”، أما النظام الإيراني هو “المرض”، واصفًا إياه بأنه الأب الروحي للإرهاب والتطرف.
وقال زاده، إن القوى الغربية تضع تنظيم داعش في مقدمة مخططات مكافحة الإرهاب، ويصنفونه بأنه التهديد رقم واحد على الأمن العالمي، ثم يأتي بعده تنظيم القاعدة، لكن هذه الاستراتيجية والأولوية الأمنية في غير موضعها. وعرض الباحث الأمريكي في مقاله 10 أسباب يعزز بها رأيه، بدأها بأن قادة النظام الإيراني والقادة العسكريين يتمتعون بشرعية بحسب معايير الأمم المتحدة، رغم أن النظام ليس ديمقراطيا.
وأشار إلى أن التدخلات، والمغامرات العسكرية والجرائم التي ارتكبها الحرس الثوري الإيراني، وميليشيا فيلق القدس، ضد البشرية، استحوذت على انتباه أقل بسبب عملهم تحت مظلة “شرعية”، منوها بأن نظام الملالي هرب بأفعاله الوحشية لأربعة عقود تقريبا بسبب امتلاكه “حكومة”.
وقال مجيد رفيع زاده، إن السبب الثاني في اعتبار نظام الملالي الأب الروحي للإرهاب، يتمثل في أن قوات وقدرات التنظيمات الإرهابية، مثل داعش، تتبدد في النهاية، والقاعدة خير مثال على ذلك، لكن هيمنة النظام الإيراني المتزايدة وسيطرته في المنطقة تتواصل ما لم يتم وقفها.
أما السبب الثالث فأوضح الكاتب أن إيران لديها مؤسسات عسكرية ضخمة ومليشيات، مع أكثر من 500 ألف عنصر نشط، وتجند مئات الآلاف من المرتزقة وأفراد المليشيات بشكل مستمر.
مجيد رفيع زاده قال إن السبب الرابع يتمثل في أن النظام الإيراني، على عكس التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، يمتلك صواريخ استخدمها ضد دول أخرى، كان آخرها سوريا.
وأشار إلى تباهي قادة الحرس الثوري الإرهابي مرارًا بقدرة صواريخهم حيث يتلقى مساعدة من كوريا الشمالية لإنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات.
السبب الخامس، بحسب الباحث، هو أن النظام الإيراني يعتبر الدولة الأولى الراعية للإرهاب؛ فهي تقدم دعما عسكريًا وماليًا لمئات المليشيات والتنظيمات الإرهابية حول العالم، كما أنها دائما ما تكون مكانا لتفريخ الجماعات الإرهابية.
كما أكد أنه لا يهم مقدار ما تنفقه الحكومات الأخرى لقتال الجماعات الإرهابية والقضاء عليها، لأن النظام الإيراني سينتج جماعات جديدة، لافتا إلى أنه عندما يتم القضاء على تنظيم إرهابي، تقوم طهران بإعداد وتمويل تنظيمات أخرى لتحقيق خطتها.
وأشار إلى أن إيران تسهم في الهجمات الإرهابية حول العالم، وهذا يعني أنها مسؤولة عن سفك الدماء في كثير من الدول، والمذابح التي ارتكبت بحق كثير من ضحايا الإرهاب، موضحا بأنها وضعت جواسيس، وجماعات ضغط، وعملاء في أنحاء العالم، حتى في الولايات المتحدة، مستشهدا بتباهي أحد الجنرالات في وقت سابق، بأنه يمكن لإيران تنشيط خلاياها في أي دولة لمهاجمة تلك الحكومات.
وشبه الباحث السياسي الأمريكي النظام الإيراني بمصنع عملاق يقوم بصناعة الجماعات الإرهابية، لافتا إلى السبب السادس في اعتبار إيران هذ الأخطر على الأمن العالمي، في سيطرتها على موارد وثروات طبيعية تستغلها في تمويل الإرهاب.
وقال الكاتب في مقاله أيضاً إن النظام الإيراني لا يعيد توزيع الثروة بين شعبه؛ لذلك تظل معدلات الفقر عالية، ونوه إلى أن الاتفاق النووي ساعد طهران في توفير مليارات الدولارات الإضافية؛ التي تذهب إلى الجماعات الإرهابية. من ناحية أخرى، اعتبر الكاتب أن السبب السابع في اعتبار إيران خطرا عالميا، يتمثل في النفوذ الإيراني الآخذ في الاتساع بالعراق، واليمن، ولبنان، وسوريا، وغيرها من الدول، والذي يمكن أن يصبح حقيقة دائما إن لم يتم اتخاذ خطوات ضرورية.
وأوضح أن السبب الثامن يشير إلى أن إيران تنتج أسلحة متطورة وتحقق تقدما بالبرنامج النووي، ومواصلة النظام الإيراني محاولاته للحصول على أسلحة نووية بغض النظر عن وجود اتفاق مع الدول الأخرى أم لا، خصوصا وأن الاتفاق النووي الحالي ينتهي خلال أقل من 14 عاما، مما سيرفع القيود المفروض على إيران، وسيسمح لها بتكثيف الانتشار النووي.
أما السبب التاسع فهو تنامي قدراتها في مجال الإرهاب الإلكتروني، فقد استطاعت مهاجمة وقرصنة أمن خصومها والمنظمات الحكومية، وأحدث مثال على ذلك: استهداف النظام لحسابات عشرات من أعضاء البرلمان البريطاني.
وأخيرا يأتي السبب العاشر، في الجرائم التي ارتكبها النظام، مما جعله الأكثر خطورة على الأمن العالمي، مشيرا إلى تصنيف إيران بأنها في مقدمة دول العالم في إعدام شعبها؛ موضحا أن هذا النظام يقمع بوحشية الأقليات الدينية والعرقية؛ ودائما ما يسحق كل أشكال الحريات، ويتورط في أعمال التعذيب، وإعدام الأطفال.