صنعاء ــ وكالات
استمرت انتهاكات ميليشيات الحوثي وتنوعت بين التعذيب والاعتقال والاختطاف وتدمير المنازل وتجنيد الأطفال، إلى أن وصلت هذه المرة إلى خبز اليمنيين ولقمة عيش المدنيين في محافظة الحديدة. ومنعت ميليشيات الحوثي الإيرانية دخول شاحنات الطحين إلى مدينة الحديدة، في محاولة لخلق أزمة غذائية في المدينة، التي تشهد عملية عسكرية واسعة ضد الانقلاب.
وبحسب مصادر “سكاي نيوز عربية”، منع الحوثيون دخول شاحنات محملة بالطحين كانت متجهة إلى مخابز مدينة الحديدة، في إطار محاولاتهم الضغط على المدنيين للعمل في صفوفهم.
ويحاول الانقلابيون استغلال حاجات المدنيين الأساسية في مواجهاتهم مع قوات دعم الشرعية، لا سيما بعد أن ضيقت الأخيرة الخناق عليهم في معظم أنحاء المدينة في الآونة الأخيرة.
وقد سبق للحوثيين أن استخدموا المدنيين في الحديدة دروعا بشرية، وتحصنوا بالأحياء السكنية، وطلبوا منهم تجنيد أبنائهم في صفوف الميليشيات المدعومة من إيران. ورفض عدد من وجهاء الحارات في الحديدة لقاء محمد عياش قحيم، محافظ المدينة المعين من الانقلابين، وقدموا استقالتهم من مهامهم بعد إجبارهم على حشد أبنائهم للقتال في صفوفهم.
وقالت مصادر يمنية إن ميليشيات الحوثي سحبت من وجهاء الحارات الأختام التي يستخدمونها بشكل يومي في تسيير معاملات السكان، بعد رفضهم لمطالب الحوثيين بالقتال في صفوفهم.
في غضون ذلك اكد وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، أن تقرير مجموعة الخبراء التابع للمفوض السامي لحقوق الإنسان الخاص باليمن، كان منحازاً ويفتقد للحيادية وأغفل الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، منذ انقلابها على الشرعية الدستورية واجتياحها المحافظات اليمنية وصولاً إلى تعز وعدن. واستعرض عسكر -في الندوة التي نظمتها وزارة حقوق الإنسان اليمنية بالتعاون مع بعثة اليمن الدائمة في جنيف على هامش انعقاد الدورة الـ39 لمجلس حقوق الإنسان، بعنوان “حقوق الإنسان وفرص السلام المفقودة باليمن”- خلفية الوضع في اليمن والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية، والتي دمرت البنية التحتية والممتلكات الخاصة والعامة وفجرت المنازل ودور العبادة، وانتهكت الطفولة من خلال التجنيد الإجباري والقتل والتشويه وحرمانهم من التعليم والصحة.
وقال لوزير عسكر “إن وزارة حقوق الإنسان اليمنية رصدت ووثقت الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين منذ سبتمبر 2014 وحتى بداية سبتمبر 2018م، والتي بلغت (14220) قتيلاً، بينهم (1500) طفل، و(865) امرأة، فيما بلغ عدد المصابين (31127) شخصاً، وبلغ قتلى زراعة الألغام (1593) شخصاً، والمصابين (1413) شخصاً، بينهم أطفال ونساء”. وأضاف “أن حالات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بلغت (21706) حالة، وما زال 3486 معتقلا في سجون ومعتقلات المليشيا، تعرض منهم 2875 معتقلا لضروب من المعاملة القاسية والتعذيب، منهم 86 قتلوا تحت التعذيب”، مشيراً إلى أن الانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين بلغت 627 انتهاكا، فيما تعرض 30 صحفياً للقتل والاعتقال والتعذيب، إضافة لانتهاكات بحق القنوات الفضائية والصحف والمواقع التي أغلقت وتم نهب محتوياتها.
وجدد عسكر دعم الحكومة اليمنية الشرعية لإحلال السلام المرتكز على المرجعيات الأساسية الثلاث، موضحاً جهود الحكومة الرامية للسلام بدءاً بمشاورات السلام بجنيف وبييل في سويسرا، ومشاورات الكويت، وصولاً إلى مشاورات جنيف3 التي عطلها الحوثيون ورفضوا الحضور في تحد واضح للمجتمع الدولي رافضين أي فرص للسلام.
وعلى صعيد العمليات العسكرية أعلنت قوات الجيش الوطني اليمني وتحالف دعم الشرعية في اليمن أنها دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة نحو مدينة الحديدة، وقالت إن هذه التعزيزات تحتوي على معدات عسكرية وأسلحة نوعية ثقيلة وأفراد من قوات الجيش و”العمالقة”.
وتتواصل الاشتباكات بين قوات الجيش اليمني وميليشيات الحوثي في شرق مدينة الحديدة ومواقع أخرى، وسط غارات مكثفة لطيران التحالف تستهدف مواقع وتحركات ميليشيات الحوثيين.
وقالت مصادر ميدانية إن الاشتباكات اندلعت قرب مصنع يماني على طريق صنعاء “كيلو 7” شرقي المدينة.
كما اندلعت اشتباكات أخرى على الكورنيش رافقتها غارات جوية مكثفة من طيران التحالف على مواقع وتحركات الميليشيات.
وكانت قوات الجيش والتحالف قد أعلنت عن بدء عمليات عسكرية لتحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي من محاور عدة، بعد تعزيز مواقع الجيش اليمني في منطقة “كيلو 16″، وقطع أهم خطوط إمداد الحوثيين الرابط بين صنعاء والحديدة، ومحاصرتهم داخل المدينة.
وفي صعدة، تمكنت قوات الجيش من التقدم في جبال مران والوصول إلى مشارف ضريح حسين الحوثي مؤسس الحركة في منطقة الجميمة بعد مواجهات عنيفة مع الميليشيات.