دولية

انشقاقات الداخل تضرب عرش الحمدين.. تميم في أفريقيا .. فشل كسر العزلة وإنقاذ الاقتصاد

عواصم ــ وكالات

“على الرغم من المحاولات المستمرة للنظام القطري لكسر عزلته بالهروب إلى البلاد الأفريقية، بدا أن سياسة الشيكات القطرية في أفريقيا، لن تفلح هذه المرة، لأن أمن واستقرار تلك البلدان أهم من تقديم التمويل الاقتصادي، والعلاقات الدبلوماسية المزيفة” ويسعي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للبحث عن فرص لإنقاذ إقتصاد الدوحة وكسر حالة العزلة الدولية المفروضة علي بلاده ، من خلال جولة خارجية لست دولة إفريقية

فيما سلطت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في تقرير لها، الضوء على جولة تميم الأفريقية، وتحت عنوان “أمير قطر يهرب من عزلته في الشرق الأوسط إلى غرب أفريقيا”، أشارت الصحيفة إلى أن تميم في 6 بلدان أفريقية؛ بحثاً عن بديل اقتصادي”.

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه على الرغم من المحاولات المستمرة للدوحة لتقديم الدعم المادي لدول أفريقية، إلا أن العلاقات لا تزال متوترة، باتهام عدة دول أفريقية للدوحة بزعزعة استقرارها، وهو ما دفعها لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

وكشفت الصحيفة عن سر توتر العلاقات القطرية السنغالية، مشيرة إلى أن الدوحة تدخلت لإطلاق سراح كريم عبدالله واد نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد (2000-2012)، المتهم في قضايا فساد وكسب غير مشروع، وحُكِم عليه في مارس 2015 بالسجن ست سنوات، وغرامة قيمتها 210 ملايين للثراء غير المشروع، وأقرت محكمة الاستئناف السنغالية في أغسطس عام 2015 الحكم.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه “لأسباب غير معروفة، ، تدخل امير قطر للإفراج عن كريم واد، وبالفعل أفرج عنه في 24 يونيو 2016، وطار بعد ساعات إلى الدوحة، حيث يمكث منذ ذلك الحين، وفقا للصحافة السنغالية”.

وفي تشاد، قالت صحيفة “لوموند” إن “تراجع الدبلوماسية القطرية التشادية، يعود إلى أغسطس 2017، عندما أعلنت نجامينا إغلاق سفارتها في الدوحة بعد 7 سنوات فقط من وجودها، متهمة قطر بمحاولة زعزعة استقرارها”، مشيرة إلى أن البيان التشادي لم يترك مجالاً للحوار”.

وأضافت الصحيفة أن “الرئيس التشادي إدريس ديبي أغلق سفارة بلاده في قطر التي افتُتحت للمرة الأولى عام 2010، كما طالب الدبلوماسيين القطريين بمغادرة الأراضي التشادية في غضون عشرة أيام، كما تم استدعاء السفير التشادي إلى نجامينا في الأيام الأولى من الأزمة.

ولفتت الصحيفة إلى أن “تشاد تتهم الدوحة بمواصلة المحاولات الرامية إلى زعزعة الاستقرار في تشاد”، مشيرة إلى البيان الذي صدر في ذلك الوقت “نُعلم الرأي الدولي والعالمي بتدخل قطر الدائم في زعزعة الأمن في تشاد عبر الأراضي الليبية”.

الواقع أن دعم قطر للتنظيمات الإرهابية وتمويلها لم يقتصر فقط علي التنظيمات المنتشرة بالدول العربية ودول المنطقة ، وإنما يمتد لتنظيمات تتخذ من الدول الإفريقية أماكن لإنتشارها.

ووسط الإتهامات الموجهة للدوحة بإنفاق أموال طائلة على مدار السنوات الماضية لدعم التنظيمات المسلحة لإثارة الفتن وتفتيت دول المنطقة ، تستخدم قطر المشاريع الخيرية كغطاء لها لدعم وتمويل الكيانات الإرهابية في القارة السمراء.

وأنشأت قطر عدد من المؤسسات الخيرية لهذا المجال ، مثل مؤسسة “راف” القطرية للخدمات الإنسانية التي شيدت مدارس في حوالي 10 دول إفريقية خلال السنوات الثلاثة الماضية بحوالي 13.4 مليون ريال قطرى ، بجانب مؤسسة “قطر الخيرية” المدرجة ضمن قائمة الإرهاب من جانب “الرباعى العربى” ، التي قدمت خطة تشمل مشاريع مياه وكفالات أيتام وبناء مراكز ثقافية بتكلفة إجمالية تصل إلى 30 مليون ريال قطرى.

ليس هذا فقط ، فهناك تنظيم ” سرايا الدفاع عن بني غازي ” وهو تنظيم ليبي مسلح ، ويمتد تواجده لتشاد بعد إرتباط فصائل المعارضة التشادية المسلحة بهذا التنظيم.

وصنفت دول الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب هذا التنظيم كجماعة إرهابية وقالت أنه مدعوم من قطر .

وما يؤكد ذلك هو موقف حكومة تشاد التصعيدي ضد قطر والذي اتهمتها فيه بدعم الإرهاب علي أراضيها بل وقامت بغلق سفارة الدوحة وطرد الدبلوماسيين القطريين من أراضيها .

وبحسب مراقبين، فإن الجولة الثالثة لتميم تأتى بغرض إقامة علاقات تجارية واقتصادية لسد العجز فى الأسواق القطرية، حيث قام بجولة أولى فى سبتمبر الماضى سافر فيها إلى تركيا وفرنسا وألمانيا، والثانية فى اكتوبر الماضى التى شملت ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا، جائت بغرض إيجاد تحالفات جديدة فى المنطقة بدافع التدهور والنزيف الإقتصادى الذى أصبحت تعانى منه إمارة قطر الداعمة للإرهاب .

فيما كشف مركز “المزماة” للدراسات والبحوث، عن بوادر سيناريو سقوط أو تغيير نظام الحمدين أصبحت واضحة للعيان مع تصاعد المعارضة القطرية وانضمام رموز وشخصيات سياسية لها تأثيرها داخل قطر، خاصة من هم من أسرة آل ثاني.

وأورد المركز خلال تقرير له، أن المعارضة القطرية تمكنت من استقطاب أسماء جديدة من الأسرة الحاكمة في قطر، من بينها: مبارك بن خليفة.

وأوضح المركز أن المعارضة القطرية بدأت في استقطاب شخصيات مؤثرة وقيادات تعمل ضمن أجهزة ومؤسسات قطر، بعضها لم يعلن صراحة عن معارضته خوفًا من قمع النظام، لكن “المزماة” أكد أنه حال حدوث حركة معارضة داخل الدوحة فإن هذه الشخصيات ستعلن انضمامها مباشرة للمعارضة ورفضها سياسات الحمدين.

وأشار المركز إلى أن وجود مؤيدي للنظام لكن هذا بصورة مؤقتة، نظرًا لأنهم يرون أن النظام سيغرق، لذلك لا يرغبون بالبقاء فيه، وينتظرون قرب نهايته للعودة إلى بر الأمان.

وأوضح المركز أن إيران وتنظيم الإخوان الإرهابي زادت من عناد الحمدين، مما جعل أمر عودته إلى عقله صعبًا خاصة بعد فقدانه إمكانية اتخاذ قرارات السيادة فيما يتعلق بالأزمة الراهنة وعلاقاته مع دول المنطقة، مما زاد من التركيز على وجوب التخلص من النظام بطريقة لا تضر قطر وشعبها.

وكانت المعارضة القطرية قد عقدت اجتماعًا تحت عنوان “إنقاذ قطر” تزامنًا مع الاحتفال باليوم الوطني الذي ضم أكثر من 20 شخصية من أسرة آل ثاني، وأكدوا جميعًا وجوب تغيير نظام الحمدين، والتخلص من سياساته الخطيرة على الدولة والمنطقة، وعودة قطر إلى الخليج وأشقائها العرب.

كما أعرب المشاركون بالاجتماع عن غضبهم الشديد من تعلق الحمدين بإيران، ورهن مصير البلاد بالحرس الثوري الإرهابي وأطماع الإخوان الإرهابية.

وأكد المركز أن الخبراء والمتابعون وضعوا نتيجة واحدة ستصل إليها الأزمة الراهنة مهما اختلفت الطرق والسيناريوهات، وهي أن قطر ستعود للحضن العربي رغمًا عن الحمدين، وذلك من عدة سيناريوهات أولها خضوع النظام القطري واستجابته لمطالب الرباعي العربي، أو سقوط النظام وتولي قيادات حكيمة لزمام الأمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *