أرشيف صحيفة البلاد

انتصارات في جميع الاتجاهات .. طابت المملكة وطابت أعمالها

كتب : رئيس التحرير

من يفعل مثل ما فعلت وتفعل المملكة العربية السعودية لملايين القادمين من جميع دول العالم دون استثناء، بهدف تسهيل أداء فريضة الحج؟، ومن يستطيع تحقيق الإجماع فيما يتعلق برضى حشود ضيوف الرحمن حيث يجتمعون كل عام بالملايين في مكان محدود ووقت قصير معلوم يؤدون مناسكهم بيسر وسهولة ويتمتعون بالأمن والأمان، وتنصب عليهم خيرات هذا البلد الطاهر كما جاءوا من كل حدب وصوب،

بل أن مسئولي المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأصحاب السمو الملكي أميرا مكة المكرمة والمدينة المنورة ونائباهما وجميع الأجهزة الحكومية والوزراء يقفون متابعين بكل الحرص لتوفير سبل الراحة لكل زائر على حدة وكأنه الضيف الوحيد من بين ملايين الضيوف،

من يصدق بأن المسافرين القادمين من جدة باتجاه مدينة الطائف والعكس لم يشعروا بوجود أكثر من مليوني شخص في مسار العبور الواقع على بعد أمتار من المشاعر المقدسة فالطرق واسعة سالكة مكتملة الخدمات وقوافل الإسعافات تجوب المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة مثلما تتجول بين المشاعر لنقل المرضى من كبار السن في ظاهرة إسلامية إنسانية عظيمة لا تتحقق إلا على ارض المملكة تهدف لتمكين هؤلاء الآمنين المطمئنين الركع السجود من إكمال مناسكهم بل أن مئات المستشفيات والمستوصفات تتمركز في ممرات وأماكن إقامة ضيوف الرحمن لخدمتهم فيما تتجسد روح التعاليم الإسلامية بكل فعل إنساني طوال أيام الحج ليخرج المنصفون من الصادقين الأسوياء شاكرين مقدرين ويزداد الحانقون نقما وكمدا على علو كعب وطن نذر مدخراته لخدمة الإسلام والمسلمين وترجم هذا عملا ملموسا للقاصي والداني،

فعندما ينتهي موسم تبدأ الاستعدادات الفورية للموسم القادم هكذا تفعل المملكة كل عام حتى اكتسبت بجدارة القدرة الفائقة على إدارة الحشود ولفتت الأعناق لإنجازات ذات صدى عالمي جسدها اهتمام انصب لتحقيق راحة ضيوف الرحمن فتفرغوا للعبادة في اطهر البقاع بعد أن أضحت رحلة الحج رحلة روحانية مفعمة بالراحة والسكينة والطمأنينة بفعل النية الصادقة والإنجازات المتحققة والخدمات الملموسة في كافة مناحي الحياة ومن بينها وسائل النقل والطرق والجسور والأنفاق والتوسعات الضخمة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف إضافة إلى نهضة شاملة لا نظير لها على وجه البسيطة وتنظيم دقيق لرجال نذروا انفسهم لخدمة قاصدي بيت الله الحرام.

لا يمكن لمسلم منصف عدم الشعور بالزهو والفخر أمام هذا الاهتمام المتعاظم للمملكة بالإسلام والمسلمين على هذا النحو ولعلي استعير متباهيا مشهد وفاء حاج لم يجد الا تقبيل رأس جندي سعودي تعبيرا صادقا عن الامتنان حيث اعتاد الجنود السعوديون الوقوف بشموخ لتلطيف الأجواء عبر رش الماء على رؤوس الحجاج بطرقات المشاعر المقدسة في محاولة صادقة لتخفيف وطأة حرارة الشمس إضافة الى مشاهد لأفعال مثالية تؤكد الأهمية البالغة لإكرام حجاج بيت الله الحرام ورعايتهم بغض النظر عن الجنس والمذهب حتى يعودوا سالمين غانمين الى اوطانهم بعد أداء مناسكهم كما فرضها المولى جلت قدرته ويتم توديعهم بنفس الروح التي تم من خلالها استقبالهم وخدمتهم لتظل المملكة العربية السعودية موطن الإسلام ومهده صادقة في تنفيذ تعليماته ونهجه تتطلع لخدمة المسلمين ورفعة شأنهم فقد وقفت حكومة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ووقف شعبها دون استثناء ليضربوا من جديد مثلا يحتذى فيما يتعلق بخدمة ضيوف الرحمن ونجحت المملكة كما فعلت من قبل بحفظ أمن زوارها من خلال السهر على راحتهم ليتمكنوا من أداء شعائرهم بيسر وسهولة فانكشفت للعيان قدرة المملكة العربية السعودية الفائقة لإدارة أضخم حشد عالمي في التاريخ داخل نطاق محصور وزمن من الأيام معلوم يعد على أصابع اليد الواحدة لتبرهن المملكة من جديد أن تسييس الحج فقط لأغراض تخريبية قد يؤدي لمنغصات تؤثر على ضيوف الرحمن وهذا مالا تقبله المملكة من باب الحرص على أمن وراحة حجاج بيت الله الحرام.

لا يعرف الناقمون وليست لديهم الرغبة بمعرفة حجم الجهد والبذل والتضحية لتحقيق الطمأنينة للركع السجود القادمين من كل حدب وصوب فالحاقدون غير معنيين بالنجاحات المتوالية التي تحققها المملكة على كافة الأصعدة فقد باتت هموم هؤلاء محصورة باصطياد الأخطاء المفتعلة والمخطط لها سلفا مع شديد الأسف من قبل أعداء الإسلام الحق.

وعندما تنجح المملكة كما نجحت مرارا وتكرار يخيم الصمت في صفوف المتربصين ويسقط في ألسنتهم – إذا جاز التعبير – فيستأنفون نشر الاشاعات والأكاذيب كما يفعلون بالضبط بمناسبة وبدون مناسبة لأهداف باتت مكشوفة للعيان فلا مروءة تمنعهم ولا رادع يردعهم ولا مبدأ يقوم سلوكهم وليس لنا الا ترديد “موتوا بغيظكم” فكل شيء على ما يرام بعد أن غمر السعوديون بعروبتهم واسلامهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ونالوا اعتزاز سموه فرسم هذا الاعتزاز بخط يده تتويجا لانتصارات تتحقق في كل الاتجاهات من بينها حسن ضيافة حجاج بيت الله الحرام بعد أن خطط وتابع وتولى بنفسه تنفيذ برامج الرفادة منذ الوصول حتى المغادرة مختتما كل هذا بعبارة اعتزاز تؤصل ترابط وتلاحم الاسرة السعودية.

إلى كل من غمرني بسعوديته العربية الإسلامية، أقدم اعتزازي هكذا بالضبط يستشعر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكة رئيس لجنة الحج المركزية عظم المسئولية وهكذا يبدي حفظه الله سرورا بالغا بالنجاح والمؤازرة والحب المتبادل على كل الأصعدة ويثمن كل الجهود المخلصة لرفعة شأن وطن نذر الغالي والنفيس لخدمة المسلمين امتثال لتعاليم الإسلام ولا شيء غير هذا.