الاهواز ــ وكالات
وسط ارتباك في التصريحات الرسمية الإيرانية حول الجهة المسؤولة عن هجوم الاهواز استدعت طهران سفراء هولندا، والدنمارك، وبريطانيا، واتهمت بلدانهم بإيواء جماعات إيرانية معارضة.
وكان متحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأهواز قد أعلن، عبر تصريحات صحافية، أن “المقاومة الوطنية الأهوازية” وهي تسمية عامة وليست عنوان تنظيم بعينه، بأنها هي المسؤولة عن الهجوم.من جانبه تبنى تنظيم “داعش” عبر وكالة “أعماق” التابعة له مسؤولية شن الهجوم. لكن أياً منهما لم يقدم دليلا يثبت ذلك.
وبينما لم تصدر حركة النضال الأهوازية بياناً حول تبني هذا الهجوم كما كانت تفعل سابقاً عند تبنيها شن هجمات ضد النظام الإيراني، نفى الفرع الثاني للحركة عبر موقعه الرسمي، أي صلة للتنظيم بهذا الهجوم.
هذا بينما اتهمت تنظيمات أهوازية وإيرانية معارضة وشخصيات سياسية أجهزة استخبارات النظام الإيراني نفسها بتدبير الهجوم، للتباكي أمام العالم والادعاء بأن إيران ضحية الإرهاب وذلك قبيل حضور الرئيس الإيراني حسن روحاني اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماع مجلس الأمن حول إيران، الأسبوع المقبل.واستشهدت تلك الجهات بعدة قرائن من الحادث، حيث إنه لدى الهجوم على منصة العرض العسكري لم يصب أي من المسؤولين أو مندوب المرشد الإيراني، بينما لقي من وراءهم من الجنود المشاركين في الاستعراض مصرعهم، بالإضافة إلى المدنيين من خلفهم وهم بعض أعضاء أسر الضباط، حيث قالوا إن قسما من الطلقات أطلقت من بنادق الحراس أثناء الرد على المهاجمين.
في غضون ذلك شنت قوات أمن النظام الإيراني حملة مداهمات واسعة في مدينة الأحواز، عقب الهجوم الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى الجرحى.وقالت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية” إن المداهمات استهدفت أحياء الثورة والملاشية وكوت عبدالله، حيث اعتقلت قوات الأمن عشرات الأحوازيين.وتأتي الحملة القمعية الواسع بتكليف مباشر من المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي، الذي أصدر أمرا لقوات الأمن بـ”الوصول لمن وصفهم بمنفذي الهجوم.وذكرت وكالة أنباء الطلبة الرسمية أن الرئيس حسن روحاني طلب من قوات الأمن “اتخاذ كافة الإجراءات للوصول إلى هوية المسؤولين عن الهجوم”.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن الهجوم، الذي وقع في مدينة الأحواز مركز الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه، أسفر عن سقوط 29 قتيلا معظمهم من الحرس الثوري، فضلا عن إصابة نحو 60 آخرين.
ويقول ناشطون أهوازيون إن النظام كما في السابق يريد من خلال تدبير هذا الهجوم عسكرة الإقليم والبدء بتنفيذ إعدامات سياسية ضد السجناء السياسيين وقمع الحراك السلمي والمظاهرات، التي تخرج بين الفينة والأخرى ضد النظام وسياسات الحكومة.
وفى سياق منفصل قال المستشار القانوني للرئيس الأميركي رودي جولياني، إن النظام الإيراني أشرف على الانهيار، بينما تخرج الأمور عن سيطرته.
وأوضح جولياني في لقاء خاص مع “سكاي نيوز عربية” أن النظام الإيراني مقبل على انهيار كامل، مثلما حدث مع الاتحاد السوفيتي وبعض دول أوروبا الشرقية.
ولفت جولياني، الذي يعد واحدا من أعمدة الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، إلى الوضع المتدهور في إيران، قائلا:”هناك فوضى في إيران وانهيار في العملة واحتجاجات كبرى، يحمل فيها المحتجون شعارات تدعو لإسقاط النظام”.
وأدى انهيار حاد في العملة إلى تصاعد احتجاجات الإيرانيين منذ مطلع العام ضد السياسات الاقتصادية والخارجية، حيث يوجه النظام الموارد المالية لدعم حروب بالوكالة في المنطقة عبر ميليشيات متطرفة.
واعتبر أن لدى الشعب الإيراني فرصة غير مسبوقة لتغيير النظام القمعي، مشيرا إلى دعم الولايات المتحدة والعديد من القوى الدولية ووجود معارضة إيرانية قوية في الخارج.
وندد جولياني بحملة القمع والاغتيالات، التي ينفذها النظام ضد المعارضين في الداخل والخارج، مشيرا إلى محاولته تفجير تجمع للمعارضة في باريس في أواخر يونيو الماضي.
وأشاد جولياني بالخطوات، التي اتخدها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي “دعم انتفاضة الشعب الإيراني منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض”.
وقال إن الشعب الأميركي يتضامن مع الاحتجاجات المتواصلة في إيران، مشيرا إلى أن العقوبات الأميركية تسببت في أضرار كبيرة للنظام.بدورها زعيمة المقاومة الإيرانية، دعت مريم رجوي، الولايات المتحدة لطرد عملاء النظام الإيراني من واشنطن، كما حثت الحكومات الغربية علي إغلاق سفارات النظام الإيراني، واصفة إياها بـ”مراكز مراقبة للتجسس والإرهاب”.
وقالت مريم رجوي: “إيران تمر بلحظة مهمة وجوهرية في تاريخها، نظام الملالي ينهار، وعليهم الاعتراف بمطالب الشعب في الحرية وفصل الدين عن الدولة”.
وأضافت رجوي، خلال تجمع الإيرانيين في نيويورك لدعم انتفاضة الشعب الإيراني، في رسالة مسجلة: “الإيرانيون لديهم أمل نحو الحرية دون وجود استبداد، ومعاقل المقاومة تحرز تقدماً في الداخل”. وأوضحت أن “خوف النظام الحاكم في طهران يتضخم بسبب دور المقاومة الإيرانية في قيادة الاحتجاجات.. التظاهرات مستمرة نحو درب الحرية”.ولفتت إلى أن “النظام محاصر سياسياً ودولياً، ومن الناحية الاقتصادية فهو على حافة الانهيار. على مدى الـ12 شهراً الماضية، خسرت العملة الوطنية ثلثي قيمتها”.كما أكدت زعيم المعارضة الإيرانية أن “الحرية في إيران والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم متشابكان. الطريق إلى كل شيء يمر عبر الإطاحة بنظام ولاية الفقيه”.
وقالت: “يجب على مجلس الأمن الدولي أن يعالج بشكل عاجل الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في إيران، خاصة التعذيب ومذابح الأسرى السياسيين، وتصدير النظام الإرهابي والحرب إلى الشرق الأوسط”.
وشددت على ضرورة أن اعتماد تدابير دولية ملزمة لإجبار النظام في طهران على وقف جرائمه، لافتة إلى أهمية طرد مليشيات إيران من سوريا والعراق والتصدي دولياً لإرهاب مليشيات مثل الحرس الثوري.