أرشيف صحيفة البلاد

انتفاضة وجع

حين رأيتها لم أنظر
لا أعرف إن كانت هي أم لا
في صمت أضج بآهاتي
وأغض طرفي عن شوقي
بعضنا يبحث عن كبسولة يضيع فيها الضجر
وقناع الكبرياء تمزقه عضات الندم
وجوه ترسمها ملامح قاسية
تشكلها النوايا
وآه من وزر النوى
شتات تجمعه بوتقة فارغة
تاركة لكل ما أريد مكانا آخر
غير أني والمفقود
نلتحف فضاء أوسع
في الصمت
لا نحبذ البعد
ولا يمكننا البقاء
( إحساس مؤلم \" حين نكتب ثم نمسح \" وهكذا حتى تتفلت الحروف منا ويبقى في قلوبنا شعور لا يحكى ولا يبكى \" )
أي قوة تهد تلك الذكريات
وأي زمن بلا ذاكرة
نقول بالنسيان
ونعيش في وهم مدينة فاضلة
أحلامنا باتت أشبه بعصافير تنام في سماء أمسياتنا
وما أن تغازلها خيوط الشمس حتى تحلق بعيدا عنا
أين السلام .. في محابر تئن خيالا
وأين الوصال في حروف متقطعة
أنفاسها ضيقة
كأنا بإحساسي
وأنتم بأنفسنا
نصارع فيها حياة يخنقها واقع ووهم
نعيش البرد
وفي أضلعنا رجفة دفء
تأبى أن تغطينا
وأقدامنا قصيرة جدا أمام قامة الحلم
وهكذا دواليك
بين رقصة نبض
وانتفاضة وجع
ننشد الصبر
ونسافر نطلب النسيان
ويشنف مسمعنا بعض ذكر له
أي منطق هذا
وقد وهن الفؤاد
واشتعل العمر شيبا بسواد
لماذا تتشابه كل النهايات
وتوأد الحكايات في مهدها
لم لا يرضعنا الحب إلا سما
ويفطمنا قبل التمام
وفي أفواهنا جمرة تلتهب جوعا
رويدك .. ففينا إنسان
وربما شيئا منه تبقى في فطرة الكون
ينتظر نطفة فرح لم تخلق بعد

فاطمة سرحان الزبيدي