دولية

بائع الكلام..غوتيريس يشعل العالم بالنزاعات

جدة- البلاد

كعادته منذ توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة ظل أنطونيو غوتيريس يطلق عبارات الأسف والقلق تجاه الأحداث الساخنة في عدد من الدول دون أن يبدي أية نية لفعل شيء للتخفيف من إفرازاتها وما تسببه من نزوح ولجوء وتهديد للأمن والسلم الدوليين.ويبدو أن غوتيريس اقتصر مهمته على التقارير أياً كان مصدرها وعلى إبلاغ مجلس الأمن دون أن يقدم مقترحات أو حلول أو مؤشرات تعزز من قدرة المنظمة الدولية على إطفاء النزاعات أومنع نشوبها.

بائع كلام:
وصف تقرير إعلامي ألماني أنطونيو غوتيريس عقب اختياره لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة أنه مجرد “بائع كلام”، لا يفعل شيئا غير التسويف”. معتبرا أنه ليس الشخص المناسب لشغل هذا المنصب الخطير. وتابع تقرير صحيفة “دويتشه فيله” أن غوتيريس “يتجنب المشكلات بدلا عن السعي إلى حلها، ولا أدل على ذلك من فشله في مواجهته أكبر مشكلة لاجئين يواجهها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما كان يشغل منصب رئيس المفوضية العليا للاجئين، فقد كان همه الأكبر تنميق الكلمات لوصف الأزمة، دون أن يطرف له جفن أو يعتريه الحياء بسبب امتناعه عن توجيه انتقاد للاتحاد الأوروبي جراء موقفه السلبي حيال المشكلة.

يقول التقرير الألماني: “في ضوء الأزمات التي واجهها العالم فإن هناك سببا وجيها للشك بأن غوتيريس يستحق أن يكون في هذا المنصب الأممي الكبير والحساس. إذ كان من الممكن أن يكون هناك دبلوماسيا آخر من خارج المنظومة الأممية لتقلد هذا المنصب، لاسيما وأن غوتيريس “لم يزرع أو يحصد سوى الفشل الذريع طيلة فترة خدمته كمفوض سام لمفوضية شؤون اللاجئين والتي امتدت لعشر سنوات كاملة.

ولم ينس التقرير أن يشير الى تعهد غوتيريس فور تسلمه منصب رئيس الوزراء في بلده البرتغال عام 1995 عندما أقسم بأن ينهي التقليد المتبع في منح آلاف الوظائف الإدارية لأعضاء الحزب الحاكم. لكن بحلول نهاية فترته الرئاسية عام 2002، كان هناك آلاف الوظائف الحكومية الإدارية التي يشغلها أعضاء من حزبه الاشتراكي… “هكذا هي مسيرة غوتيريس.. فشل يقود إلى فشل”.

أحداث ملتهبة وأسف مستمر:
يمكن أن نطلق على غوتيريس أمين الأسف والقلق لكثرة تردديه للكلمتين في مواجهة النزاعات والصراعات ذات الآثار المدمرة والتهديد المباشر للأمن والسلم الدوليين دون ان يفعل شيئاص يذكر.لقد بان عجز غوتيريس جلياً في تقييمه للأحداث والنزاعات بتخليه عن مبدأ الحياد وتخطيه للمعايير السياسية والمهنية التي يفرضها عليه موقعه كأمين عام للأمم المتحدة.

فقد درجت الأمم المتحدة على الحياد في تقييمها لملفات ألأحداث واتبعت الوساطة والتشاور المستمر مع أطراف النزاعات والاعتماد على تقارير مبعوثيها من خلال الواقع الميداني إلا أن غوتيريس خالف الموروث التاريخي للمنظمة الدولية واعتمد كما في حالة اليمن على تقارير مضللة ومسيسة ومن مصادر مشبوهة متجاهلاً الحكومة الشرعية وجهود التحالف العربي والتزامه الصارم بالقرارات الدولية والمبادئ الإنسانية.

كما كشفت استقالة الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “إسكوا” ريما خلف انحياز غوتيريس للاحتلال الإسرائيلي ومنعه لإصدار تقارير تنتصر للفلسطينيين أصحاب الحق والأرض.
لقد اتسم تفاعل الأمين العام للأمم المتحدة مع الأحداث الساخنة بالبطء والتلكؤ والتنظير دون أن يدفع بالمنظمة الدولية قدما للقيام بدورها على أكمل وجه لتحقيق الأمن والسلم الدوليين.

لقد أدى تخبط غوتيريس وتجاهله للحقائق وعدم قدرته على تقييمها بما يعكس حقيقة الواقع أدى كل ذلك إلى اشتعال حرائق النزاعات وتأجيج الخلافات وتقليص دور المنظمة الدولية والشك في مسارها وتوجهاتها والأهم فقدان الثقة في قيادتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *