واشنطن ـ رويترز
وصفت الولايات المتحدة بناء المستوطنات الاسرائيلية بأنه \" مشكلة \" بينما بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مباحثات جديدة في مساعيها الحثيثة الرامية إلى التوصل لاتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني خلال العام الجاري .
وأعربت وزارة الخارجية عن استيائها من احدث خطط لاسرائيل لبناء مستوطنات جديدة بعد لقاء رايس بوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لاجراء محادثات واسعة النطاق شملت ايضا ايران والشكوك في سعيها لامتلاك أسلحة نووية .واجتمعت رايس فيما بعد مع أحمد قريع كبير المفاوضين الفلسطينيين قبل مباحثات ثلاثية معه ومع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تراس فريق التفاوض الاسرائيلي .ولم تحقق المفاوضات حتى الآن أي تقدم ملموس وهناك قدر كبير من الشكوك بين الاسرائيليين والفلسطينيين والمحللين بشأن امكانية تحقيق الرئيس الأمريكي جورج بوش هدفه التوصل إلى اتفاق سلام شامل العام الجاري .
وقالت رايس إنها ستعمل قدر استطاعتها لمساعدة الجانبين على التوصل إلى اتفاق لكنها قالت أيضا انه يجب ألا يقلل أحد من قدر صعوبة المهمة .وقالت رايس في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني إن \" الشرق الأوسط لن يتحسن دون انشاء دولة فلسطينية ( لتعيش ) جنبا إلى جنب مع اسرائيل في سلام وأمن وديمقراطية .\" وأضافت \" اذا فالسؤال هو : اذا لم يكن الآن ..فمتى؟ \" وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية إن رايس ستكافح من أجل التوصل لاتفاق هذا العام لكنه حذر من المبالغة في التوقعات وقال \" سنرى إلى أي مدى سنصل .\" وانهارت محادثات السلام الماضية في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عام ٢٠٠٠ مما أدى إلى اشعال انتفاضة فلسطينية دموية على الاحتلال الاسرائيلي وهو ما لا ترغب حكومة بوش بوضوح في تكراره .وبالاضافة إلى سعيها للتوصل إلى اتفاق سلام تحاول رايس الزام اسرائيل والفلسطينيين بخطة \" خارطة الطريق \" التي وضعت عام ٢٠٠٣ والتي وافقت اسرائيل بموجبها على وقف كل النشاط الاستيطاني بينما وافق الفلسطينيون بمقتضاها على قمع العنف ضد الاسرائيليين .وقال مسؤولون اسرائيليون يوم الخميس إن لجنة تابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية وافقت على بناء ٢٠ وحدة سكنية في مستوطنة ماسكويت وهي قاعدة عسكرية مهجورة في
وادي الأردن خارج القدس والكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية التي تخطط اسرائيل للاحتفاظ بها في ظل أي اتفاق للسلام .ووصف قريع هذه الخطة بأنها علامة على سوء نوايا اسرائيل .وقال قريع للصحفيين بعد لقائه رايس \" انه انتهاك
حقيقي .انها لسوء الحظ رسالة سيئة جدا عن نيتهم للتوصل الى اتفاق .انها رسالة سيئة .\" وقال باراك إن بلاده تنظر إلى هذا البناء على أنه مبرر لكنه اشار الى ان موافقة اللجنة خطوة اجرائية وان المشروع في مرحلة أولية .وقال باراك الذي التقى ووزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس يوم الثلاثاء إنه أخبر المسؤولين الأمريكيين أن اسرائيل ترى ايران \" خطرا كبيرا على استقرار العالم بأسره وأي نظام عالمي يمكن تصوره .\" وتنفي ايران سعيها لانتاج أسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء مما يمكنها من تصدير مزيد من نفطها وغازها الطبيعي النفيسين .
وتزايد مفهوم خطر المواجهة المسلحة مع ايران بسبب برنامجها النووي باطراد خلال العام الجاري ودفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية في وقت سابق الشهر الجاري .
وقال مسؤولون غربيون عقب اجتماع مع كبير المفاوضين الايرانيين في الشأن النووي بجنيف يوم ١٩ من يوليو تموز إنه أمام طهران اسبوعين للرد على عرض بوقف اتخاذ خطوات جديدة نحو فرض مزيد من عقوبات الأمم المتحدة عليها مقابل تجميد توسيع برنامجها النووي .وتنتهي هذه المهلة يوم السبت المقبل .
واتبع الغرب استراتيجية تسير في مسارين ازاء ايران بعرض حوافز اقتصادية وتجارية عليها لوقف النشاط النووي الحساس من جهة بينما اصدر ثلاث قرارات بفرض عقوبات من مجلس الأمن على ايران من جهة أخرى .وقالت رايس ملمحة إلى امكانية فرض مزيد من العقوبات \" كنا واضحين للغاية بأن لدينا مسارين …واذالم يعمل مسار فسيتعين علينا اللجوء للآخر .\"