بوينس آيرس ــ وكالات
انطلقت أمس “الجمعة”، جلسات مؤتمر “مجموعة العشرين” في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، ولمدة يومين، تحت شعار “مستقبل عادل ومستدام”، بحضور أكثر من 30 قائدا عالميا، يتقدمهم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيسًا للوفد السعودي.
بشهادة العالم
تأتي مشاركة ولي العهد، في القمة لتنقل للعالم أجمع ما وصلت إليه المملكة من تقدم ورقي ونمو اقتصادي وتنوع في الدخل؛ إذ أسهمت أفكار ولي العهد، في فك قيود الاقتصاد السعودي من وطأة الاعتماد على مصدر واحد من مصادر الدخل لعقود خلت، لتفتح آفاق جديدة من الدخل، لم يكن يعهدها السعوديون، والتي تمثل الاستغلال الأمثل لموارد المملكة، وفي مقدمتها العنصر البشري، والذي يعد كلمة السر في الانطلاق نحو تحقيق الرؤية وحلم مملكة المستقبل.
ويترقب قادة العالم عقد لقاءات على هامش القمة مع ولي العهد، بداية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة الأحداث على الساحتين الدولية والإقليمية.
ويؤكد المراقبون، أن المملكة بوصفها من أقوى الاقتصادات عالميًا فتأتي مشاركتها في قمة العشرين في الأرجنتين من الأهمية بمكان لرسم ملامح الاستقرار في الاقتصاد العالمي، بوصفها أكبر منتج للنفط على مستوى العالم، وكذلك تمتلك ثاني أكبر صندوق ثروة في العالم.
ملفات شائكة
ثمة ملفات لن تكون بحسب المراقبين سهلة أدرجت على قائمة اعمال المؤتمرين، في وقت تخيم توترات الجديدة بشأن أوكرانيا، وتزايد الانقسامات؛ بسبب سياسة الرئيس الأميركي بشأن التجارة والتغير المناخي.
وسيناقش القادة قضايا اقتصادية؛ منها التجارة الدولية ونمو الاقتصاد العالمي وتنظيم أسواق المال العالمية وتقوية النظام المالي العالمي، وتعزير آليات الرقابة عليه.
الحرب التجارية :
جاءت القمة بعد يوم من تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال فيه: إنه يقترب من إبرام اتفاق تجاري مع الصين، مضيفا أنه منفتح على إبرام اتفاق تجاري مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
ومن المتوقع أن يناقش ترامب مع نظيره الصيني التجارة على هامش اجتماعات المجموعة، حيث من المتوقع أن تهيمن التوترات التجارية العالمية على الأجندة.
بيد أن ترامب أرسل إشارات متباينة بشأن الاتفاق التجاري لدى توجهه إلى الأرجنتين، حيث قال: إن اتفاقا قد بات وشيكا، لكنه غير متأكد، إن كان يريد مثل هذا الاتفاق.
محاولات إنقاذ إيران :
وفي إطار القضايا الاقتصادية للقمة، من المقرر أن يناقش وزراء مالية فرنسا وألمانيا وبريطانيا الآلية التجارية “المحددة الغرض” بين الاتحاد الأوروبي وإيران لتقليص مخاطر العقوبات الأميركية إلى أقل مستوى ممكن.
لكن لا يعتقد الكثيرون الآن أنها ستشمل مبيعات النفط، مما يسلط الضوء على المخاوف المتعقلة، بمصير الاتفاق النووي العالمي مع إيران.
ويقول دبلوماسيون: إن المناورة الفرنسية الألمانية هي أسلوب من أساليب استراتيجية “الأمان في الكثرة العددية” – التي ترى أمانا أكبر في تولي أكثر من دولة لإدارة الآلية منه في تولي دولة واحدة لها – وذلك بهدف التغلب على رفض دول الاتحاد الأوروبي فرادى لاستضافة الآلية؛ تجنبا لاستهدافها بالعقوبات الأميركية التي أعيد فرضها على إيران.
وتحاول الدول الأوروبية إيجاد أساليب تحافظ فيها على علاقاتها التجارية مع إيران، وتحمي شركاتها في الوقت ذاته من العقوبات الأميركية.
تغير المناخ
ومن أهم القضايا غير الاقتصادية، التي ستركز عليها قمة العشرين في منتدياتها: التغير المناخي والهجرة واللجوء ومحاربة الإرهاب.
وكان ترامب رفض، الثلاثاء الماضي، نتائج تقرير حكومته بشأن “الضرر الخطير” الذي سيسببه تغير المناخ على اقتصاد بلاده.
وأعلن ترامب العام الماضي نيته الانسحاب من اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي، الذي تم التوصل إليه في 2015، لتصيح الولايات المتحدة أول دولة تقدم على ذلك الفعل.
بينما لا يستطيع ترامب، الذي سبق وأن صرح بأن التغير المناخي “خدعة من عمل الصين” ثم تراجع عنه، الانسحاب إلا بعد الانتخابات الرئاسية في 2020؛ بسبب لوائح الأمم المتحدة.
التصعيد الروسي الاوكراني
ويخيم التصعيد الروسي ضد أوكرانيا في بحر آزوف على الأجواء في قمة العشرين، حيث نفذ الرئيس الأميركي تهديده بإلغاء اللقاء الذي كان مقررا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن؛ بسبب اعتراض خفر السواحل الروس سفنا أوكرانية، واحتجاز عدد من البحارة الأوكرانيين، الأحد الماضي.
وكان من المتوقع أن يركز الزعيمان على الاستقرار الاستراتيجي، خصوصا بعد أن أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، لكن ترامب كتب على تويتر، قائلا: “بما أن السفن والبحارة لم يعودوا إلى أوكرانيا من روسيا، قرّرت أنه سيكون من الأفضل لكل الأطراف المعنية، أن ألغي اجتماعي الذي كان مقررا سابقا في الأرجنتين مع الرئيس فلاديمير بوتن”.