صنعاء ــ وكالات
منذ مقتل الرئيس اليمني علي عبد الله غيلة وعسس الحوثي يطاردون أنصاره في حملة وحشية، جعلت الاغتيال مرادفا لغويا لصنعاء، عاصمة ما كان يمنا سعيدا، حتى انقلابهم الأحمر.
وتستمر ميليشيات الحوثي الإيرانية في تنفيذ حملة اجتثاث كبيرة لقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، وأنصار الرئيس الراحل علي عبدالله صالح من مناصب قيادية في الدولة، واستبدالهم بقيادات تابعة لها.
وأطاحت ميليشيات الحوثي القيادي في حزب المؤتمر جليدان محمود جليدان من منصب وزير الاتصالات، علما بأنه تم تعيينه في حكومة الانقلاب المشكلة بين الحوثيين والحزب، قبل انفضاض الشراكة قبل مقتل صالح.
وكان القيادي الحوثي صالح الصماد نزع الصلاحيات المالية من جليدان، قبل المواجهات المسلحة مع صالح التي بدأت في شهر نوفمبر الماضي.
كما أصدر الحوثيون قرارا بتعيين العميد عبد الحكيم الماوري الموالي لهم في منصب وزير الداخلية، بدلا من اللواء محمد عبدالله القوسي، الذي لا يزال مصيره مجهولا عقب المواجهات المسلحة بين قوات حزب المؤتمر والحوثيين.
وبدأ الحوثيون بإقالة المسؤولين الموالين لصالح، الذين رفضوا الانصياع للميليشيات، بينهم فهد دهشوش محافظ حجة.
كما ذكرت مصادر يمنية أن الحوثيين أقصوا كوادر حزبية بتهمة الخيانة، وتعيين بدائل من الميليشيات المتمردة في محافظة المحويت والمديريات التابعة لها، وشملت التغييرات مدراء عموم مديريات الطويلة وملحان وجبل المحويت، ومدراء في مناصب إدارية تنفيذية مختلفة ووكيل المحافظة المساعد.
وفي انقلاب واضح من قبل المليشيا الإيرانية لم يطل اليمن فقط بل إرث ومقتنيات الرئيس المغدور به علي عبد الله صالح، أقدم مسلحو الحوثي على نهب وسرقة متحف صالح، الموجود في جامع الصالح بالعاصمة صنعاء.
ونهب الحوثيون أيضا بعض محتويات الجامع الواقع في ميدان السبعين، الذي شهد أولى المواجهات بين الطرفين مطلع شهر ديسمبر الجاري، حسبما أفادت فضائية “سكاي نيوز عربية”.
ونصبت المليشيا، لوحة أمام جامع الصالح بتسميته الجديدة ضمن محاولتها لطمس هويته المرتبطة بالرئيس السابق،الذي قتل بدم بارد على يد الحوثي، الإثنين قبل الماضي، في منزله بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وحملت اللوحة اسم “جامع الشعب” والذي شيده الرئيس السابق على نفقته الخاصة، وشهد أول شرارة في الاشتباكات الأخيرة عقب إعلانه فض شراكته مع الحوثيين.
وكانت المليشيات الانقلابية سيطرت على الجامع وغيرت اسمه إلى “جامع الشعب” بدلاً من “جامع الصالح” وذلك في أعقاب المواجهات مع قوات حزب المؤتمر الشعبي العام، الموالية للرئيس المغدور به.
وجاء وضع اللوحة بالتسمية الجديدة للجامع، خلال تشييع ميليشيات الحوثي لتسعين مسلحاً من أتباعها قتلوا خلال المواجهات التي دارت مؤخراً في صنعاء مع القوات الموالية لصالح.
وفي فبراير الماضي، أقدم مسلحون حوثيون على نهب سيارات قديمة في المتحف الحربي، في العاصمة صنعاء، والتجول بها في الشوارع.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل صورة لسيارة قديمة نهبها الحوثيون من المتحف الحربي، ويقومون بالتجول بها في شوارع صنعاء.
وعلق النشطاء على الحادثة بالقول: ينهبون سيارة قديمة من المتحف الحربي في صنعاء ويتجولون بها في شوارع العاصمة صنعاء.. هؤلاء يدمرون الحضارة ويدمرون التاريخ ويدمرون كل شيء يمرون عليه”.
رقابة على المدارس
واستمرراً لمسلسل الجرائم والانتهاكات فرضت مليشيات الحوثي الانقلابية رقابة مشددة على مدارس أمانة العاصمة صنعاء وتجند عناصر مخابراتية لرصد أسماء المعلمين المضربين للمطالبة بمستحقاتهم أو الأصوات المناوئة للجماعة
وأرسل مكتب التربية الخاضع للمليشيات خطاباً إلى لجنة خاصة لمدرسة الفرات بالتحرير وسط العاصمة صنعاء لرفع اسماء المعلمات المضربات عن العمل للمطالبات بمرتباتهن الموقوفة للعام الثاني على التوالي، وفقا لوسائل إعلام يمينة.
كما وجهت مليشيات الحوثي معلمات حوثيات للقيام بدور رقابي ورفع وتصنيف الأسماء المناوئة للانقلابيين في تقارير خاصة لمكتب التربية.
وقالت وسائل الإعلام إن العملية التعليمية في المدينة تشهد تدهورا مستمرا في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة مع استمرار تسلط المليشيات على المدارس والمناهج التعليمية والعمل على تجنيد الطلاب في القتال الطائفي الذي يقوده الانقلابيون ضد قوات الشرعية.
فيما نجح الجيش اليمني في ساعات مبكرة، من صباح امس “الخميس”، في تحرير أولى مناطق محافظة الجوف من جهة مدينة صعدة، ضمن العملية العسكرية لتحرير صعدة وقطع “رأس الأفعى”، في إشارة إلى زعيم مليشيا الحوثيين، عبد الملك الحوثي، ومعقله الرئيس بكهوف جبال مران.
وقال قائد محور صعدة العميد الركن عبيد الأثلة، إن قوات الجيش اليمني التي بدأت في محافظة صعدة شن أول عملياتها داخل محافظة الجوف المجاورة، تمكنت من الوصول إلى أولى مديريات الجوف من جهة محافظة صعدة وتحضِّر حاليا للعديد من المفاجآت خلال الأيام القادمة.
وأوضح الأثلة في تصريح نقله موقع القوات المسلحة اليمنية، أن الجيش أحكم سيطرته على منطقة شقة القورة أولى مناطق مديرية الخب والشعف التابعة لمحافظة الجوف من جهة صعدة، مشيرا إلى أن العملية تمت عقب تحرير وتمشيط مساحات صحراوية واسعة من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران في منطقة الأجاشر بمديرية كتاف البقع بمحافظة صعدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي دمرت فيه غارات لمقاتلات التحالف العربي مخزن أسلحة تابع لميليشيا الحوثي الانقلابية في منطقة الجبل بجبهة الساقية التابعة لمحافظة الجوف اليمنية.
وقال مصدر عسكري يمني، إن غارات التحالف، التي أسفرت أيضا عن تدمير آليات قتالية للمليشيا، تزامنت مع عمليات عسكرية للجيش اليمني، ضد المتمردين الحوثيين في جبهة صبرين بمديرية خب والشعف وموقع سداح.
الى ذلك دفع تحالف دعم الشرعية اليمنية، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهة الساحل الغربي لدعم قوات الشرعية والمقاومة الشعبية لمواصلة زحفها باتجاه مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي بحسب قناة “العربية”، فيما شن طيران التحالف غارات على خطوط إمداد الميليشيات بين حجة وصنعاء.
وذكرت مصادر عسكرية أن اللواء الثالث دعم وإسناد الذي يقوده العميد نبيل المشوشي واللواء الرابع الذي يقوده العميد هدار الشوحطي تم الدفع بهما لإسناد جبهة الساحل حيث تدور معارك عنيفة في مديريتي التحيتا وحيس تحت غطاء جوي كثيف من طائرات التحالف.
هذا وأحكمت قوات الجيش الوطني سيطرتها الكاملة على مناطق تلة الخزان وقرية المزاردة في مديرية مقبنة غربي تعز بعد معارك عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الانقلابيين.
أما في جبهة الساحل الغربي فشنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية أكثر من 15 غارة جوية على المزارع المحيطة بمديرية الجراحي مستهدفة مخازن الأسلحة وكذا تعزيزات قادمة من الحديدة و إب.
كما أفادت مصادر عسكرية أن عشرات الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح بعد تدمير مروحيات الأباتشي لرتل عسكري حوثي شمالي مديرية حيس على الطريق الممتد بين مدينتي الحديدة وتعز.
من جانب آخر قال قائد محور صعدة العميد عبيد الاثلة إن قواته وصلت إلى منطقة شقة القورة أولى مناطق مديرية الخب والشعف التابعة لمحافظة الجوف عقب تحرير وتطهير مساحات صحراوية واسعة من الميليشيات الحوثية.